شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 29)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 29)
- المحتوى
-
د. احمد سغيد توفل سح
قائداً لقوات فرنسا في سوريا ولبنان' وتأثر بموقف العرب الداعي الى الاستقلال. وكانت تتنازع الزعيم
الفرنسي نزعتان: الاولى» الرغبة الاستعمارية الداعية الى بقاء فرنسا في مستعمرائها من اجل المحافظة
على عظمة فرنسا في صراعها مع الدول الاستعمارية الاخرى؛ كبريطانيا؛ والثانية؛ تفهّمه لرخبة العرب
في الاستقلال. وكان يعتقد بأن هناك دوراً تاريخياً مليه ان يلعبه في الشرق؛ يشبه الدور الذي لعبه,
من قبل» نابليون بونابرت. في العام 2157١ كتب: «ان فرنساء التي ورثت حماية دول الشرق؛ هي»
بشكل خاص» مهيّاة له. بسبب دورها التاريخي في هذه الدول. وخلال الحملات الصليبية والمملكة
المسيحية؛ التي دامت قرنين, كانت المنطقة تحت النفوذ الفرنسي؛ وعلى طول لبنان وجبال العلويين,
وكذلك فلسطين. هناك قلاع قوية تشهد على القوة التي استعملها مواطنونا في العصور الوسطى»(),
كما ان ديغول كان يجد في الشرق الاوسط أهمية استراتيجية كبيرة لبلاده؛ فربط أمن فرنسا
بأمن دول البحر المتوسطه على أساس الموقع الجغرافي. قال في العام 1144/ ان «مستقبلنا مرتبط,
بشكل مباشر مع جوض البحر المتوسط,؛ لأنناء على ضفاف البحرء أقمنا قاعدة امبراطوريتنا الافريقية؛
وعلى ضفافه يعيش؛ بصد اقة؛ البلقان والأتراك والعرب والمصريون؛ حيث كانوا متلازمين مع تاريخناء
الذي نعتبره أساساً لمستقبلناء'"). وكان موقف ديغول من العرب, في ذلك الوقت؛ موقف المستعمر
الرافض الاعتراف بالوحدة. العربية التي كانت تتطلع اليها الشعوب العربية. بل انه كان يربط بين
الدعوة العربية إلى الوحدة وبين المخططات البريطانية, على أساس ان بريطانيا هي الثي كانت تدفع
العرب الى ذلك من خلال تأييدها السابق للثؤرة العربية الكبرى, بقيادة الشريف حسين. وكان يعتقد
بأن بريطانيا تهدف؛ من وراء ذلك؛ الى طرد فرنسا من الأقطار العربية. وقد أوضح ديغول موقفه من
العرب, في ذلك الوقت, بقوله: «العرب هم شعبء منذ أيام محمد [صلعم] لم ينجحوا في انشاء دولة.
هل شاهدتم سدّأ أقامه العرب؟ هذا غير موجود في أي مكان. والعرب يقولون انهم ابتكروا علم الجير,
وأنشأوا مساجد عدّة؛ ولكن كان هذا من اجل استعباد المسيحيين الذين أسروهم؛ والعرب لا
يستطيعون عمل أي شيء لوحدهمء("). كما قال للسفير الاسرائيلي الأسبق في باريس: جاكوب تسور:
«منذ أيام انحطاط دولة الحلفاء, لا توجد دولة عربية في هذا القسم من العالم. الدولة العربية أنشئت
بعد الحرب العالمية الثانية؛ ى [العرب] عبر تاريخهم كله خضعواء لسيطرة أجنبية؛ امتداداً من
الرومان والبيزتطيين الى المماليك والاتراك. ولهذا؛ لا يحق لهم؛ اليوم؛ المطالبة بالسيطرة على كل أقاليم
الشرق الاوسط»(؟).
وبالنسبة الى موقف ديغول من القضية الفلسطينية؛ فيرجع أول اتصال له بفلسطين عند زيارته
للقدسء في العام 1515. ولكن في خلال الحرب العالمية الثانية, عندما كان الجترال ديغول يقود
المقاومة الفرنسية ضد الاحتلال الالماني لبلاده؛ قدّم بعض اليهود في فلسطين المساعدات الى قوات
فيشي في لبنان» من طريق العملاء اليهوب. كما اشترت منظمة الهاغاناه الصهيونية محطة اذاعة من
قيادة فرنسا الحرة؛ بدأت تذيع من منزل دافيد كوهينء الرئيس السابق للجنة الدفاع والعلاقات
الخارجية في الكنيست الاسرائيلي. وحدثت اتصالات بين الحركة الصهيونية ومسؤولِين في قيادة فرنسا
الحرة (كوليه وشميتيلين وقلوريو)؛ الى جانب مشاركة اليهود الفرنسيين في المقاومة المسلّحة مع
الفرنسيين التابعين لقيادة فرنسا الحرة؛ برئاسة ديغول. وكان للمؤتمر اليهودي العالمي ممثل خاصء
هى البرت كوهين, لدى قيادة الجنرال في لندن. ويبدى ان ديغول تحمّسء في تلك الفترة» لقيام اسرائيل»
على أساس انه اعتقد بأن قيام هذا الكيان سيحل محل الوجود البريطاني في فلسطين. وكان يطمع الى
ان تصبح سوريا ولبنان وفلسطين تحت النفوذ الفرنسي؛ وأيِّد اقامة دول طائفية عدّة في بلاد
لل شؤون فلسطيزية العدد :,5١5 أب ( اغسملس ) 195١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 209
- تاريخ
- أغسطس ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 11140 (4 views)