شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 33)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 33)
المحتوى
د. احمد سعيد توقل سس
الاسرائيلية التي كانت نشطة خلال الثورة الجزائرية حتى لا يؤثر ذلك في أمن فرنساء الذي آراد
ديغول ان يحافظ عليه.
ولم تكن اسرائيل مزتاحة من التقارب الفرنسي - العربي, خاصة بعد الزيارات المتعددة التي قام
بها رؤساء الدول العربية لباريسء والمساعدات الاقتصادية التي قدّمتها فرنسا الى مصير والاقطار
العربية الاخرى, ولهذاء زار رئيس الوزراء الاسرائيلي؛ ليفي اشكول» العاصمة الفرنسية؛ في نهاية
حزيران ( يونيو) ‎,١1974‏ لاستشراف موقف فرنسا في ما يتعلق بمستقبل العلاقات الفرنسية مع
اسرائيل والدول العربية. وكان هم اشكول: حينذاك؛ ان يعمل على ان تبقى العلاقات .الفرنسية ‏
الاسرائيلية؛ وان يبقى الموقف الفرنسي ملتزماً البيان الثلاثي, الذي أعلنته فرنسا وبريطانيا والولايات
المتحدة الاميزكية في العام ٠150؛‏ الضامن لحق اسرائيل في الوجوب؛ وان تستمر فرنسا في ارسال
الاسلحة؛ خاصة طائرات الميراج» الى اسرائيل؛ وفي تقديم المساعدات الاقتصادية اليها.
وبشكل عام؛ استمرت فرنسا في مسائدة السياسة الاسرائيلية وتقديم الأسلحة المتطوّرة اليها؛
وفي الوقت عينه عملت على توثيق علاقاتها مع الاقطار العربية. ولهذا عملت الحكومة الفرنسية على
طمأنة اسرائيل بأن فرنسا مستمرة في مساعدتهاء ولكن ليس على حساب علاقاتها مع العواصم
العربية. ا
والواقع, انه لم يحدث,؛ في تلك المرحلة؛ ما يهدّد العلاقات الفرنسية ‏ الاسرائيلية سوى حادثتين,
كانت لهما تأثيرات هامّة في تطوّر الموقف الفرنسي في الشرق الاوسط: الاولى الاعلان عن زيارة وزير
خارجية فرنساء كوف دي مورفيل؛ للقاهرة, وخوف اسرائيل من قيام ديغول نفسه بزيارة مماثلة, في
حين لم يقم أي وزير فرنسي بزيارة لتل - أبيب؛ على الرغم من الدعوات المتكررة التي كانت اسرائيل.
تؤجّهها الى المسؤولين الفرنسيين؛ والثانية؛ تصويت فرنساء في مجلس الامن الدولي؛ على القرار
الداعي الى شجب الاعتداءات الاسرائيلية على قرية السمّوع الفلسطينية؛ في العام 1577: وهوما لم
تكن تتوقعه أسرائيل من الجانب الفرنسي .
ومع نهاية العام ‎١577‏ انتهت العلاقة الخاصة التي كانت تربط بين باريس وتل - أبيب؛ منذ
العام 1150. في المقابل؛ شهدت العلاقات العربية ‏ الفرنسية تطوّرأ هامّاً. خاصة على الصعيد
الاقتصادي. وبدآت الصحافة الاسرائيلية والمسؤولون الاسرائيليون يبدون تخوّفهم من ان تؤدي
سياسة ديغول الجديدة الى الاضرار ب «أمن اسرائيل ووجودها»» مما دقع وزير خاررجية فرنسا؛ كوف
دي مورفيل؛ الى مخاطبة ابا ايبن بقوله, ان «اسرائيل سريعة الانفعال والعصبية؛ ونوعية الروابط بين
أسرائيل وفرنسا لا تبرر بأن يقوم الجنرال ديغول بوضع يده على كتفكم لكي تطمئنواء(").
المرحلة الاخيرة؛ حرب حزيرانٌ ( يونيى) 1977 وما بعدها
بعد ان عادثت العلاقات الدبلوماسية المقطوعة بين باريس والعواصم العربية؛ وتحسّنت العلاقات
بين فرئسا ومصير عبد الناصرء حاول ديغول ان يلعب دوراً مميّزاً في الصراع العربي ‏ الاسراثيلي» لأنه
كانت لفرنسا علاقات جيدة مع طرفي الصراع» بعكس الدول الكبرى الاخرىء كالاتحاد السوفياتي
اللتين كانت علاقته قوية مع الجانب العربي وبسيئة مع اسرائيل؛ والولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا
اللتان كانت علاقاتهما جيدة مع اسرائيل ومتوترة مع الدول العربية, خاصة مع مضر. ولهذ ا فالظروف
كانت مهيّأة, بالنسبة الى ديغول؛ لكي تلعب بلاده دوراً حيادياًء ووسيطاً؛ بين طرفي الصراع في
ردنا شين فلمخازية العدد 205 آب ( اغسطس ) 195
تاريخ
أغسطس ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 5276 (6 views)