شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 37)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 37)
- المحتوى
-
د. احمد سعيد نوفل -ح
واستمرت الاتصالات بين الفرنسيين ومنظمة التحرير الفلسطينية في عهد الجنرال ديغول؛ ولعبت
الجزائر دوراً هاماً في تطويرها. ومع ان الفلسطينيين كانوا يطمحون الى موقف فرنسي أكثر تفهّماً من
ديغول تجاه قضيتهم؛ الآ انهم رحُبوا بالموقف الفرنسي من القضية الفلسطينية.
وعندما ترك الرئيس الفرنسي قصر الاليزيه, في 1" نيسان (ابريل) 1915١؛ بسبب الاستفتاء على
الاصلاحات الداخلية التي ارادهاء ولم يقتنع بها الفرنسيون, قيل ان الطائفة اليهودية؛ وعددها
ستمثة ألف, لعبت دورأ هامأ في افشال الاستفتاء؛ ولهذا قدّم ديغول استقالته. وحول هذاء اعترف
رئيس الوفد الفرنسي في الامم المتحدة؛ ارمان بيرارء بأن أموال أصدقاء اسرائيل «تدقّقت بغير حساب
في الاستفتاء, لتكون النتيجة ضد ديفول:272'). وبعد استقالة ديغول؛ عبرت اسرائيل عن فرحتهاء
وتوقعت ان ياتي رئيس جديد لفرنسا يعيد العلاقات التي كانت قائمة من قبل بين باريس وتل - أبيب.
اما في الوطن العربي» فقد كان ما جرى لاستقالة ديغول اثر شديد الوقع؛ وتخوّف البعض من ان يأتي
رئيس جديد يبتعد؛ في سياسته؛ من السياسة التي سار عليها ديغول بشان الصراع العربي -
الاسرائيلي. ولكن تبي ان مؤسس الجمهورية الفرنسية قد أسّس بداية نهج جديد من الصراع العربي
- الاسيرائيي» سار عليه جميع رؤساء الدول الذين جاءوا من بعده؛ وطوّروه, لأن في ذلك خدمة لمصالح
فرنسا.
الخلاصة 2
يلاحظ ان تطوّراً كبيراً حدث في موقف فرنسا من القضية الفلسطينية خلال العشر سنوات تقريباً
التي قضاها ديغول في قصر الاليزيه. واذا كانت السياسة قد خدمت فرنسا ومصالحها في المنطقة, ال
انها أفادث: أيضاً, قضية النضال العادل الذي يخوضه الشعب الفلسطيني منذ أكثر من أربعين
عاماء لآن فرنساء التي تعتبر من الدول العظمى؛ كانت السبّاقة الى تفهّم القضية الفلسطينية؛ والى
فتح حوار مع منظمة التحرير الفلسطينية؛ بصفتها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني. ونظراً
الى أهمية الساحة الفرنسية في اورويا؛ فقد اهتمت منظمة التحرير الفلسطينية في اقامة علاقاث وثيقة
مع المسؤولين الفرنسيينء وعملت على تطوير هذه العلاقات بما يخدم القضية الفلسطينية.
ولا شك في انه كان لديغول الدور الكبير في تثبيت الخط السياسي الذي اختارته فرنسا من الصراع
العربي الاسرائيلي, في وقت كان معظم دول اورويا الغربية ينظر الى منظمة التحرير الفلسطينية نظرة
شكء ويتبنى الموقف الاسرائيي منها. ولا نعتقد بان شخصاً غير ديغول كان قادراً على البدء في
التغييرات التي حصلت في السياسة الفرنسية من القضية الفلسطينية؛ لأن انتقاد اسرائيل كان, في
وقت من الاوقات, من المحرّمات في قاموس الدبلوماسية الغربية.
ومع ان الوقت لم يسمح لمؤسس الجمهورية الفرنسية الخامسة بأن يطو بنفسه؛ موقف بلاده
من الصراع العربي الاسرائيلي؛ الا ان خلفاءه ساروا على الخط السياسي عينه الذي بدأه» وطوّروه
على أساس أن هذا الموقف يخدمء في النهاية, المصالح الفرنسية. واذا كان جورج بومبيدي. الذي عمل
في فترة من الفترات» مع أسرة روتشيلد اليهودية؛ قد أكمل سياسة ديغول؛ بصفته من الديغوليين ال
أن فاليري جيسكار ديستان» وهو من غير الديغوليين؛ اعترف بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني
وبحقه في اقامة دولة مستقلة؛ ووافق على فتح مكتب لمنظمة التحرير الفلسطينية في العاصمة الفرنسية,
في العام هلاذا, وبعد ديستان» جاء فرانسوا ميترانء الذي يعتبر من الدّ أعداء ديغول
7 بون للسطزية العدد 5١؟, آب ( اغسطس ) 143٠١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 209
- تاريخ
- أغسطس ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 11146 (4 views)