شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 47)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 47)
- المحتوى
-
د . عبد الحسين شعبان
عمل لااخلاقي,(08,
لقد كان القران الرقم 7115 تسجيلا واقعيا لحقيقة قائمة؛ وليس مجاملة دبلوماسية للشعب
العربي الفلسطيني» والامة العربية: للتخفيف من وطأة المأساة التي سبّبتها الصهيونية لهما.
ان الصهيونية المعاصرة هي التعبير الاكثر وضوحاً عن العنصرية في التاريخ المعاصر. وان قرار
الامم المتحدة بتوصيف الم يوني بالعنصرية ما هو الا تعبير عن استهجان العالم المتحضّر
للعنصرية. فالصهيونية تتعدى التعريف الخاص بالعنصرية!*') كثيراً. وتتجاوزه الى حدودب بعيدة: وذلك
من خلال ما تطرحه الايديولوجيا الصهيونية ذاتهاء بكون اليهود يمثلون «شعب الله المختاره, أي
تفوق على الشعوب الاخرى» ٠ وكوذهم «أرقى عرق متمدن»؛ وموطن هذا الشعب هو الارض المصطفاة
ولفته أحسن اللقات»(1 '). وذهب مثير كهانا الى اعتبار «الشعب» اليهودي «قلب العالم ودماغه»؛ وانه
«اختين لادام دور عظيم, ولا بٌُ من تطهير «الامة اليهودية» من جميع الشوائب التي علقت بهاء
والمحافظة على العرق اليهودي الصافي("",
وتتفرد الصهيونية في تعريف غريب للامة؛ حيث تعتبر اليهوب » حيثما يكونون؛ منتمين الى «أمة
واحدة»» على 'الرغم من اختلاف اللغة والعرق؟ ؛ فهم قاوموا «خطرع الاندماج والتذويب. ومنذ وقث مبكرء
أورد الاب الروحي للحركة الصهيونية»؛ ثيودور هرتسل» تعريفاً «خاصأ» للامة» عندما قال: «أنا لا
أطلب من الامة لغة مشتركة واضحة وجلية ؛ فان تعريفاً متواضعاً وبسيطأ يكفي لاجل الامة. نحن
وحدة تاريخية من أناس ينتمي احدهم الي الآخر بصلة واضحة وجلية» وتبقى لحمتثنا بحكم وجود
العدى المشترك»(04,
ووفقاً لمزاعم النقاء والتفرّد, يظلق الصهيونيون مصطلح «الأمة اللامكانية» على «الامة اليهودية
العالمية»؛ أي الامة الموجودة خارج نطاق المكان والارض:؛ مع انه ليس لهذه «الامة» لا أرض مشتركة,
ولا لغة مشتركة, ولا اقتصاد مشترك؛ ولا ثقافة مشتركة؛ ولا تاريخ مشترك» ولا أمزجة مشتركة!05),
وتميزت الايديولوجيا الصهيونية بالطابع الشوفيني المتعصّب ونظرة الاستعلام «القومي», حيث
شكّلت احد العناصر البنيوية في تكوينهاء سواء ضد العرب؛ أوضد الشعوب الاخرى. ومنذ وقث مبكر,
عبر هرتسل عن حقيقة الطاب ابع العنصري الشوفيني الاستعماري للصهيونية» عندما وصف اليهوب
بأنهم «شعب مستعمر» ؟ وحاول» في كتابه «الدولة اليهودية», الذي أصدر ابعام 455 » أن يتهم جميع
الشعوب باللاسامية ومعاداة اليهود» وذلك حين كتب؛ «ان الشعوب التي يعيش اليهود بين ظهرانيهاء
اما ضمناً أوصراحة لاسامية ؛ وان ايهود هم شعب واحد. .. جعلهم أعداؤهم هكذا وبدون موافقتهم,
كما يحدث مرارأ وتكرارا في التاريخ. '"). واستنتج هرتسل ان اليهود «بقوا شعباً واحداً وجنساً
متميّز»؛ واليهوب؛ على هذا الاساس؛ أمة د لا يمكن لافرادها الاندماج.
وتهمة اللاسامية وججهتها الحركة الصهيونية الى القرار الرقم 11/5" وإلى الامم المتحدة: بعد
اصدار القرار.
ان قرار الامم المتحدة بدمغ الصهيونية بالعنصرية واعتبارها شكلً من أشكال العنصرية والتمييز
العنصري يستند, اضافة الى ما ذكرنا من تعريف للعنصرية وتجلياتها المعاصرة» الى جملة من الحقائق
والمعطيات» حيث ترفضصس المنظماث الصهيونية انتساب شير اليهود اليها؛ ؛ أي انها تجسد حقيقة من
حقائق المنظمات العنصرية؛ ونعني بها الانغلاق» فضل عن حق الادعاء بتمثيل يهود العالم, مما يعني
اثارة الضغائن والفتن والاحلان العنصرية بين اليهود وسكان البلاد التي يعيشون فيهاء فضلا
1 لثؤين فلسطزية العدد 05؛ آب ( اغسطس ) 155١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 209
- تاريخ
- أغسطس ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 11176 (4 views)