شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 55)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 55)
المحتوى
التمائل والتعاون بين الصهيونية والنازية
موسف حداد
غالت الافكار الصهيونية في التشديد على كراهية الشعوب لليهود؛ وفي اضطهادها لهم. وقدّم
منظري الصهيوئية اطروحات غير موضوعية لهذه الكراهية؛ حيث جرّدوا اليهودي من الظروف
الاجتماعية - الاقتصادية التي عاش فيها على مر العصور, «ونظرت اليه كقوة خارج التاريخ والواقع.
ومن جهة أخرى, استخدمت تعابير ' الحق الالهي ' و' شعب الله المختار' , كجسر عبور الى ' الوطني
القومي ' والحنصرية. فتصبح ' العودة الى أرض الميعاد ' مشيئة الهية؛ وكذلك خصوصية تفوّق اليهود
على غيرهم من سكان العالم. وساعتئذٍ» فالرب هو الذي يقرّبان اليهود ' شعب ' تنقصه الارض؛ حتى
تتفتح خصائصه القومية. وبسذلك يتساوى الله مع رأس المال في المحتوى الرجعي للحركة
الصهيونية,(),
ان اليهوديء في منظور بنسكرء مكروه من كل الطبقات. فهى «ميت بالنسبة الى الاحياء, غريب
بالنسبة الى السكان المحليين» متسوّل لمالكي الثروات, مستغل ومليونير بالنسبة الى الفقراء. رجل بلا
وطن بالنسبة الى الوطنيين. انه منافس مكروه بالنسبة الى جميع الطبقات»(). وبنسكر تجاهل العلّة
للكراهية» واكتفى بسرد مظاهرهاء متجاهل المسؤولية التي تقع على عائق اليهود أنفسهم, والظروف
الاجتماعية ‏ الاقتصادية التي عصفت باوروبا في اثناء ولادة هذه الكراهية,
اما دوبنوف؛ فرأى ان الاضطهاد المسيحي الاوروبي لليهود ترك اثرأ في طابع اليهودية لحقظ
تمسّك اليهوب بأهداب الدين. كتب: «فالشعب اليهودي ادرك الخطر الذي كان يهدّده, فتمسّك؛ بعزم»
بذخائره الثمينة؛ وتعلّق بأعمدة ديانته التي بدث له الملجأ الوحيد؛ فانفصل الفكر اليهودي عن العالم
الخارجي؛ وانصرف, كلياً» الى دراسة التلمود»(؟).
ومن نافل القول ان الحركة الصهيونية لم تقم على أسس دينية؛ بل هي وليدة ظروف اقتصادية
- اجتماعية مرت اوروبا بهاء تخللتها نظرات فكرية عنصرية كغطاء للتوسع الامبريالي, فكانت وليدة
هذه الظروف. اما الدين' بالنسبة الى الصهيونية» فلم يكن اكثر من رداء؛ لاستغلاله في أوساط بعض
الجماعات اليهودية.
لقد رفض كارل ماركس اعتبار مشكلة اليهودي مشكلة دينية؛ واظهر مغالطة برونى باور عندما
طرحها على هذا الصعيد . فالتحرر, في منظور ماركس» ليس مسألة مسيحي ويهودي. ومن منهما يحرّر
الآخر, كما زعم باور؛ بل هي مضمون التحرّر ذاته(؛).
ان المسألة اليهودية ‏ في مفهوم ماركس - ثُرَدٌ الى أسس اقتصادية ‏ اجتماعية لا الى منطلق
فلسفي - لاهوتي. فالبحث عن جوهر اليهودي ليس في دينه؛ وانّما في موقفه الطبقي الخاص
6 شذون فلسطزية العدد 05 أب ( اغسطس ) 115 ْ
تاريخ
أغسطس ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 11175 (4 views)