شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 57)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 57)
- المحتوى
-
يوسش حداد يس
يهودا الجرداء»7). ولغة التوراة العبرية, التي اعتبرها بعض الصهيونيين لغة مقدسة؛ تخلّت عنها
الطوائف اليهودية. فلقد تحوّلوا عنهاء في بابل؛ الى آلارامية ؛ ووفي فلسطين ومصر الى اليونانية!4١), كما
ان نغمة الحنين نحو فلسطين الختفت؛ وساد اعتقاد بأن «العودة» منوطة بأمر ربّاني في مستقبل غير
منظور عضدما يأتي المنقذ المنتظر("'). وفي بتسبورغء العام :١1886 صرح المندويون الى المؤتمر
القومي العام لممثلي الكنيس اليهوديء بصراحة: «نحن لا ننتظر العودة الى فلسطين... ان اميركا هي
ارض صهيون»07),
لقد تعامى منظرو الصهيونية عن الحقائق الموضوعية, الاقتصادية والاجتماعية؛ التي مرت
أوروبا بها خلال القرن الماضي, فلجأوا الى تدبيج مقولات غير موضوعية. فهذا آحاد هعام لم يرد
الاندماج, واصرٌ على بقاء اليهود في الغيتوات. كتب: «وحينما تتخلى اليهودية عن حواجز الغيتو ستقع
تحت خطر فقدان ال ' انا' الخاصة بهاء أي على الاقل؛ ستفقد ' كمالها القومي ' وربما ستُقسم
الى أشكال شتّى, يحمل كل منها طابع وجوده الخاص, تمامأ كتلك البلدان التي يتوزع اليهود
ولم يُعدّم بعض المنظرين الصهيونيين من اختلاق حجج قائمة على «رحدة الثقافة اليهودية,
و«ناضي اليهود ذي السمات المميّزة» و«طريقة تفكيرهم الخاصة بهم» التي تبقى محافظة على وجودها
بعد ان «يصبح الدين قوة غير فاعلة...». وبالاضافة الى هذه الحجع, كان ثمة ذكر ان اليهود هم
«الأمة اليهوبية العالمية» طاما بقيت «قناعة العالم الخارجي قائمة على هذا النحي(08, .
اما ثيودور هرتسل؛ فقد اعتبر وجود اللاسامية سبباً ف وجود «الأمة اليهودية»؛ على اعتبار ان
اللاسامية, ازلية وان كراهية الامم لليهود مستمرة. «ولهذاء فقد صمارت اللاسامية واضطهاد اليهون
الرب الحقيقي والامل الواقعي المعل على تحقيقه, والضمان الفعلي لحياة الصهيونية». واللاسامية؛
عند هرتسلء مفيدة لتطوير الشخصية اليهودية؛ وحافز لدفع اليهود الى الهجرة لتحقيق الحلم
الصهيوني!؟). كان هرتسل «يعرف, تماماًء أن قوة الحجج العلمية في الجعبة النظرية الصهيونية لا
تتجاوز الصفر. ولهذا بالذات كان يصرح قائلاً: ' من أجل الدعاية لأفكارنا لاداعي للاجتماعاث؛ بكل
ما تحمله من ثرثرات لا طائل تحتها. ان علينا ان نجعل هذه الدعاية جزءأً لايتجزا من العبادة' »(0؟),
يتضح من كل ذلك ان أرباب الحركة الصهيونية اختلقوا تفسيرات لا تستند الى حقائق موضوعية
في تبيانهم لبواعث قيام حركتهم التي نشأت اوروبية مسيحية؛ قبل ان تنشأ أوروبية يهودية77).
واذا كان اليهود لاقوا أاضطهادات في اوروباء في بعض الاوقات» فلا يغني ذلك ان كل الشعوب كانت
تضطهدهم وتضمر لهم الكراهية. ففي فلسطين» خلال القرن السادس عشر. ذكر صموثيل اوسكت
حُسْن المعاملة التي يلقاها اليهود هناك. كتب: «هنالك [في فلسطين]؛ يستطيع كل يهودي ان يجدد
حياته الداخلية» وان يغير وضعه؛ ان يطرح العادات والتعاليم الخاطثة؛ وان يتخلى عن الممارسات
التي أرغم على اتباعها بسبب اضطهاد الامم التي كان يعيش بينها في النفى. في صفد, كل يهودي
يتلقي نعمة الرب؛ لأنه منحه حرية التوبة...»(19),
كما أن الدولة العثمانية فتحت أرجاء سلطنتها للمهاجرين اليهود؛ واعطتهم حقوقاً, ومنحت
المجتمع اليهودي استقلالاً ذاتياً؛ في حين كانت نظرة الصهيونيين الاشكناز الى اليهود السفاراديم
نظرة احتقار وازدراء. لقد اعتبروا يهود اليمن ومراكش كمأ بشرياً لا أهمية له؛ لكنه يصلح للاستغلال
باستخدامه في الاعمال الشاقة. ومع ذلك؛ لاقى أولثك الذين هاجروا بدافع ديني وبتغرير
امن اشؤون فلسطيزية العدد ١5 ؟, آب ( اغسطس ) 155 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 209
- تاريخ
- أغسطس ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 7154 (5 views)