شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 64)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 64)
المحتوى
ب التمائل والتعاون بين الصهيونية والنازية
اما فخته: فقد وجد ان تغيير اليهوب. أى اصلاحهم؛ عملية مستحيلة؛ والحل الوحيدء حسب
زعمه, هى اعادتهم الى فلسطين, فرأى الصهيونيون في مقولته تطابقا مع تطلعاتهم. واعتبر ليو بنسكر,
في كتابه «الانعتاق الذاتي», ان «اليهود يكؤنون سلالة مستقلة غير مختلطة بعنصر آخر؛ ولا يمكن
لعرقهم بذاته ان يندمج بسهولة مع أي شعب آخر, أويذوب فيه». وفي الاتجاه عينه وركز موشي هس
على ثقاوة العرق اليهودي واستحالة تغييره أو تعديله؛ كذلك قعل ل. سيمون لدى اعتباره اليهودية
مسألة عرق وليست مسألة ايمان بتعاليمها الدينية.
وما دمنا في مجال تناول بدعة النقاوة العرقية, فلا بد من الاشارة الى ان تبنّي السلطات
الحاخامية للحركة الصهيونية يعود الى تخوّفها من انتشار الزواج المختلط بين اليهوب. وحتى الآن, لا
تزال السلطات الاسرائيلية تعتبر ان اليهودي هى الذي يثيت انحداره من أربعة اجيال من الامهات'
اليهوديات. «وتحوّلت القنصليات الاسرائيلية والمحاكم الحاخامية الى محاكم تفتيش بالنسبة الى هذا
الموضوع, تذكر, تماماً. بالمكتب المركزي للعرق والاستيطان, الذي أسّسه الحزب النازي للتحقق من
آريّة دم المواطن» وانحداره من سلالة المانية تعوب الى العام ‎,"1()18٠٠‏
لقد اصبحت العنصرية في صلب الايديولوجية الصهيونية: افكارأ وممارسات . وهيء بالتاليء من
البواعث الاساسية الى قيام الدولة الاسرائيلية. «ووفقاً للعقيدة الصهيونية, فان ' التلاحم ' يعتبر
بمثابة فقدان ' الكيان اليهودي' ؛ كما انه يشكّل التمهيد ل ' تذويب' ى' مح الامة اليهودية ' .
وعليه؛ تصبح العنصرية الذاتية بمثابة الرد الصهيوني على ' تلاحم اليهوب' . وذلك لأن الصهيونية
تعتبر العنصرية الذاتية السبيل الوحيد الى ' الاثقان' ى' الخلاص' و" اتمام الامة' ... ويدعى مبدأ
العنصرية الذاتية جميع اليهود الى مهاجرة ' أرض المنفى' ؛ كما يدعى الى طرد جميع غير
اليهوب من ' الارض اليهودية المصير' ؛ أي أرض فلسطين»(5©.
وني ذلك تلتقي الصهيونية مع النازية, التي رأت ان الحل النهائي لمشكلة اليهود في المانيا انما
يقوم على المبدآ ذاته؛ أي على حتميّة التخلّص من اليهوب(""). وبالفعل» مارست الصهيرنية والنازية
عملية تهجير لغير المرغوب فيهم. وفي مؤتمر زوريخ» العام /511١؛‏ صرّحت غولده ماثير قائلة: «لا أردى
أي ضير في ان يغادر العرب البلاد؛ ان ضميري سيكون مرتاحا تمامأ» اذا هم أقدموا على ذلك». وكان
هرثسلء قبلهاء أشار الى المضمون ذاته؛ حين كتب: «سنحاول حث السكان البؤساء على اجتياز
الحدود بتدبير عمل لهم في البلدان التي يهاجرون اليها مع رفض أي عمل لهم في بلدناء(!"). وهذا ما
حدث بالفعل» خاصة في الاعوام /1941 و531154/8١.‏
وعلى نحى التطبيق العنصري النازي؛ بالنسبة الى.التعليم والعمل وقصرهما على الالمان؛ مارس
الصهيونيون تهويد العمل(*1) و«احتلال الارض من أيدي العرب» باعتبار ان ذلك ضروري لاقامة
الكيان الصهيوني المستقل في فلسطين؛ اذ ان الارض ستكون, في النهاية؛ ' ملكا لمن يفلحها' :(7©.
كما مارس الصهيونيون التمييز العنصري في التعليم؛ على الرغم من توقيع اسراثيل؛ في العام 215757
على الاتفاقية الدولية ضد التمييز العنصري في التربية والتعليم("2, |
ان الأدلة علي سقوط مقولة ثقاوة العرق والاصل السلالي أكثر من ان تحصى. فنظرية العرق؛ في
نظر ابراهام ليون, هي محاولة لارساء العنصرية على قواعد «علمية», لكنها مجردة؛ في الواقع» من كل
قيمة علمية. واليهود» في نظره؛ خلبط عرقي متنافر بسبب طابع التشتت. حتى في فلسطين؛ لم يشكل
اليهوب هرقأ صافياً. وقد أوردت التوراة ان اليهوب لدى خروجهم من مصر أخذوا مجموعة من
العدد 705؛ آب ( اغسطس ) 1159 لشؤون فلسطؤية ذا
تاريخ
أغسطس ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 4355 (5 views)