شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 70)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 70)
- المحتوى
-
ب التمائل والتعاون بين الصهرونية والنازية
لقد جنت الحركة الصهيونية من هذه الاتفاقية فوائد جمّة. لعل اهمها اظهار صحة مقولتها بعداء
اللاسامية الابدي» وحمل اليهود على الهجرة بعشرات الآلاف» بينهم المثقفون والمدربون على مختلف
المهن الذين ساهموا في ارساء اسس صناعة حديثة. وفوق ذلك حققت الاتفاقية نقل بلايين الماركات
اليهودية من المانيا الى فلسطينء وأتاحت السلطات النازية للمنظمة الصهيونية اقامة مراكز تدريب
مهني وزراعي للمرشحين للهجرة؛ كما أتاحث لليهود تعلّم العبرية» وارسال مندويين من اليهود الالمان
الى المؤتمر الصهيوني التاسع عشر. ووافقت.الشرطة السرية الالمانية ( الفستابى ). في بافارياء على ان
يرتدي اعضاء احدى الحركاث الصهيونية الملابس التقليدية لحركات الشبيبة اليهودية» في حين منعت
' سائر اليهود من ارتداثها.
ومع اجتياح النازيين للنسبا وتشيكوسلوفاكيا ازدادت الهجرة اليهودية الى فلسطين من هذين'
البلدين بتنسيق نازي صهيوني. فلقد ارسلت الحركة الصهيونية ممثلين عنهاء هما بنيوغيتسبورغ
وموشي افرباخ, للاسراع في تأهيل اليهود للهجرة بموافقة الشرطة السرية الالمانية. كما ارسلت الحركة
الصهيونية موفدأ آخر هو موشي بار جلعاد الى فيينا لتنفيذ مهمة مماثلة. ولقد وافق ايخمان, ممثل
النازيين, على طلبات بار جلعاد المتعلقة باقامة مراكز تدريب للراغبين في الهجرة ممّن وافقت عليهم
الحركة الصهيونية؛ وجلّهم من الشباب. وأكد ايخمان «ان المانيا النازية مستعدة لاعطاء الصهيونيين
بعض المزارع الواسعة كي يقيموا فيها مراكز تدريب وتجميع للشباب: تمهيدأً لتهريبهم الى فلسطين».
ووصل به الامر الى الخلاء دير من راهباته وتحويله الى مركز تدريب. كل ذلك كان يتم بموافقة متلر
شخصيا؛ الامر الذي وثْر لقوافل الهجرة الحماية الالمانية الرسمية؛ ومع ازدياد الاضطهاد النازي
لليهود» منذ اواخر العام 191/8: ارد ادت طلبات الهجرة المقدمة الى مكاتب «حركة الريادة الصهيونية.
وهذا ما كانت تهدف اليه الحركة الصهيونية. ذلك ان الاهمية القصوىء في منظورهاء ليس انقاذ
اليهوب؛ بل تهجير العدد الاكبر منهم الى فلسطين»(5*). وهذا ما اكده احد رؤساء المخابرات الالمانية»
خاغين» منطلقاً من رأي الصهيوني والعميل النازي بولكيس» بقوله: دان الاوساط القومية اليهودية
راضية جد عن السياسة الالمانية الراديكالية بالنسبة الى اليهود؛ لانه بفضلها يتعاظم عدد السكان
اليهود في فلسطين: الامر الذي سيجعل كفّة اليهود, في المستقبل, راجحة على العرب»!' ''). كما ان
بن غوريون رأى؛ في العام ايان تزايد الاضطهاد النازي لليهوب؛ ان هجرة اليهوب؛ للنجاة,
الى اميركا انما تعني نهاية الحركة الصهيونية. قال: «اذ١ كان ينبغي على اخوتنا في الولايات المتحدة
الاميركية الاختيار بين الائقان الجسدي ليهود اوروبا وبين الصهيونية» فانهم سيختارون الانقاذ
الجسدي» وهذا سيكون نهاية حركتنا(أ ''). ولبقاء الحركة الصهيونية؛ لا بدّء اذ أء من هجرة يهودية
الى فلسطين. ولكي يتدقق ذلك؛ يجب تسعير اللاسامية. فلقد اعتير الصهيونيون؛ دوماً, «آلام اليهود.
شيثاً يمكن ان يجنوا منه ثماراً سياسية مفيدة»('١). وجاءت المحاولة النازية لتفريخ اوروبا من
يهودهاء وتركهم يرحلون في البداية, ومن ثم ابادتهم, لتنضج فكرة هرتسل بتقبّل الناجين .
للصهيونية7),
الموافقات الصهيونية والتعاون المشترك
لقد كان التعاون النازي الصهيوني يتم على أعلى المستويات في الجانبين. فالمؤتمر الصهيوني
الثامن عشي الذي عقد في براغ؛ في آب (اغسطس) 33 , أيّد سياسة الحركة الصهيونية» ورفض
تبني اقتراح باشتراك المنظمة الصهيونية في الجهرب لمقاطعة المانيا. كما قرر المؤتمر الصهيوني
العدد 505, أب ( اغسطس ) 1150 شيو فلسطيزية 3 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 209
- تاريخ
- أغسطس ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22740 (3 views)