شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 83)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 83)
المحتوى
رياض بيدس . حب
عرف بنبأ موت ابنه. فانه ازداد قوة, وتمنى الانخراط في العمل أكثر, فأكثر. ولولا الحرب» لوجد نفسه
منزوياً في احد الاماكن هادئاً ومستقراً (حالة الحرب التي تستفزهمم وقوى الرجال: شيوخاً وشباباً) .
وممًا يتضح ان موت الابن (في الحرب) منح هذا الختيار حياة جديدة أخرى. وما تعامل الختيار مع
طلابه الآ تعامل الأب في وداع ابنائه: انهم سيذهبون الى الحرب؛ وسيموتون هناك.
ان تناقضات الاب الواضحة؛ وانفصاله عن واقع الحياة» وكل الأهمية التي اضفاها موت الابن
على حياة ابيه, تقودنا الى أمرين هامّين: الاول» ان الأب بداء مع كل مأساته, شخصية كاريكاتورية؛
والثاني هوما هي أهمية حرب الاستنزاف؛ ولمّ كل هذه الحروب؟
ان اهتمام يهوشسع بتفاصيل استرجاعية (فلاش باك) في حياة الختيار تقودنا الى صلب
التناقضات التي يحياها المجتمع الاسرائيلي: هل على الختيار ان يعيش مأساة الحرب الدائمة؟ وهل
عليه ان يعلّم التوراة في مثل جيله المتآخّرء ليقدّم ابنه ضجية؟ وما هو الوضع المثالي لختيار مثله؟
هذه الاسئلة قد تكون شخصية الاب أجابت عذهاء احياناًء بمأساوية؛ ومرّات بسخرية؛ وأخرى
بجدية مبالغ بها. لكن أهمٌ ما في الامر هو ان الأب استمد قوة الحياة من موت الابن المزعوم.
ان الصراع بين الاجيال واضح جد أ» الى درجة ان الناقد غرشون شاكيد كتب معلقاً على الامر:
«العلاقات بين المعلّم والتلاميذ توصف كعلاقات حرب»("). فالآب» المعلّم, يدرس تلاميذه التوراة؛
بالتوراة يمثل الجيل القديم؛ والتلاميذ الصغار يُصُبون الى عيش الحياة والفرح؛ لكن الامتحان عند
الاب الختيار يظهر كحرب. وساق شاكيد أمثلة كثيرة على سلوك الاب الحربي مع طلابه. فالآب مثل,
اضافة الى الجيل القديم؛ الانقطاع عن الحياة. فالحياة؛ بالفسبة اليه؛ بدايتها تتشكّل من«مصدرها
القديم» الذي هو التوراة. لكن الطلاب يحلمون بحياة أخرى,.
ْ ان منابع الحياة الجديدة التي تفتّحت أمام عيون التلاميذ تختلف عن حياة وتعاليم الختيا
الأب - المعلّم. لذاء تم التعارض بين الاجيال» وشعر الاب بنوع من الهزيمة ازاء الوضع الجديد
المتشكل قبالته؛ في طلابه.
ان الحرب العبثية التي جدّد شبابه بها الجيل القديم (الاب ‏ المعلم) ظهرت عارية في القصة,
والابن لم يحظ بأوصاف فردية في العمل المذكور, بل وكل ما ثعرفه هو انه ابن الختيار. لذاء ندرك ان
الابن هى الممثّل لاجيل الجديد الذي يقدّم قرباناً على مذبح الآباء. نتيجة لذلك؛ نرى أمامنا وضعين
(حالتين) مختلفين تمام الاختلاف: وضع الاب القديم؛ ووضع الابن الجديد الذي حمل فكراً وحياة
مغايرة لحياة الاب. وفي القصة تداخل الوضعان أشدّ التداخل؛ وبدا يهوشع غير معني بتقديم حياة
نموذجية؛ بقدر ما عنى أن يحطم بعض التقاليد الحربية القاتلة. ان الصراع القائم بين الاب والابن
هو صراع لامجد؛ صراع خطه الآباء لكي يدفع الابناء الثمن. لذلك, نشعر بأن عالم الأبء المعلّم؛ قد
اهتز؛ وسبب هذا الاهتزاز هو حضور الابن من الخارج مع مفاهيم جديدة ناقضت مفاهيم الاب
المسنّ. كل هذا التناقض انعكس على حياة الختيار, الذي طمح الى ان يحمُل ابنه مفاهيمه؛ ليحققها
له. لكن الواقع أشعره بأنه اقترب من خيبة كبيرة. فالاب نوى تحقيق التاريخ على حساب الابن؛ لكن
الابن نوى أن يعيش الحياة. والاب استمد قوة حياته من موت ابنه؛ والابن استمد قوة حياته من
حباته وحتى من لاانتمائه في أحيان. كل هذه التناقضات أظهرت ازمة المجتمع الاسرائيي الذي يعيش
حالة حرب دائمة: لا سلام في الخارج؛ ولا سلام مع الابناء؛ والآباء ما زالوا يهنأون بعيش التاريخ
وتحقيقه بواسطة التوراة والعظات والتضحية بالابناء.
4 هين فلسطزية العدد 505 آب ( اغسطس ) ‎184٠0‏
تاريخ
أغسطس ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7280 (4 views)