شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 87)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 87)
المحتوى
رياض بيدس ٠ح‏
اليهودي بارجاعه الى وطنه. لكن الحلم تشوّش في اثناء التنفيذ, لأنهم لم يتحققوا مما اذا كان اليهود»
حقاً بحاجة الى هذا الانقلاب؛ اذا لم يكن حلا لوجودهم. لذاء تبدى الدولة؛ حسب وصف يهوشع,
مصابة بمرض نفسي صعبء!(١١),‏
ان غبريئيل النازح» والقادم مجدداً, ادرك تماماً أزمته وعدم قدرته على المحاربة. وهذه شهادة .
دامغة على فشل الصهيونية. اما دافيء فهي أكدت فشل الصهيونية التام» وتحقق ذلك بعلاقة الغرام
التي قامت بينها وبين نعيم العربي. اما آدم, فحاول, من جهته؛ التنازل عن تحقيق الحلم الصهيوني,
وذلك بايجاده عشيقين وبتقبّل نعيم العربي. وبهذا نلاحظ ان آدم هو شخصية مركزية في عملية تدهور
الصهيونية, فقواه استنزفت وعاجل الى ايجاد المساعدين والبدائل (عشاق ومدمّرين). باختصار,
. رواية «العاشق» هي رواية مشروع يؤكد نهاية الصهيونية؛ بوعيء اى بلا وعي, الكاتب. هذا العمل.
الذي قرأناه سياسياً بدا؛ في احيان, متعباً. وذلك لآن المستوى الفكري ‏ الايديولوجي للكاتب حدّد
حركة الرواية؛ لكن؛ على الرفم من ذلك؛ احتفظت الرواية بدرجة عالية من التشويق.
ان شخصية نعيم المرسومة في الرواية هي شخصية نمطية. والأكثر من ذلك هو انها (على
صغرها) شخصية انتهازية حاولت: قدر الامان الظهور بمظهر المتصالحة مع كل الواقع الاسرائيلي
- الصهيوني» وذلك بحفظها الاشعار لكل من بياليك؛ وغيره من الشعراء الصهيونيين الصميمين:
ناهيك عن تصرّقاتها واستماتتها من اجل العيش في ظل اسرة آدم.
المآخذ على شخصية نعيم كثيرة. وهي قدّمت صورة للعربي الذي أبدى استعدادأ كبيرا للتنازل
عن أصالته وعروبته في سبيل ان يُقْبَلَ في المجتمع اليهودي. هذه الصورة هي صورة نمطية, وهي لا
تمثل سوى قطاع ضيّق من المتصهينين, او المذبهرين بقشور الحياة. على أي حال؛ مناقشة شخصية
نعيم قد تأخذ مجالا آخر, لكن اللمسات الحانية التي أضفاها يهوشع على الشخصية كشفت عن
مدي العلاقة الحميمة التي أقامها الكاتب مع شخصية العربي : شخصية نمطية ذات لمسات انسانية
وحس وشعور لا يستطاع تجاهلها. لذلك» نرى ان عملية المصالحة التي تمّت, في الرواية بين العربي
واليهودي هي ذاث اساس واه. فنعيم, في أقصى الحالات؛ لا يمل الآ شريحة ضيّقة جد من العرب في
البلاد؛ والطابع الايديولوجي الذي فرضه الكاتب على الشخصيات لم يترك فرصة للواقع ان يتكامل
كما هى؛ بل «تشوُه» ويدا ناقصاً في أحيان. على هذاء نرى ان رواية «العاشق», مع كل التفاصيل
اليومية البارزة في مونولوجات الشخصيات, قدّمت فكرة ذهنية أكثر مما قدّمتِ حيوات وشخصيات
ذات ابعاد ضاربة في عمق الواقع. لذاء بدت عملية المصالحة التي تمّت بين آدم ونعيم عملية ناقصة,
تنقصها الحقيقة اليومية. فالرواية قدّمت حلم اللقاء بين العربي واليهودي؛ لكن الحلم افتقد
الارضية؛ في ضوء سياسة التمييز والقهر» الذي يمارس على العربي . وأقصى ما فعله يهوشع؛ مع كل
اللأخذ؛ هى انه حاول أن يجري مصالحة بين الطرفين.
لقد كان افلاس الصهيونية هى الظل المخيّم على رواية «العاشق»؛ وهذا ما حصل؛ ايضاً؛ في
روايتي يهوشع الاخيرتين. ومع ذلك عاد يهوشع؛ في رواية «مولخي» الى «عاشقه» حين كرّر عملية
المصالحة مع العربي في الرواية(؟'). ففي «مولخىء قدّم الكاتب الينا مقاطع جميلة عن احدى
الشخصيات العربية التي انسجمت وإطار الرواية عامة. فالهاجس الاساسي . اللقاء مع العربي لم
يترك يهوشع. وهى بهذا مصاب, وتكاد الايديواوجيا تصبغ العمل عامة؛ الى درجة بدا العمل كانه
مخطط له؛ مما افقده الكثير من حرارته, ورعشته. فمولخى غيّب زوجته (ظاهريا ماتت) لكي يبحث
الله شيو فلسطزية العدى 5١؟,‏ آب ( اغسطس ) ‎155٠١‏
تاريخ
أغسطس ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22745 (3 views)