شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 89)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 89)
المحتوى
رياض بيدس سح ,
يموشع. فكتاباته؛ كافة, لا تخلي ولى بالاستعارة» من هذه الازمة الرابضة على حياة المجتمع
الاسرائيلي. وحتى أشد رواياته عمق وتقنية («طلاق متأخر») التي لم تأت على ذكر العربي بشكل معلن
وصريح الا مرتين (وذلك تم على لسان شخصيات يهودية ويشكل عارض) قدّمت رؤية إلى الصراع . '
القائم بين الطرفين, وذلك بناءٌ على قوانين التحليل النفسي للعلاقات الشخصية في الرواية,
ان الجنون الذي حملته شخصيات «طلاق متأخر» أوحت بتلك القوة الهدّامة التي تزرع في
نفوسهم؛ جراء الوضيع القائم. ومسرحيته «ليلة في حزيران,7١)‏ قدّمت, هي الاخرى, صورة للصبراع ؛
فالمسرح والادب يتفجّر عامة في هذه البلاد بعد نشوب الحروب. وهذه الظاهرة جديرة بدرس متأنٌ؛ ان .
يكاد الأدب العبري يحتفظ, دائما؛ برباطة جاشه ازاء الهدوء المنضغط؛ لكن ما ان تنشب حرب
جديدة حتى يستعيد الكتّاب اقلامهم ويبدأون بمحاسبة الذات والواقع؛ اللذين هما ليسا الا نتاج
السياسة الصهيونية التي تفسد الحياة وتقدّم الجيل الجديد ضحايا دائمة لحرب قد لا تنتهي.
اما موضوع الصراع في «في مطلع صيف ‎0141٠١‏ فبدا أقل قوة وزخماً من رواية «طلاق متأنش».
فالبلبلة .التي يحياها الكاتب كانت واضحة في نلك القصة. لكن صراع الجيلين؛ وأبعاده؛ واضح, أشد
الوضوح,» وإهتمام الكاتب بنسف مسآّمات الجيل القديم (المتمثل بتجديد شبابه بالحرب) واضح
جدا. ان الصورة الماثلة امامنا هي أزمة الفكر الصهيوني ازاء الممارسة: هل يظل الشباب لهم مداقع
الختيارية الذين يستمرون في حياتهم على قبور امواتهم؟ وهل تستاهل الفكرة, عامة؛ كل هذه
التضحيات؟ ومهما حاول يهوشع ان يدافع؛ نظرياً؛ عن مواقفه الصهيونية, الآ ان أدبه, مع كل
رباطاته الايديولوجية المفروضة عليه, يقدّم نقضاً لهذا الفكر الذي يحاصر صاحبه والآخر في داثرة
يصعب معها التقدّم الى اللقاء الحقيقي؛ بل يتشوّش كل شيء, 3 '
عند هذه النقطة يجب الوقوف والتممّن بحقيقة الموقف اليهوشعي: أرضية روايته تدأل على'
افلاس الصهيونية وحتى نهايتها؛ لكن تصريحاته تحاول التأكيد انه صهيوني حتى العظام. هذا
'التناقض يدفع المرء الى التفكير والسؤال عن مدى أهمية الفكرة الايديولوجية التي تجد نقيضها في
الأدب؛ وهذه نقطة تسمّل لصالح الكاتب في النهاية؛ مع كل تقييداته للنص في أحيان. ان السؤال
الصهيوني في أدب يهوشع حمل بذور تناقضاته على نحو واضح ولا يدعو الى الشك. والسؤال الأخطر
من كل ذلك هى مدى قدرة الكاتب على تحمّلء وتحميل» أدبه ايديولوجيته؛ التي قد تنقلب مرات الى
عملية خطرة؛ والثي قد تحوّل الادب الى خطة مرسومة سلفاً؛ أو يفتقد العمل الكثيرمن عفويته وخرارته,
وكل ما يتعلق بذلك من اشكالات عديدة. فيهوشع هو أحد الكثاب البارزين الذين يسعون الى التؤفيق
بين الايديولوجيا الصهيؤنية (المتفككة على أرضية الواقع) والواقع» والتناقض الناتج عن ذلك: وهذاء
بحد ذاته, شكّل النواة الرئيسة في أعماله كافة, بدءأ من قصصه:الاولى حتى آخر أعماله الروائية.
أن الأدب العبري» عامة, يعيش أزمة اشكالية الصهيونية المطروحة, والمفروضة عليه في أحيان.
وهى بهذا يتحول الى شهادة على فترة تعيش الصهيونية فيها كل تناقضاتها التي ستقود بها الى
نهايتها. ويكاد لا يخلى الأدب العبري عامة من هذه الأزمة, على الرغم من ان هنالك كتّاباً قلائل جد أ
استطاعوا ان يتخلّصنوا من اطار السقف؛, وضربه؛ ونقضه في أحبان. وأحدى العلامات البارزة على
ذلك هي مسرح حانوخ ليفين. وعلى الرغم من التقنية العالية في كتابات بعض الكتّاب العبريين
المعاصرة, الا ان الريبورتاج ظل هو المفتاح الاهمٌ في هذا الأدب؛ اذ ان أدبا يعيش" اشكالية صهيونية
(تحمل بذور الاستعلاء والتمييز والتوشع العسكري) لن يكتب له الدوام؛ الا في حالات نادرة,
84 شوُون فلسدايزية العدد ‎7١5‏ أب ( اغسطس ) 199
تاريخ
أغسطس ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22740 (3 views)