شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 91)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 209 (ص 91)
- المحتوى
-
رياض بيدس سس
صورة العالم في نتاجه؛ ان ليس ثمّة مطارد ومطارّد في هذا الوجود. الكل يطارّد حسب طريقته. هذا
بكى وذاك بكى. والاتحاد بين ' حارس ' القابات» هي وحدة مطارّدين. في ' العاشق' لا توجد علاقة
مطارد ومطارّد بسيطة. نعيم المطارّد حسبما يبدى هو بالذات الذي احثل ابنة المطارد (آدم) ؛ لكن آدم
ذاته ليس مطارد! وائما مطارّدٍ من قبل مخاوفه وعجزه مثلما ان ' العاشق ' غبريثيل هو مطارد ايضأ
'“'(يهرب من البلاد» من"الجيشء» من هويته). اليهود الذين تحوّلوا من مطازدين .الى مطاردين نطاردون
بواسطة عقدهم؛ والمطارد العربي امسى يهوديا في تصرقاته وطرق تفكيره. نعيم» الفتى العربي, هي
مزدوج الثقافة طلب الاندماج والذوبان» لكنه يقاوم لأجل هويته؛ وهو جد اب جنسياً» لكنه ليس واثقأً
ممًا يجرى له... أن وضع أقلية بين يهود حول العربي الغريب الى نوع يهودي» دون ان يتجؤل اليهود
الى غرباء. اولئك وهؤلاء يطارّدون؛ والتاريخ: فقطء الذي يطارد».
يشير هذا الاقتباس, الذي قد لا نوافق على كل ما جاء فيه؛ الى مساواة يهوشع للجلاد والضحية.
فحتى الجلاد يطارد من قبل مخاوفه وعقده. وهذه الصفة: البارانوياء هي احدى الصفات التي تظهر
واضحة في مجمل النتاج العبري الثقافي: الخوف من الغير, والانغلاق والانغماس بالذات الى درجة
الاختناق. 1
ان الأزمة التي يعيشها العربي؛ ابن البلاد, نتيجة لتعامل الآخر معه ليست مقصورة عليه.
فالآخر يعاني من ازماته التي تزعجه وتؤرقه. وهنا يكمن لبٌّ الصراع الفكري الذي يعيشه يهوشع.
لقد عمل يهوشعء منذ كتاباته الاولى حتى الاخبرة؛ على تقديم صورة للوضع؛ وكل ذلك تم ضمن حدود
صهيونيته ومواقفه الفكرية التي خذّت أدبه بافرازاتها. ورأينا ان يهوشع دأب على اجراء مصالحة مع
الواقع» ولى قسرية. فالعربي الذي كان الاكثرية هناء في هذه البلادء اصبح أقلية يحاول يهوشع
اشراكها في الحياة. ضمن معطيات فكرته الصهيونية.
ان ماح الأدب العبري للشخصية العربية (مع كل القولبة والتنميط) يوحي» في أحيان؛ بشعور
: بالذنب لاقتلاعه وتشريده وتحويله الى أقلية. عند يهوشع يبد الشعور بالذنب عالياًء والمصالحة تدّت
مرات على نحي مصطنع؛ مما أخسى العمل الادبي الكثير. فلقد رفض يهوشع العربي مقطوع اللسان
(اذ يستطيع على الرغم من ذلك ان يومىء أو ينقل الكثير بعينيه) واراده ان يكون انساناً متكاملاً, مما
دفع به الى ان يحرق الغابة ليرى بقايا قريته المندثرة تحت الاشجار. لا نشك في ان الشعور بالذئب
طاغ على الكاتب عند كتابة هذه القصة. لكن الايديواوجيا الصهيونية لا تستطيع التخلّص من
أزمأتها, فهي وليدة أزمة؛ ونتاجاتها عبارة عن ازمات. واحدى أكبر الأزمات الحرب والاحتلال
والاستعلاء على الآخر والعنصرية. وممًا يدعو الى التفاؤل قليلاٌ, هى ان بعض الكتابات الأدبية لا يخلى
من الوصول الى تناقضات مع الصهيونية؛ على الرغم من اصرار الكثّاب على التمسّك بالصهيونية.
. يصعب تحديد أهمية كتابات يهوشع في الأدب العبري الحديث. لكننا نستطيع الجزم بأئه احد
الكتّاب الذين قدّموا العربي كشخصية فردانية مستقلة متكاملة. وهذه علامة هامّة في الأدب العبري.
فالشخصية التي تتحوّل الى طيف باهتء أى بوق لتفريغ آراء الكاتب؛ لا تعدى ان تكون أكشر من
شخصية مسطحة وعابرة يغيرذات أهمية. عمل يهوشع على تطوير شخصية العربي في الرواية؛ وحتى
في أعماله التي لا يتطرق بها الى العربي نحسٌ بمدى اللوعة التي يكتب بها؛ ليتخلص من أزمة الحرب
والاحتلال التي تفصل بين العربي واليهودي. لذاء نستطيع القول ان كتابات يهوشع عكست ازمة
روحية حادّة يمر بها المجتمع الاسرائيلي؛ كما حاوات ان تقدّم صورة للعربي ابن البلاد.
نا دوين فلسطؤية العدد 505 آب ( اغسطس ) 195١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 209
- تاريخ
- أغسطس ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22747 (3 views)