شؤون فلسطينية : عدد 210 (ص 5)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 210 (ص 5)
المحتوى
أحمد شاهين حس
سادت في زمن الحرب الباردة. واسرائيل؛ كدولة في طون التكوين؛ مهيّأة لذلك بطبيعة تكوينها
كمجموعات مهاجرة ‏ استيطانية على غير أرضهاء يساعد في ذلك التثقيف والتربية اللذان اعتمدتهما
الحركة الصهيونية» ولاحقاً اسرائيل.
وتركز التربية, في اسرائيل؛ على تعميق الشعور اليهودي بالتفرّق ك «شعب الله المختان؛ في
مواجهة الآخرين «الغوييم». على سبيل المثال, ذكر الكاتب الاسرائيلي الوف هارثيفين: «لوكان اسمنا
مجرْد شعب لما كانت هناك صلة بين هويتنا واسمناء ولكان اسمنا عفوياً؛ وكما اننا نسمّي أنفسنا
اسرائيل لكان بالامكان ان نسمّي أنفسنا بأي اسم آخر يخطر ببالنا... ان اسمينا هما اسرائيل
ويهود ؛ ومنهما انبثقت التسمية يهوداء والمشترك بين الاسمين هو العلاقة بالله... أي مع ما هى أسمى
من الانسان... فالشعوب الاخرى تعيش بنفسهاء ومن أجل نفسها؛ امّا نحن الذين اسمنا اسرائيل»
فنعيش للكفاح من اجل ما ينشده منًا الآخرون [لذاء] من الصعب ان يكون الانسان اسرائيلياًء
ومن الصعب ان يكون يهودياً. وأكثر صعوبة ان تكون ابنأ لشعب آخر»(١).‏ ونظام الحكم في اسرائيل»
كما كتب د. سامي سموها؛ «يفهم دوره كمؤسس لدولة شعبء؛ ويضع لنفسه الاهداف والتحديات»
ويجنّد المواطنين للتطوّع في تأدية المهام الوطنية. فالمجتمع الاسرائيلي هو مجتمع في حالة تكوين؛ اذ ان
تطؤره لم يتمٌ بشكل طبيعي» انما تأثّرِ بتيارات فكرية ورؤيا وتخطيط. فهو ما زال مجتمعاً يقوم على
العقيدة... [و] ما زالت اسرائل مجتمعاً في دور التكوين؛ ينبغي ان يبقى النظام ايديولفجياء7).
اضافة الى الايديولوجيا الدينية» التي اعتمدتها الحركة الصهيونية؛ ولاحقاً اسرائيل» لدفع
اليهودب الى الهجرة الى فلسطين والمساهمة في بناء «الوطن القومي اليهودي؟» اعتمدث على عنصر
التخويف. فاليهود» كونهم يهوداً, حسب الدعاية الصهيونية؛ مهدّدون بالتعرّض للمذ ابح» أينما كانوا,
من قبل «الغوييم»؛ ؟ ويستعرضون؛ لتأكيد ذلك؛ دلائل التاريخ اليهوبي المصاغة لخدمة هذا الغرض»
حيث تُذكر بالسبي الاول, وتنتهي بالمذابح النازية في القرن العشرين. وبعد قيام اسرائيلء صار
التخويف يعتمد على ان العرب «يُعدٌون» ويستعدّون, لالقاء اليهود في البحر»؛ دون أي مصد اقية لهذا
الادعاء؛ ثم توظيف مقولة «ان منظمة التحرير الفلسطينية تريد تدمير اسرائيل»؛ وان «قيام دولة
فلسطينية يعني تدمير دولة اسرائيل», الى آخر ذلك من الادعاءات التي تفتقر الى الواقعية والمصد اقية.
لكن الذهمن اليهودي مهيا لاستقبال » وتقيل» مثل هذه الإدعاءاث» بحكم تربيته.
وعاملا التخويف والايديولوجيا هما من مقرّمات تماسك الدولة الاسرائيلية ومجتمعها الراهن
الاساسية؛ وهما ركيزة السياسة الاسرائيلية الداخلية» والخارجية: وترجمتها العملية؛ في هذه
السياسسة, مصطلحا «الامن لاسرائيل» و«استمرار تفوقها العسكري» )3 منطقة الشرق الاويسط,
ورفض أي صيغة من صيغ التعبير عن الكيائية الفلسطينية. وإذاء فان اسرائيل» حسب تعبير بعحض
الصحفيين الاسرائيليين, «جيش له دولة».
أما نظام الحكم في اسرائيل» » فهو غير ديمقراطي؛ على الرغم من مظاهر الديمقراطية الشكلية التي
يعبر عنها وجوب أحزاب» واجراء انتخابات دورية:» الى آخر تلك المظاهر التي وظفتها الدعاية الاسرائيلية
لتؤكد انها جزء من الغرب» ولترسم صورة حسنة لنفسها لديه . فاسرائيل دولة من غير دستور. ذكرد.
سموحا «أن عدم وجود دستور [يجعل] الكنيست الاسرائيلي يت يتمع بصلاحيات غير محدود 5 تمكّنه من
سن نّ قوانين» أى اتخاذ قرارات» بأغلبية بسيطة؛ وبدون مراقبة محكمة العدل العلياء من شأنها ان
تمس حقوق الاقليات. وفي غياب دستوي, يبقى الفرد والاقلية معرّضين للمعاناة من تعسّف
3 لشؤون فلسطزية العدد ١١7؟,‏ أيلول ( سبتمبر) ‎1955١‏
تاريخ
سبتمبر ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10406 (4 views)