شؤون فلسطينية : عدد 210 (ص 7)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 210 (ص 7)
المحتوى
أحمد شاهين سح
الوزير البريطاني آرثر بلفور. ولأسباب كثيرة, لا مجال لذكرها هناء فشلت الحركة الوطنية الفلسطينية:
ومعها الحكومات العربية الخارجة حديثاً من السيطرة الاستعمارية؛ في منع قيام دولة اسرائيل على
جزء من فلسطين. فالطرفان؛ الصهيوني والفلسطيني ‏ العربي , كانا حليفين لمرجع واحد يتحيّز لصالح
الصهيوني؛ كما انهء نفسه؛ كان المصدر لامتلاك القوة (التسلّح). ولذاء كان طبيعياً نجاح المشروع
الصهيوني في اقامة دولته على جزء من فلسطين, كما نصّ قرار التفسيم؛ في الوقت الذي رأث الحركة
الوطنية الفلسطينية ان ما حصل هي غبن ومعادٍ للعدل» وان عليها متابعة النضال لازالة هذا الظلم
الذي تمثل في الاستيلاء على جزء من أرض الشعب الفلسطيني ومنحه لمستعمرين كي يقيموا عليه
دولة . ومع ان الحركة الوطنية الفلسطينية قد أعلنت قيام حكومة فلسطينية؛ عرفت باسم «حكومة عموم
فلسطين», الا ان تلك الحكومة ولدت ميتة بقوة ظروف تلك المرحلة؛ ولا مجالء هناء لاستعراض أسباب
ذلك,
ونجم عن ظروف حرب العام 1548؛ وقيام اسرائيل؛ تشتّت الشعب الفلسطيني؛ جغراقياً
وبشرياء حيث توزع بين قسم يخضع للادارة المصرية في قطاع غزة, وقسم ألحق بالمملكة الاردنية,
وقسم بقي في اسرائيل» وقسم تورّع على مخيمات اللاجثين التي أقامتها الامم المتحدة في الاردن
وسوريا ولبنان. وتمكنت اسرائيل؛ خلال حرب العام 1971؛ من احتلال ما تبقّى من فلسطين؛ حيث
اعتبر بعض الاوساط الاسرائيلية تلك الحرب «حرب تحريره لما تبقّى من «أرض - اسرائيل». وهكذا
صار الفلسطينون مورّمين بين مواطنين في اسرائيل, وفلسطينيين تحت الاحتلال الاسرائيلي»
وفلسطينيين لاجثين؛ يطالب القسم الاول منهم بحقه في «المساواة» كمواطنء ويطالب الثاني
بالاستقلال» ويطالب اللاجئون منهم بحقهم في العودة الى وطنهم. وهذه المطالب المتعددة تشكل, في
مجموعهاء وجوه المشكلة الفلسطينية التي يناضل الفلسطينيون من اجل ايجاد حل لها؛ ويطالبون
العالم بالتضامن معهم؛ والعمل على تحقيق هذا الحل بما تراه القوانين والعدالة الدولية,
لم يرضخ العربء ولا الفلسطينيون؛ لاملاءات المشروع الصهيوني ودولة اسرائيل» فواجهوها
بوسائل وأشكال متعددة؛ عسكرية وسياسية؛ على جبهات الحرب وفي المحافل الدولية؛ وفي داخل
فلسطين بالتظاهرات ضد بريطانياء وبالمواجهات المسلّحة مع عصابات المستوطنين. وبعد قيام
اسرائيل, برزت ظاهرة الفدائيين الفلسطينيين في الخمسينات» التي تبلورت؛ لاحقاء منظمات مقاومة
فلسطينية منذ أوائل الستينات, وأعلنت عن وجودهاء رسمياً؛ في الاول من كانون الثاني ( يناير)
6 كما برن, في القترة عينها تعبيراً عن الكيانية الفلسطينية» منظمة التحرير الفلسطينية, التي
صارت بمثابة دولة للفلسطينيين؛ في غياب وجود دولة فعلية على أرض فلسطينء ترعى حقوق
الفلسطينيين؛ هذه الصفة التي حملتها منظمة التحرير الفلسطينية ( وطن / رمن ) جاءت تعبيراً عن
بلورت الشعب الفلسطيني لشخصيته الوطنية المتميّزة ولخصوصيتها في الاطار العربي» من جهة؛ وفي
مواجهة المشروع الصهيوني التوسّعي واداته دولة اسرائيل» من جهة أخرى. هذا الوعي شمل
الفلسطينيين في أماكن تواجدهم كافة, باخل فلسطين المدتلة وخارجها. ولقي الفلسطينيون دعماً من
اشقائهم العرب» على أساس ان المشروع الفلسطيني» الذي رفعت لواءه منظمة التحرير الفلسطينية,
يشكل النقيض للمشروع الصهيوني» وتحقيقه. عملياًء يحدّ من الطبيعة التوسّعية للاخير
ووضعت اسرائيل على جدول أعمالهاء منذ تبلور حركة المقاومة الفلسطينية المسلّحة؛ ومنظمة
التحرير الفلسطينية؛ أولوية تدمير المشروع السياسي الفلسطيني» عسكرياً وسياسياً. وترجمت ذلك
عملياء بشن حرب متواصلة على كافة أماكن نشاط تلك المقاومة داخل الدول العربية؛ بل ان
1 شين فلصطزية العدد ‎,7٠١‏ أيلول ( سبتمين) ‎145٠‏
تاريخ
سبتمبر ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17767 (3 views)