شؤون فلسطينية : عدد 210 (ص 10)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 210 (ص 10)
- المحتوى
-
سح صراع الارادات على فلسطين...
ونقل الصحفيان الاسرائيليان زثيف شيف وايهود يعاري عن سلطات التحقيق الاسرائيلية مع
أوائل معتقلي الانتفاضة, ان الموقوفين «لم يكونوا خليطاً من المتسكّعين وأمثالهم؛ بل العكس. فقد
' أكدت استقصاءات اضافية وموسّعة؛ أجريت لاحقاً حول نزلاء المعتقلات؛ ان المقصود عموماً اناس
يواظبون على عملهم من الفجر حثى ا مغيب؛ وجزء كبير منهم يعتبر المعيل الوحيد لعائلة كبيرة؛ ويكاد
لا يكون من بينهم طلبة جامعات أ مدارس ثانوية؛ ممّن كانواء على الدوام؛ عنصي الغليان في
التظاهرات. كان مركز الثقل هذه المرة الى جانب شبان تجاوزوا العشرين من عمرهم؛ ليس دون ذلك
كما كان سائداً حتي ذلك الوقت؛ شبان مدن لم يكملوا دراستهم الخانوية ويشتغلون بالاعمال اليدوية
والجسمانية, وكانت غالبيتهم ممّن يشاركون في التظاهرات لأول مرة في حياتهم؛ الأمر الذي يشكل
خطراً جديا على مستقبل عائلاتهم. .. [و] جميعهم' بلا استثناء تقريباًء عملوا في اسرائيل؛ وغالبيتهم
ممّن يتكلمون العبرية بمستوى معقول,(''). فالانتفاضة؛ كما ورد في النداء الاول الموجه الى جنود
الاحتلال الاسرائيلي في تمون ( يوليو) 154١ عرّفت بنفسها: «نحن أمّة خرجت في انتفاضة ضد
الظلم والطغيان, وأهمٌ من ذلك ضد سياسة حكومتكم التي تقتل شعبنا؛ ؛ ولن ننظر الى الخلفء لأننا
فكُرنا كثيراً قبل ان نخرج لمقاومة الطغيان؛ والنصر لذا بالتاكيد»(١١). وهذه الانتفاضة؛ أو كما سمّاها
النداء الاول «الثورة الشعبية؛ العارمة, الشاملة, المتدفقة في كل مدينة ومخيّم وقرية وحارة وشارع
ومسجد وكنيسة؛ وي كل شبر من وطئنا الحر وبقيادة م.ت.ف. الممثل الشرعي الوحيد... عبّرت عن
تململ المارد الفلسطيني في قمقمه, فهرْت العالم. أجمع؛ من الصديق الى العدي فماذا سيقول هذا
العالم المتحجّر؟ حثماً سيقول نعم لهذا الشعب, ونعم لحقوق هذا الشعب المشروعة والعادلة» (النداء
الرقم .)١ والانتفاضة ليست مقطوعة عن وجهها الآخر, المقاومة المسلّحة ف «الانطلاقة التي تفجّرت
ف الفاتح من كانون الثاني ) يناير ) 1156 لتصنع المعجزات» ولتحوّل جماهير شعبنا من طوابير من
اللاجئين الى ارتال من المقائلين الأشاوس... جاءت لتثيثت أن شعبنا ٠. أصبح يمسك بزمام قضيته
بثفسه؛ وقد ولّ زمن الوصايات؛ وآلت محاولات شطب الشعب حيث ث آل اصحابها الى مزبلة التاريخ,
٠ وبقي شعبنا ليعلن بدء انتفاضته الشعبية الباسلة ؛ وتشكيل قيادته الوجلنية الموجدة, مجِسّداً وحدته
التي لا تقبل الجدل... مفشلل كل محاولات الالتفاف على قيادته الشرعية وممثله الشرعي والوحيد
منظمة التحرير الفلسطينية» (النداء الرقم ٠5)؛ وهي ثورة داخل ساحة الصراع الرئيسة؛ ساحة
الارضصي المحثلة» (النداء الرقم 400 وتمتلك «قوة داخلية محزكا لا تنضب» قوة الايمان بالنصيء
والصلابة المعنوية: والكرامة الانسانية؛ قوة الشعب التي لا تقهر في سعيه نحى الحياة الخرة
الكريمة... [و] ما كان لها ان تستمر, لؤلا اسناد الشعبء بكل فئاته ولبقاته وشرائحه؛ ودعمه المطلق
لها» (النداء الرقم غ).
والانتفاضة؛ كما كتب الصحفي الاسرائيلي افرايم دافيدي؛ محطمث نمط التعايش الذي تشكل
على مدى عشرين عامأ 07 نسط التعايش الذي حاول الاحتلال الاسرائيلي ترسيخه وتأبيد
وبالمقابل: أرست نمط حياة خاصاً بها. فقد «أحدثت الانتفاضة نمطأ جديدأ لحياتنا الاقتصادية
والاجتماعية؛ واليومية؛ نمطأ يستند الى ان الانتفاضة عملية ثورية طويلة ومستمرة لا تخلى من
الصعوبات والضحايا وضيق العيشء ولكنها تزخر بالانجازات التي رسخت الوحدة الوطنية بين
قطاعات شعبنا وقواه الوطنية كافة, والتي تتجلَّى بالتكاتف الواسع عبر اللجان الشعبية والفرق
الضارسة ولجان الحراسة: وفي التوجه الواسع نحو الارض وتشكيل التعاونيات؛ وفي التكافل
الاجتماعي الذي لم يسبق له مثيل... فشعبنا لم وإن» يتراجع؛ وهى يبتكر, بطاقاته الخلاقة,
العدد ,٠١ يلول ( سبتمبر ) 115١ لأُؤُون فلسطيهية 4 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 210
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 464 (25 views)