شؤون فلسطينية : عدد 210 (ص 47)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 210 (ص 47)
المحتوى
زينب الفنيمي حح
الوضع الاجتماعي: مما لا شك فيه يه ان تلك المرحلة؛ وبسبب المستجدات الطارئة على
يضام الشهب الفلسطيني, ‎٠‏ شهدت؛ خلال حقبتى الخمسيئات والستينات؛ تغيرات موضوعية على
المستوى الاجتماعي» طاولت البنية الاجتماعية بكاملهاء بدءأ من تكوين الأسرة الحديثة في مواجهة
البنية العشائرية والعائلة الكبيرة التي كانت سائدة في الماضيء وما يتعلق بها من مفاهيم وأعراف
وعادات موروثة انحسرت لمصلحة الوضع الجديد الناشىء. أمّا العلاقات الاجتماعية؛ التي سادت في
ظل الوضع الجديد؛ فلم تكن مستقرة, بل قابلة للتغير ؛ وتخضع للمد والجزر كلما طرات مستجدات
جديدة على بنية التجمع الفلسطيني الواحد؛ في المكان الواحد» وتختلف, بالتالي» من تجمّع 'الى آشر,
حسب مستوى التطوّر في البلد المضيفء وتطور النظام السياسي» والاجتماعي؛ القائمين فيه.
ولا نستطيع القول؛ ان ما حدث على المستوى الاجتماعي, لجهة تبدّل الفاميم» كان انقلاب جذرياً
فجائياً. بل حدث تدريجياًء بادئاً باهتزاز وخلخلة في العلاقات السائدة.
وكان ما يربسط الفلسطينيين؛ في هجراتهم وأماكن تجمعاتهم, ليس الوحدة الاقتصادية -
الاجتماعية في المخيّم, بل الوحدة القومية؛ النابعة من ميل طبيعي الى الاحتماء ببعضهم في مواجهة .
القسع السياسي والاضطهاد. ولأن العلاقات الاجتماعية السائدة لم تكن وليدة انعكاس لعلاقات
انتاج؛ فقد كانت خليطاً من المفاهيم التقليدية والاستجابة الاجبارية لضرورات الواقع المستجدء وما
يفرضه من قيّم حديثة نقيضة لما درج عليه الناس عموماً.
' ففي المخيّم الواحد, الذي لم يكن يشكل سوى وحدة جغرافية الفلسطينيين؛ يلمس المرء؛ أحياناًء
تبايناً في أنماط العلاقات الاجتماعية والعادات بين بيت وآخر, وبين حيّ وآخر؛ ؛ أى التشابه في العاداث
الذي يمكن ملاحظته بسبب تحدّر التجمع من قرية واحدة» أي مدينة واحدة . وقد ساهم هذا الوضع
في اكتساب عادات جديدة وزيادة في خاخلة المفاهيم التقليدية. أمّا ما كان يوخد الفلسطينيينٍ 7
شتاتهمء: فهى الحرص الوطني على هويتهم والحنين الى الوطن والآمال التي تداعبهم في الحودة؛
الأمال التي كانت تنتمش كلما حدث تجرك سياسي علي الصعيد الحربي, أ الدولي» أي 0
قرار من الأمم المتحدة ‎٠‏ وهذا الحسٌ هى الذي أنعش لاحقاً؛ الحركة السياسية الفلسطينية؛ وساهم
في بلورتها.
ففي سورياء ساهم تطور النظام الاجتماعي» » والسياسي» ؛ في تأثر التجمّعات الفلسطينية بالمستوى
الحضاري الآخذ في التطور, وخصوصاً في اطار شروط السماح للفلسطينيين بالاندماج في المجتمع
السوري. وانعكس هذا التأثر بشكله الايجابي: لاحقاًء في اطار نهوض البرجوازية السورية؛ واجراء
تعديلات جوهرية في نمط العلاقات الا في المجتمع السوري . وهذاء بدورد؛ أذّى الى تراجع
مفاهيم العشيرة وسط التجمع الفلسطيني؛ وسيادة مفاهيم اكثر تقدمية ووعياً في العائلة الصف
والموقف من المرأة.
أمًا في الاردن» فكان التفاوت الحضاري واضحاً بين مجتمع البداوة الأردني والفلسطيئيين
القادمين. وبدل ان يحدث تأثيراً ايجابياً يأ فيهم» كان على الفلسطينيين عبء تطوير المجتمع الاردني»
فتأخرت؛ بشكل ملحوظء عوامل تطوين المجتمع وارتقائه والتختّص من العادات والاعراف التقليدية.
وعلى الرغم من المكتسبات الايجابية؛ على صعيد العمل والتعلّم بالنسبة الى المرأة, الآان السمة
الغالبة لواقع المرأة الاجتماعي كانت خضوعها لسلطة أعراف وقيّم متخلّفة تحدّ من مكانتها؛ على
الرغم من تطوّر وضعها موضوعياً.
كع شوُون فلسطيزية الحدد ١١"”؛‏ أيلول ( سبتمبر) 195
تاريخ
سبتمبر ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7277 (4 views)