شؤون فلسطينية : عدد 210 (ص 63)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 210 (ص 63)
المحتوى
د. علي الجرباوي سح
يتبلور حالياً؛ على الصعيد الدولي؛ ببطء؛ ولكن, أيضاً بثبات» موقف يلقي بالتقصير في دفع
المسيرة السياسية في الشرق الاوسط على اسرائيل» ويلومها على التحجّر والجمود في موقفها من القضية
الفلسطينية . واكثر من يلام » على هذا الصغعيد,» ‎٠‏ فى حزب الليكود» وخاصة شامير الذي يراس الحكومة
الاسرائيلية الحالية. ومن هذا المنطلق؛ تواجه حكومة اسرائيل الحالية عالماً لا ينظر اليها بعين الرضى,
ولا يكن لها الكثير من الاحترام» وعليهاء شاءت أم أبت؛ ان تحاول تحسين صورتها في الخارج. فالبعد
الدوليء بمنحاه الغربي» كان, ولا يزال» الاساس المتين لقوة, واستمرارية» اسرائيل.
الأولويات
في خضم هذا المحيط الهائج حول حكومة اليمين الاسرائيلي» كان لا بد لها من تحديد اولوياتها
ورسم سياساتها بدقة متناهية» بهدف رأب الصدوع قدر المستطاع. واختارت هذه الحكومة ان
يتصدّر سلّم اولوياتها موضوع استمرار مجرة اليهود من الاتحاد السوفياتي واستيعابهم في اسرائيل.
وجاء هذا الاختيار لسببين؛ لا يقل احدهما اهمية عن الآخر. الأول» تأكيد صحة المنطلقات
الايديولوجية لليمين الاسرائيلي. فالهجرة اليهودية الى اسرائيل؛ ممثلة, حالياًء بهجرة اليهود من
الاتحاد السوفياتي» تستغل من قبل اليمين الاسرائيلي كسيب رئيس للتشيّث بما يسميه «اريض 5
اسرائيل»» وتستعمسلء في الوقت عيسه أيضاً ‎٠»‏ وبسيلة لاحكام السيطرة الاسرائيلية على «ارض -
اسرائيل». فالجليل والمثلث والنقب مناطق لا زالت ماهولة بما يزيد علق ‎٠‏ اويقرب من:ء الاغلبية العربية,
والاستيطان الصهيوني. قي الاراضي الفلسطينية المحثلة لم بي يحقق الارقام المستهدفة طوال المرربحلة
السابقة . والآن ) تأتي فرصة 7 مع «احلم ا وتحقق لليمين مآربه واطماعه التوسعية
الاسرائيلية قضية موشدة تستطليع الاحتماء خلفها من شبكة الازمات المتعاقبة, وخاصة على الصعيد
الداخي. فكل الازمات تصيسح في نظر اليمين هامشية عند رفع الشعار «المقدّس» عن «الهجرة
والاستيعاب»؛ وكل المواضيع الخلافية في السياسة الاسرائيلية يمكن حسمها باستغلال هذا الشعار؛
وجميع مناحي الفشل يمكن لليمين تغطيتها تحت هذا الشعار. لقد وجدت حكومة شامين التي كانت
تفتقرء عند اسثلامها للسلطة؛ الى برامج وسياسات عملية لمعالجة الازمات الداخلية في موضوع
الهجرة ضالتها ومنقذها.
لكي يتم تركيز الجهد, والوقت؛ على تحقيق رأس الأولويات الاسرائيلية, كان على حكومة شامير
ان تختار, كاولوية ثانية؛ المماطلة لكسب الوقتء في ما يتعلق بالمسبرة السياسية. وجاء هذا الاختيار
ليخدم هدفين: الأول توظيف المماطلة باتجاه التهرّب من تحديد الموقف النهائي للحكومة الاسرائيلية
بشان أن النسوية السياسية؛ وذلك في محاولة جادة لعدم أغضاب الاتحاد د الاين والحلفاء الغربيين
لاسرائيل؛ ؛ ودرعءاً لأية امكانية ربط محتمل بين موضوع «الهجرة» ومسألة «التسوية السياسية»,
فالهدف الاسرائيلي؛ هناء ‎٠‏ هى اسثمرار الثفريق بين الأمرين ‎٠‏ وتحصيل الافضلية للاول على الثاني.
أمًا الهدف الثاني من المماطلة لكسب الوقت؛ فهى محاولة استخدام الفسحة الزمنية لتحسين
صورة الحكومة الاسرائيلية على الصعيد الدولي» بشكل عامء ولراب الصدوم مع الولايات المتحدة
الاميركية, بشكل خاص. فال مماطلة في اعلان موقف ثابت من مسألة التسوية السياسية يمكن تفسيرها
للخارج؛ وفي الخارجء بأنها علامة ايجابية على وجود نقاش مستجد داخل اوساط الحكومة الاسرائيلية
وبين اقطابها (وكانوا مسؤولين عن عرقلة مسيرة التسوية في حكومة الاثتلاف السابقة) حول
19 لشؤول فلسطزية العدد ١٠؟:‏ ايلول ( سيتمس) ‎193٠١‏
تاريخ
سبتمبر ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17767 (3 views)