شؤون فلسطينية : عدد 210 (ص 75)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 210 (ص 75)
المحتوى
د. تيسير الناشيف سب
متوازن. لهذه الاعتبارات كلها لا نكون مجافين للحقيقة ان نستعمل كلمة «تهجير» بدلا من «هجرة»
في وصف عملية انتقال اليهود الى اسرائيل والضفة والقطاع.
ضرر الهجرة اليهودية بالامن القومي الفلسطينيء والعربي
ان هجرة اليهود المكثقة من الاتحاد السوفياتي الى اسرائيل والضفة الفلسطينية وقطاع غزة تضيٌ
بالامن القومي الفلسطيني, والعربي. فلها آشار سلبية على الحقوق الوطنية وحقوق الانسان
للفلسطينيين في هذه الاراضي. فهذه الهجرة تؤدي الى زيادة الانشطة الاستيطانية اليهودية في الضفة
والقطاع؛ مما تزيد في مصادرة الاراضي العربية» وتؤدي الى تشريد ابناء الشعب الفلسطيني؛ وتجعلى
من غير الممكن لهذا الشعب ان يمارس حقوقه غير القابلة للتصرّق في تقرير المصير على ترابه الوطني»
وهذه الهجرة ستفضيء في النهاية, الى ضمٌ المزيد من الاراضي العربية.
وثمّة متال على ذلك؛ هوما حدث للشعب العربي في فلسطين, جرّاء الموجات اليهودية المتعاقبة من
الهجرة التي حدثت في عهد الانتداب البريطاني على فلسطينء وقبله, والتي آدّت الى طرد الفلسطينيين
من ديارهم؛ والى تشريدهم من على أراضيهم, وإلى الحلول محلهم. ان ذلك ما يحدث الآن أيضاً.
ومبعث تهديد الهجرة اليهودية الى اسرائيل للامن القومي الفلسطيني خاصة, والعربي عامة, هى
أن اكتظاظ اسرائيل بالسكان, جرّاء هذه الهجرة المتدفقة والمتنامية, سيعرّز لديها التوسع الديمغرافي؛
والاقليمي» طبعاً على حساب الاراضي المجاورة؛ اراضي الضفة الفلسطينية وقطاع غزة ومرتفعات
الجولان وجنوب لبثان.
لقد شهد التاريخ البشريء ولا يزال يشهد؛ دولا غنية وقوية وكبيرة تحدّد الهجرة اليها من اجل
المحافظة على أمنها القومي؛ اذ ان اعتبارات طاقة الاستيعاب لدى الدول والخوف من الاهتزان
الاتتصادي» والاجتماعي» ومن تغيّر البنية السكانية جراء الهجرة, عوامل جوهرية في تحديد عدد
المهاجرين الى دول أخرى. وبالتالي» فسيشكل خطراً جسيماً على الأمن القومي للمنطقة حشر مليون
مهاجر يهودي في اسرائيل والضفة والقطاع» وهي كلها نشكل رقعة أرض صغيرة نسبياً؛ لآن هذه
الهجرة ستعني, بالضرورة, تجنيد مئات الآلاف من الجنود في دولة هيء اساساًء دولة عسكرية,
وتحقيق النزعة التوسّعية عندما تضيق الاراضي التي يقيمون عليها بهم.
حقوق الأخرين يتبخغي ألاتنتيك
في عملية الهجرة اليهودية تستعمل حجة حرية الانسان في الهجرة. ان أيجاد حلول انسانية
لقضايا حقوق الانسان ينبغي ألا يكون على حساب الشعوب الاخرى وحقها الاصيل غير القابل
للتصرّف في تقرير المصير والعودة وممارسة سيادتها على ترابها الوطني. ان حرية الهجرة لا تعني حرية
احتلال ارض الآخرين واخراجهم من ديارهم. وان امن دولة لا يجوز أن يقوم على أساس حرمان شعب
من أمنه ودياره ووطنه. وان حق الانسان في حرية التنقل والهجرة لا يعني» ويجب الا يعني ان يكون
على حساب شعب هو صاحب الارض. وممًا يتعارض مع القانون الدولي والمواثيق الدولية والعدل ان
يكون حل مشكلة شعبء أو اناس, على حساب حقوق شعب آخر. فالمهاجرون اليهود الجدد لا بد ان
يحلوا محل السكان الفلسطينيين الاصليين الذين سيُحملون على التهجير الى أماكن أخرى كما حدث
لأبناء الشعب الفلسطيني الذين أجبروا على مغادرة ديارهم في الأعوام /154 و1944 و/1551/
فأصبحوا لاجثين مشردين مشتتين,
272 نثؤون فلسطيزية العدد ‎56١‏ أيلول ( سبتمين) 1515
تاريخ
سبتمبر ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17767 (3 views)