شؤون فلسطينية : عدد 210 (ص 85)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 210 (ص 85)
- المحتوى
-
نجدة الشوّاف سل
الحملة الدبلوماسية الصهيونية: الهادفة الى حشد القوى البريطائية الفاعلة وراء الصهيونية
وأهدافها.
ان اهتداء سكوت؛ ومن قبله بلفور, وغيرهماء الى الصهيونية مثّْلتَ ظاهرة اطلق عليها اسم
«الصهيونيية الأممية» (أي غير اليهودية)؛ وهي ظاهرة أثارت الكثير من الاسئلة وتعدّدت بشأنها
التفسيرات. فالمؤرخ البريطاني آرنولد توينبي قدّم تفسيريّن, احدهما مفاده ان انحياز المسيحيين الى
الصهيونية قد يكون نتيجة عقدة الذنب التي يشعرون بهاء والناجمة عن مشاعرهم العدائية نحى
اليهود؛ الكامنة بدون وعي في قرارة نفوسهم. وقال عن الانحياز البريطاني الى الصهيونية انه يعود الى
صفة تتميّيز بها الشعوب الانكلى سكسونية عن غيرهم, ان يجمعون بين الميكيافيلليه ومشاعر
الفروسية الخيالية. اما المؤرخ كريستوفر سايكس, فانه فسّر ظاهرة الصهيونية المسيحية في بريطانيا
بارجاعها الى اسطورة شائعة في الاوساط الشعبية؛ في بريطانياء منذ استلام كرومويل للسلطة؛ والتي
زعمت ان ظهور المسيح وحكمه السعيد لألف سنة سترافقهما عودة اليهوب الى فلسطين! تري من نشر
. تلك الاسطورة بين الناس؟
أساس الدبلوماسية الصهيونية في بريطانيا
في أواخر تشرين الثاني ( نوفمبر) 1114؛ أي بعد نحو ثلاثة شهور من قيام الحرب العالمية
الاولى؛ وبعد نحو اسبوع من اعلان بريطانيا الحرب على الدولة العثمانية؛ بعث وايزمان برسالة الى
صديقه رئيس تحرير الغارديان؛ سكوت؛ لخُص فيها موقف الصهيونية من الحرب كما يلي: «استطيع,
الآن» ان أقول انه اذا وضعت فلسطين بعد الحرب تحت النفوذ البريطاني» واذا دعمت بريطائياء
وساعدت فيء استيطان اليهود في فلسطين؛ الخاضعة للنفوذ البريطاني» فانه يصبح باستطاعتناء خلال
مدة تتراوح بين عشرين وثلاثين عاماأًء ادخال مليون يهودي؛ ولربما اكثر. سيعملون على تطوير فلسطين
والنهوض بها في مختلف مجالات الحياة: بالاضافة الى جعلها حامية حصينة وقوية لقناة السويس».
في هذه الرسالة؛ أيضاًء أوجز وايزمان السياسة الصهيونية في الحرب؛ وفي مرحلة ما بعد الحرب؛ التي
اراد ايصالها الى المسؤولين البريطانيين من طريق مخاطبة صاحبه؛ سكوتء, ذى العلاقات الواسعة
برجالات الحكومة. والنقاط التي أراد وايزمان توضيحها هي: اولا. انتصار الحلفاء في الحرب؛ ثانياًء
وضع فلسطين تحت النفوذ البريطاني ؛ ثالثاً؛ افهام بريطانيا بأن انتدابها على فلسطين يجب ان يسهّل
ادخال مليون يهودي» أى أكثر, خلال عشرين؛ أو ثلاثين» سنة؛ بعد انتدابها بصورة رسمية؛ رابعاً,
افهام بريسطائيا بأن انتدابها على فلسطين, الواقعة تحت سيطرة الصصهيونية, سوف ينتهي» ولكن
المحافظة على المصالح البريطائية سوف تستمر بعد ان تحوّل فلسطين الى قلعة يهودية محصّنة . الامر
الجدير بالملاحظة؛ هناء ان النقاط الاربعة قد تحقّقت كاملة بالصورة التي قدّمها وايزمان في رسالته.
بعد فترة من استلام سكوت لرسالة وايزمان؛ عقد اجتماع حضره لويد جورج وهربرت صموئيل»
عن الجانب البريطاني؛ ووايزمان ومعه رفيقاه سكولوف وتشلينوف, عن الجانب الصهيوني» وكان هذا
اللقاء الأول بين وايزمان ولويد جورج؛ الذي سرعان ما أعرب عن تعاطفه مع أهداف الصهيوئية
والتحق بمعسكر الموالين للصهيونية الذين كانوا يبذلون جهودهم في سبيل تحقيق رغبة وايزمان
لاصدار تصريح بريطاني رسمي مؤيد للصهيونية.
وقد اصطدمت المحاولة الاولى لاصدقاء الصهيونية في مجلس الوزراء, بهذا الشأن, بمعارضة
رئيس مجلس الوزراء» هربرت اسكويث» الذي لم يكن من المعجبين بالصهيونية» من ناحية» ويعتقد
بأن من حق الشعوب الواقعة تحث الهيمنة العثمانيية طيلة قرون عديدة ان تنال حريتها بعد
4 شين فلسطزية العدد 25٠١ أيلول ( سبتمير) 195٠١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 210
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22386 (3 views)