شؤون فلسطينية : عدد 210 (ص 89)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 210 (ص 89)
- المحتوى
-
نجدة الشوّاف لح
' والوطن, وكأنه غير موجود؛ بل أكثر من ذلك؛ فالصهيونيون؛ في جميع مؤتمراتهم؛ لم يتطرقؤاء في
مناقشاتهم؛ ولى مرة واحدة؛ الى الوجود الفلسطيني. ففي المفاوضات البريطائية - الصهيونية التي
انتهت باصدار «وعد بلفور»؛ في | لعام /14117. تجاهل وايزمان وزملاؤه الشعب الفلسطيني كلياً؛ بيئما
انصبٌّ اهتمامهم على موقف فرنساء وكيفيّة تأمين تأييدهاء ونسمان موافقتها.
ومن أجل التوصّل الى تفاهم مع فرنساء لجأ الصهيونيون الى الاستعانة بسايكس, الذي رتّب
لاجتماع بين جورج بيكو وسوكولوف؛ عقد في السفارة الفرنسية في لندن؛ بتاريخ الثامن من شباط
( فبراير) 15177. وتمكن سوكولوف, في ذلك الاجتماع الأول من نوعه, من اقناع بيكو بوجهة النظر
الصهيونية التي تحبّذ وضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني؛ الا ان موافقة بيكي لم تكن تعني
موافقة الحكومة الفرنسية التي كانت تتعرّض لضغط شديد من تيار وطني يطالب بوضع سوريا
الكبرى تحت السيطرة الفرنسية.
الا ان تصلّب الموقف الفرنسي الرسمي لم يدخل اليأس في قلوب وايزمان ورفاقه, واعتبروا نجاح
سوكولوف في كسب موافقة» وتأييدء بيكى بمثابة الخطوة الاولى على طريق تطويع الحكومة الفرنسية,
فأوعزوا الى سوكولوف بالانتقال الى باريس, لمتابعة العمل الذي بدآه في لندن.
في آذان (مارس) 1517, سافر سوكولوف الى باريس برفقة سايكس و«مالكولم. كانت مهمة
سايكس الرئيسة ايصال سوكولوف الى صانعي القرار في الحكومة الفرنسية, وتقديمه الى رؤساء
الاحزاب وكبار رجال السياسة؛ والمهمة الثانية الاتصال؛ شخصياً بمن كان يطلق عليهم مجازاً دحزب
سوريا الكبرى» لاستطلاع آرائهم وأفكارهم ونقلها الى سوكولوف. وبعد ان انجز سايكس المهمتين
على أحسن وجه؛ ترك سوكولوف يتابع مهمته في باريس ووسافر الى روما لتهيئة الاجواء لزيارة سوكواوف
لهاء بعد باريس .
غادر سوكولوف باريس الى روما قبل ان يتبلور موقف الحكومة الفرنسية بصورة نهائية. وقوبل
من قبل الحكومة الايطالية بترحيب كبير, قلم يجد عناء في محادثاته مع أعضاء الحكومة حول موضوع
انتداب بريطانيا على فلسطين, على الرغم من تحفّظات بعض المسؤولين من وجود قاعدة بحرية بريطانية
في شرق المتوسط. اما في الفاتيكان» فقد أعرب البابا عن مخاوفه على مصير سكان فلسطين من غير
اليهود» بعد ان تصبح فلسطين «وطنا قوميأ» لليهود.
من روما رجع سوكولوف الى باريس ليجد رسالة بانتظاره بتوقيع الامين العام لوزارة الخارجية
الفرنسية. جولييه كامبون؛ يعرب فيها عن «عطف الحكومة الفرنسية على القضية الصهيونية». هذا
التحوّل في الموقف الفرنسي, من الاصرار السابق على بقاء فلسطين ضمن سوريا الكبري تحت
الانتداب الفرنسي الى دعم القضية الصهيونية والتساهل في مسالة وضع فلسطين تحت الانتداب _
البريطاني» يعوب الفضل فيه الى مكانة ونفوذ البارون ادموند دي روتشيلد في الاوساط الحكومية.
في اللحظة الحاسمة؛ وقبل ان تتخذ الدكومة قراراً بشأن انتداب بريطانيا على فلسطين: اوغن
روتشيلد الى الاتحاد الاسرائيلي العام (المناهض للصهيونية) لاصدار بيان مؤيد للصهيونية؛ وبذلك
وضع كل الثقل اليهودي الفرنسي لصالع المهمة التي جاء سركولوف من أجلها.
وفي الوقت الذي كان سوكولوف يقوم بمهمته الدبلوماسية في اوروباء كان قادة الصهيونية في لندن
يعدُون مسودّة التصريح الذي تزع الحكومة البريطانية اصداره حول موقفها من القضية
م تثؤون فلسدزية العدد ١٠"؛ يلول ( سبتمين) 194١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 210
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22361 (3 views)