شؤون فلسطينية : عدد 210 (ص 101)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 210 (ص 101)
- المحتوى
-
نجدة الشوّاف بيس
الدولة اليهودية» على الاقل في جزء من فلسطين. ويعتقد بعض المؤرخين بأن حكومة المحافظين؛ لى
استمرثت في الحكم بعد انتخابات العام ١194٠ لكانث وافقت على انشاء دولة يهودية في جزه من
فلسطين. لكن الذي حصل هو ان المنظمة الصهيونية نقلت المعركة الى الولايات المتحدة الاميركية بعد
الحرب. ومهما كان الامر فان الشيء الأكيد هى ان ما حققته الصهيونية من انجازات سياسية متعاقبة
في بريطانيا قد مهّد الطريق لمعركتها الاخيرة في الولايات المتحدة الاميركية قبل قيام اسرائيل.
ترسيح النفوذ الصهيوني في اميركا
تبلور الاهتمام الصهيوني بالولايات المتحدة الاميركية بشكل جدّي, والتوجّه نحوهاء في العام
5, لسببين رئيسين: الاول, اصدار «الكتاب الابيض» الذي وضع قيوداً على الهجرة اليهودية الى
فلسطين. قبعد أن فشلت جميع الجهود التي بذلها الصهيونيون لالغاء ذلك الكتاب» أتجه تفكيرهم الى
تكوين معارضة امبركية تستطيع الضغط على بريطانيا؛ التي باتث؛ بسبب الحرب القائمة, بحاجة الى
الاحتفاظ بعلاقات طيبة مع الحكومة الاميركية. ثانياً, قناعة تكوّنت لدى معظم زعماء الصهيونية بان
بريطانيا قد استنفدت اغراضها بالنسبة الى الصهيونية؛ وان اميركا سوف تحتل مركز الزعامة في
الغرب بعد الحرب؛.ولذلك من المصلحة ان تحلٌ الولايات المتحدة الاميركية محل بريطانيا كصديق
وحليف للصهيونية. بالاضافة الى هذه الحسابات الصهيونية: كان لدى الصهيونيين سبب آخر
ليديروا لبريطانيا ظهر المجن. فلقد اتخذوا قرارهم باعلان قيام الدولة اليهودية؛ ولو على جزء صغير من
فلسطين, بعد انتهاء الحرب العالمية؛ ولذلك اقتضت مصلحتهم انهاء الانتداب البريطاني واخراجه
من فلسطين» قبل قيام دولتهم.
كان المخطط الذي وضعته الصهيونية لتحقيق اهدافها في الولايات المتحدة الاميركية ذا اتجاهات
ثلاثة: اولاء كسب تأييد اليهود الاميركيين والرأي العام الاميركي؛ ثانياً. التسلل الى الكونغرس
الاميركي» بمجلسيه؛ الشيوخ والتواب؛ ثالث تسريب النفوذ الصهيوني الى داخل السلطة التنفيذية,
أي البيت الابيض والجهاز الحكومي.
وقد أخذ المجلس الصهيوني الاميركي على عاتقه تنفيذ الفقرة الاولى؛ من خلال فروعه المنتشرة
في كل بقاع الولايات المتحدة الاميركية؛ وعددها 76 فرعاً. يضاف الى ذلك ١ لجنة مدلية في المدن
والمناطق الريفية.
. في العام 154١ انشئت لجنة باسم «الجمعية الاميركية الفلسطينية» لتثقيف الشعب الاميركي
غير اليهودي بتاريخ فلسطين القديم والمملكة العبرية والتشرّد اليهودي والاضطهاد الذي تعرّض له
اليهود. ثُمْ قامت جمعية أخرىء بالتعاون مع عدد من رجال الكنيسة البروتستانتية, تحث اسم
«المجلس المسيحي لفلسطين», من أجل كسب عطف رجال الدين والمتديّنين المسيحيين على اليهود
والصهيونية. وممًا ساعد في انجاح هذا الاسلوب الدعائي الصهيوني هو اعتبار البروتستانتية للتوراة
(العهد القديم) بنفس القدسية التي يحظى بها الانجيل (العهد الجديد). ولم تنس الصهيونية؛ في
حملتهاء أهمية وسائل الاعلام؛ من صحافة واذاعة وأفلام سينمائية: فتغلغلت في اوساطهاء بالمال
والرجال؛ للسيطرة عليهاء وتوجيهها بما يتّقق مع مصالحها وأهدافها. ولم تهمل الصهيونية اليهود
الاميركيين الذين كانت غالبيتهم من دعاة الاندماج الكامل في المجتمع الاميركي الجديد. ففي العام
154٠ كانت نسبة اليهود الاميركيين الذين انضمّوا الى الحركة الصهيونية لا تزيد على خمسة بالمثة
من عدد اليهسود؛ لكن الجهود الضخمة التي بذلت من اجمل كسب ولائهم» وخضاصة بعد ان
111١ أيلول ( سبتمين) :5٠١ اشيُوم فلسطزية العدد 1٠٠٠١ - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 210
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 2885 (6 views)