شؤون فلسطينية : عدد 211 (ص 5)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 211 (ص 5)
المحتوى
د. نبيل حيدري
العقوب السابقة من هذا القرن بطروحاته المبسّطة, ما زالت حيّة, اشكالية, تثير العواطف والاهواء
الجامحة؛ بل والحروب؛ وتبدو المواجهة الجارية في الخليجء إن لم تبدّل ما على الارض» فهي تبدّل ما
في النفوسء بحيث يغدو مستخيلاً: بعدهاء ابقاء ما على الارض في الحال الذي كان عليهء او العوبة
الى الحال السابقء كائنة ما كانت التسويات. *
© ان هذا التحوّل الذي نراهء الآن» هو صورة غير كاملة, طبعاً؛ وهو صورة تنبؤية, بمعنى انها
قابلة, في أي لحظة, » لتبدّل عنصر من عناصرهاء بسبب تراجع في قرار هناء او نكسة غير متوقعة هناك؛
لكن الغالب فيها أصبح واضحاًء وهى اعتراف واقعي بأهمية العنصر الاقتصادي كمكوّن للسياسة
الاقليمية» والدولية بالمقارنة مع أي عنصر آخر. وبما ان النفط والمال النقطي متغيّران سياسيان: على
الرغم من كل الادعاءات بأنهما متغيّران اقتصاديان فحسب.ء وان من الواجب فصلهما عن السياسة,
فانهما لا بد ان يتأقلماء بالدرجة الكافية والمطلوية» مع المتغيّرات الاقليمية؛ والدولية, واعادة
توجيههماء مجدداًء نحو أهداف ذات جدوى مختلفة.
© في صيغة النظام نفسه. نشهد, على الارجع, تبدّلاً في معطيات «المركن» و«الاطراق». فلقد أدّى
التمدّد العراقي داخل النظام الفرعي الخليجي الى مزيد من الاندماج في النظام الاقليمي الشرق
أوسطيء وتقلّصت ثنائية ئية النزاع الرئيس» الذي اعتبرناهء ردحاً من الزمن, مركز النظام؛ وهو النزاع
العربي - الاسرائيلي» طبعاً. وليس ثمّة ما ينقض هذه الحقيقة البديهية» التي يبدولنا انه من الأهمية
بمكان ان نضيف بعض الايضاحات حولها: «المركز» ليس «المطلق»؛ وما هو اليوم «مركن قد لا يكون
غداً في الموقع ذاته. ويمكنناء من دون مبالغة, الوصول الى خلاصة. مقادها ان الغلاقة بين «مركن»
النظام و«أطرافه» ليست علاقة مبسّطة للجزء بالكل؛ بل هيء أيضاًء علاقة تآثير متبادلة ومتد اخلة:
والارض تحت اساساتها في تبدّل دائم. وليست فرضية هشّة ان يقال ان التبدّلات الهامّة التي
يشهدها النظام العربي؛ في ضوء أزمة الخليج؛ تجعل ميزان القوى؛ في «المركن وفي «الاطزاف»؛ عل
حدّ سواءء قابلاً للتعديل وإِنّ على نحى غير مباشر. : /
© اخيراً. يمكن القول بدون خطر من الوقوع في الخطاء ان التحوّل الحاصل حالياً, في النظام
الدولي, » عميق» وخطرء ومتسارع؛ وأثره في المنطقة» في الاجمال» واسع ومتشعّب: وبالطبع: ليس هذا
التحوّل بالعنصر الطازىء: أو الحاصل بالصدفة, ولا هو من توع التحوّلات الظرفية الحاضلة إليوم
لتغيب في الغد القريت» ولا هو من نوغ التحوّلات التي تحصل من دون ان يكون لها الأثر البالغ في
أوضاع المنطقة, ‎٠‏ الأمنية والسياسية والاجتماعية؛ لكنه لم يستقر: ؛ بعذ» على نظام جديد: اق على توازن
جديد للقوة. ويما ان الامر كذلك, فان من أهمٌ العناصر السياسية لهذه الصورة هو الانخفاض
المستمر في مستوى تأثير القوتين العظميين على اعادة ريسم خارطة التوازنات الاقليمية, وعلى فرض
واقع جديد يضع القواعد الغامة:؛ في هذه العملية. ويعين حدود المسموح يه؛ وحدوب المحظور.
بداية تحولة ,
المثاليء أساسية: ان المطلوب: هنا ؛ كما في أي مجال مجال آخرء هو المقاربة التاريخية التي تسيل الوظيفة
الفعلية لهذا التحوّلء وميزان القوى الفعلي الذي أدَى الى نشاته؛ ثم حكم مساره. '
ويالطيبع, لا يمكن فهم سيرورة هذا التحول خارج سبياق السياسات العريية المتيادلة
3 شْيُون فلسطيزية العدد ١١؟:‏ تشرين الأول ( اكتوير) ‎1945١‏
تاريخ
أكتوبر ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7247 (4 views)