شؤون فلسطينية : عدد 211 (ص 6)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 211 (ص 6)
- المحتوى
-
معت اف وتحدّيات أزمة الخليج
خلال العقدين الماضيين. ومجرّد استرجاع هذه الحقبة: في الذاكرة» يشير الى حدّة الاستقطاب الذي
طبع تلك السياسات بميسمه؛ والتاريخ القريب حافلء لن نستعيدء في هذا الخصوص, الا بعضاً منها.
يبدو ان «التضامن العربي» كان ملازماًء على الصعيد الداخلي للنظام العربي» لاستقرار نسبي
في أوضاع أنظمة الحكم فيه؛ وكأنه كان يعبّر عن انحدار في مستوى رغبة» وقدرة» كل دولة عربية في
التدّل في الشؤون الداخلية للدولة المجاورة» وكأن استقرار كل نظام كان؛ أيضاًء مبنيا على استقرار
النظام الذي يستمر الى جانبه. وفي هذا الجومن الاستقرار الظاهري, لم يسجّلء فيما عدا الاستثناء
الراهن والمحتمل في السودان» أي انقطاع حادّء أو تغيّر جذريء في أنظمة الحكم العربية. وبالمثل» بقي
الكثير من أنماط السياسات العربية المتبادلة ثابتاًء على مدى العقدين الماضيينء على الرغم من
الاحجداث العاصفة:؛ وكأن ثمّة نوعاً من توزيع في توازن القوى في مفاصل النظام العربي ظلء في عمومه,
راسخاً. بغض النظر عن التحوّلات الدورية من الاهمية النسبية لهذا البلدء أو ذاك.
ونا كان هذا الامرمن الصعب التعامل معه الى درجة ان المراوغة قد تكون أكثر المسارات حكمة,
فانه يمكن الزعمء من غير لبسء ان هذا النمط من السياسات العربية المتبادلة, هى. اليوم» في أوج
انحداره؛ ذلك ان هذا النمط قد اعتمدء الى حدّ بعيد» على الاستقرار الداخلي الرجراج؛ من جهة؛ وعلى
قدر من الرخاء النسبي الذي حققه المال النفطي» من جهة أخرى.
مؤشرات هذا الانحدار أكثر من ان تحصى؛ لعلّ أهمها ان ثمّة اتجاهاً واضحاً نحو اتساع عمق
الهرّة بين «العروية» كمشروح ايديولوجي سياسي» وبين حدود الاقطاب المنافسة كأنظمة اقليمية. هذه
الهرّة يمكن تلمّسها عبر علاقات «المركرّة» التى حلّت مكان علاقات التضامن؛ فأذابت جزءاً هاما من
التماسك الداخلي للنظام العربي. وقد لعبت الازمة الراهنة في الخليج دور «الكاشف الكيميائي» في
هذا الاتجاه. ثم ان النظام العربي» الذي زاغت حدوده الخارجية» فقدء في الآن عينه, قدرأ كبيراً من
تماسكه الداخليء وأعاد تقسيم نفسه على أساس تجمّعات اقليمية مرتبطة؛ بلا شك. بالمناخ الاقليمي
العامء ولكنها متشدّدة في المسائل الاقرب» جغرافياً اليها. والواقع ان هذا الاهتمام لم يكن معدوماً في
المرحلة السابقة: الا انه, اليوم يغلب» بشكل واضح. على التطلّعات العروبية الشاملة» مترافقاًء هذه
المرة مع محاولات لانشاء زعامة اقليمية. ومن الدول الأقرب الى هذا المثال» في ضوء أزمة الخليج» كل
في جوارها المباشر, المملكة العربية السعودية والعراق» الذاهبان» حتى الآن, على ما يبدىء باتجاه
التصادم. أضف الى ذلكء ان «منطق الدولة» الذي ظلّ يوجّه السياسة العربية» ردحاً من الزمن» بات
أقوى كذيراً من النزعة العروبية الجامعة. كما ان التفكّك بات بارزاً بمقدار ما كانت الرغبة في المركرّة
عميقة ومشتركة.
قد يبدو الطرح السابق لهذه القضية؛ بشيء من التريّث» وكأنه من باب التوصيف. غير ان هذه
المؤشرات تحملنا الى التأكيدء مرة أخرىء انه في الوقت الذي تعيش الايديولوجية العروبية مرحلة
انتكاسهاء يمرّ النظام العربي بأحد أبرز مراحله غير القائمة على ترابط واضح بين الاقطاب الاقليمية
المكّنة له, أولاء والشديدة التأثر بجوارها الاقليمي المباشر, ثانياً. هاتان الخاصّيتان تبعدان عن الافق
القريب امكانية احياء شيء مشابه للتيار القومي في الخمسينات. واذا كان من الممكن التنبؤ بشيء في
هذا المضمارء فيمكن القول ان تجرية الخمسينات قد ولّتء وان حقبة «التضامن» طويت صفحتها الى
أمد غير قريب مداهء وان ال مرحلة المقبلة هي تلك المتميّزة بتقارب عربي من نوع جديد» يسبقه,
بالضرورة. حسم لعدد محدود من موازين القوى السياسية العربية» من بينها تلك الساعية الى
العدد :5١١ تشرين الأول ( اكتوير ) 111١ لَتُوُون فللزية 6 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 211
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10633 (4 views)