شؤون فلسطينية : عدد 211 (ص 8)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 211 (ص 8)
- المحتوى
-
مات .ف وتحذيات أزمة الخليج
ان نفي الجواب عن هذا السؤال حقه, وليس من أهدافناء هنا على الاقل» ان نتلمّس اجابة شافية
عنه. لكتنا نهرع الى تأكيد حقيقة ان المرحلة الحالية تشهد تداخلاً فعلياً. بين الانكفاء الخليجي
ويروز القطب العراقي في السياق الاقليمي» بصورة يغلب فيها التنافر على التعاضد, ممًا يشير
اجمالاًء الى ان مسألة الهوية الاقليمية» على الرقم مما يقال يومياًء ما زالت حيّة. اشكالية» وأن
المحاولات الراهنة لحلها بشكل أم بآخر. تؤديء عملياًء الى تعقيدهاء وتزايد حدّة الخلاف بشأنها.
دور الثنقط
من هنا طعم المرارة الذي ظل ملازماً يعض العرب في النظر الى «سور النار» الذي قال وزير نفط
دولة الامارات: مرةء ان دول مجلس التعاون الخليجي سوف تبنيه حول آبارها. وقد ذهب هذا
البعض, في حينه, الى ان هذا السور (الوهمي) بنيء أساساًء بوجه العرب الآخرين» قبل غيرهم.
يعوب تقديرنا هذا لأسباب واضحة يعرفها كل من ألف «لذّة» التعامل مع المال النفطي. . فمع تدقّق
النفط في المنطقة. أصبح الامر السائد هو انشاء كيانات سياسية اقتصادية اقليمية؛ بل كان هذا
هو العامل الرئيس وراء نشوء ترسيخ «الدولة الحديثة» في الخليج» ومبرّر وجودها الحقيقي . وقد أدذى
ذلك؛ فيما بعدء الى خلق ظاهرة «الاقليمية النفطية», التي بالغت في التركيز على مبادىء السيادة
والمساهمات المالية والانجازات ت الاقتصادية. ضمن خطة هدفت الى ابراز هذه الكيانات الصغيرة
كحقيقة قائمة للايمكن تغييرها. بل أكثر من ذلك؛ فقد وجد النظام الخليجي في التوترات والاستقطابات
داخل النظام العربي» ملاذاً يحتمي بهء وينفرد» من خلاله: بالتنكم بايراداته التفطية,. معتبرا أي
محاولة لتسييسها بمثابة خطر يهدّد ثروته المستجدة.
وفيما كانت الانظار شاخصة نحو دور النفط: كأداة للضغط والمساومة السياسية في مجال
العلاقات الدولية, انطلاقاً من كونه مادة سياسنية واستراتيجية بقدر ما هي مادة اقتصادية وتجارية,
قد لا تنافسها سلعة أخرى في الاقتصاد العالمي» ظلٌ الملك السعودي» فيصل بن عبد العزين يردّد
دائماً: «ان النفط والسياسة مادتان لا يجوز مزجهما». بل قيل» مراراً: بعد حرب تشرين الاول
( اكتوير) ,.1977٠“ ان النقط يستعمل للمرة الاخيرة في مجال السياسة. ويجب القول ان الامر كان؛
الى حدّ بعيدء صحيحاً؛ ان لم يستعمل العرب نفطهم منذ ذلك الحين,. بهدف تحقيق اهدافهم
السياسية.
| بيد ان الأزمة الراهنة في الخليج أظهرت كم ان هذا الحكم بعيد من الواقع» الذي عبّر عنه احد
المتابعين بقوله: «تبلغ علاقة النفط بالسياسة الدولية» في منطقة الخليج» أعلى مستوياتها كثافة
وتعقيد أ» . ان هذا الحكم يبدولنا صحيحاً: . على الاقل في ما يخص الحالة السعودية. فإِنْ نحن توقفناء
ملياً. عند هذه الحالة؛ وجدنا ان المملكة باتت مستعدة للتضحية بمصالحها النفطية لقاء استمرار
أمنها واستقرارهاء كما تراهما. بل يبدو في معظم الوقتء ان الرياض كانت تسدّدء من خلال النفطء
ما يتوجب عليها ازاء الولايات المتحدة الاميركية لقاء قيام هذه الأخيرة بحمايتهاء أي بضمان استمرار
السلطة القائمة فيهاء ضد أي طموحات «توسّعية» من أطراف دولية؛ أم اقليمية في المذطقة. ولا يتوضح
هذا الانحيان اجمالاء الامن خلال السياسة المتحفّظة: والمناهضة احياناً. التي انتهجتها المملكة ازاء
شركائها في منظمة (اوييك): أى اشقائها في المجموعة العربية.
واذا كان الامر كذلك؛ فان القدرة ليست في استخراج الملايين من براميل النفط يومياًء وليست
العدد ١١؟: تشرين الأول ( اكتوير ) 1140 لتُوُون فلسطيزية 7 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 211
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10635 (4 views)