شؤون فلسطينية : عدد 211 (ص 11)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 211 (ص 11)
- المحتوى
-
د. نيبيل حيدري سس
اقامة نظام فرعيء من ناحية» ولكنء من ناحية أخرىء عدم اكسابه بنية بالغة التنظيم. ويجيب هذا
الموقف عن ضرورتين: ضرورة التقارب وممارسة نفوذ عراقي خاص على جواره الاقليمي» وحرمان هذا
الجوار من الادوات المؤسسية التي تتيح له تطويق هذا النفوذ. وهذا ما فسّره طابع الغموض الذي
يكتنف مقاومة بغداد وضع العلاقة مع الكويت في اطار العلاقات الدولية الكلاسيكية؛ وهي علاقات
تتلاءم: بشكل واضح. مع نزعة دول الجوار الى الاستقلال: ما أمكنء عن القطب العراقي.
لكن المسألة, مع ذلك؛ ليست بهذا الوضوح. فثمّة من يقول ان هدف سياسة الحركة العراقية
الاخير هى العمل بحيث تنتهج جارات بغداد خيارات هذه الاخيرة في كل الميادين الممكنة؛ والى أبعد
حدّ ممكن» بحيث يضمن مثل هذا الوضع لبغدادء في الاطار الاقليمي بالذات؛ موقعاً يتيح؛ بدوره,
فرض تسويات اقليمية» ويتيح, أيضاً » محارية أي نفوذ اجنبي.
حدود النقؤون الاميركى
وإِنّ نحن وسّعنا دائرة النظر الى النظام الدولي الشامل» يمكن القولء في الحسابات المبسّطة, ان
الحقبة الحالية تشهد بعض أهمّ التغيّرات في النظام القائم؛ منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. فمع
تغيير الأنظمة في اوروبا الشرقية انهارت عملياًء البنية الجيى استراتيجية التي قام عليها ميزان
القوى التقليدي على ساحة الصراع الرئيسة بين الشرق والغرب» واستمرت, في الوقت عينه؛ عملية
تحسين, وتطوير, العلاقات بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الاميركية؛ الى قدر تجاوز أيَا من
عهوب التفاهم والوفاق الدولي السابقة. كما استمرت عملية بلورة المفاهيم والاطر الوحدوية؛ السياسية
والاقتصادية, داخل المجموعة الاوروبية الغربية؛ من جهة؛ وبين المجموعة الغربية والديمقراطيات
الناشئة في بلدان اورؤبا الشرقية: من جهة أخرى. ورافقت هذه التطوّرات: وتفاعلت معهاء التحوّلات
الهامّة والبعيدة الاثر في الجسم السياسي الدوليء بمجمله.
غير انه من الصعب, بالفعلء الاكتفاء بهذا المستوى من التبسيط؛ ذلك ان النظام الدولي لم
يستقر. بعدء على نظام جديد» أوء بالاصحء على توازن جديد للقوة. فمن ناحيةء. تأكدء منذ مدة ليست
بالقصيرة, ان القوة الاميركية ليست مطلقة, وليست مهيمنة على النظام الدولي. وتأكدء من ناحية
2
آخريء ان الدول الاقليمية» ذات النفوذ تستطيع ان تعيد ترتيب الاوضاع في مجالها الاقليمي؛ ب يعيدا|
من توجهات النظام الدوليء وبمعزل عن تأثيرات القوة الغالبة فيه. ' ٠
هل تنطيق هاتان الخاضيتان على الوضع الحالي في المنطقة؟ ليمنت الاجابة عن هذا السؤّالء على
كل حال: سهلة. : ومع ' ذلك: فيامكاننا ان نلاحظ ان الولايات المتحدة الاميركية هي القوة الوحيدة التي
ماسنت, عملياًء نفوزذاً يكاد يكون مطلقاً على المنطقة, إنْ بوصفها قوة تمتلك القدرة على حصر أي نزاع
في هذا الجزء من العالم» أم بسطه على النظام الاقليمي كله, أى في سماحها لنمو أقطاب اقليمية تعتمد
عليها في الحفاظ على التوازن العام للقوى في المنطقة, مثل أيران الشاه واسرائيل» قد. اكسبت. في الوقت
بعض هذه الاقطاب قدراً آكبر من الاستقلال على حسابها. : ونحن نعتقد بأن العراق هو احد
ادا التي أفادت من هذه السيرورة على أوسع نطاقء وهذا مؤشر يحملنا الى الاعتقاد بأن المنطقة,
التي تكتسب أهمية حيوية بالغة في السياسة الاقتصادية والامنية الغربية, اتاحت لواشنطن ان تقبل
بنمو قوى. اقليمية, خارج سيطرتهاء وتحارب, في آن, أي تسرّب لنفوذ هذه القوى الى الجوار المباشر
هل تجاري الولايات. المتحدة الاميركية هذا المسعى الدؤوب لتثبيت الارادة العراقية في
١45٠ تشرين الأول ( اكتوير) ,5١١ شُوُون فلسطيزية العدد ٠١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 211
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 2469 (10 views)