شؤون فلسطينية : عدد 211 (ص 13)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 211 (ص 13)
- المحتوى
-
د.:تبيل حيدري
ما ينتزع-من أيدي الاحتلال الاسرائيليء وقيّضِ لهذه التجربة ان تعمّر بزخم كثيف نسبياً» حتى
انتهئ الامل في عقد مؤتمر جنيف . بيد أن زيارة الرئيس المصري السابق» انور الساداتء لاسرائيل»
وتوقيعه على اتفاقيتى كامب. ديفيد» كان لهما التأثير المباشر في احباط تلك التجرية. المرة الثانية في
العلاقة الطردية بين النظام العربي وتماسك البرنامج المرحلي الفلسطيني أتت واضحة في مبادرة فاس؛
ولم يكنء في تلك اللحظة» أمام القرار السياسي الفلسطيني سوى محاولة تصليب الموقف العربي» الذي
كان يشهدء بدوره؛ تشثتاً في اتجاهات شثى.
ثمّة كثير من الواقعية؛ أيضاً؛ في القولء ان المرة الثالثة «لم تكن ثابتة» كما درج المثل الشائع
على تأكيدها. ففي تقدير الطرف الفلسطينيء ان العقدة الاساسية التي حكمت مسار التوجّه العربي,
منذ قمة الدار البيضاءء ممثلاً في تبثي المبادرة الفلسطينية؛ هي قدرة الولايات المتحدة الاميركية على
تعطيل آلية التداخل العضوي التي ترتبت» عربياً وفلسطينياً ؛ لحساب خطة رئيس الوزراء الاسرائيلي»
اسحق شامير. وقد وقّر هذا التعطيل لواشنطن كل الشروط المناسبة للقولء انه على العرب ان يكقوا
عن مناوراتهم البلاغية» وان يتفاوضوا مباشرة مع اسرائيل» من دون ان تتبثى هي» بصورة مسبقة,
المعادلة الشائعة؛ أي «مقايضة الارض بالسلام».
غير أن الامر الذي تجدر معاينته, هناء هو تحوّل القضية الفلسطينية» وبحق» من قضية
«تاريخية» بالنسبة الى العربء الى قضية «اجرائية» تدور حول معنى السيادة وترسيم الحدوب وحقوق
المياه وما الى ذلك. ولا يختاج اثبات هذا الامر الى أكثر من مراجعة لما نجح العرب في تنفيذه» من
التزامات سواء في «قمة الجزائر» وما أقرّمن دعم مالي (لم يتحقق سوى النزر اليسير منه)» أو في «قمّة .
الدار البيضاء», وما تفرّع عنها من لجان (مجمدة) .
في هذا المناخ وجدت منظمة التحرير الفلسطينية نفسها مضطرة الى التعامل مع الموقف
الاميركي: وتضييق. التطلّعاتء من مبادرة في: اتجاه. التسؤية الشاملة والدائمة؛ الى حدود ادخال
تعديلات.اجرائية, في معظم الاحيانء على الخطة الاسرائيلية» انطلاقاً من فكرة موّداها: اذالم يكن
بِدّ من «أي حلّه؛ فيجب ان يكون فلسطينياً. بعد ان قبل العربء للمرة الاولىء «ترك الحرية»
للفلسطينيين لانجاد تسوي ية تلبّي بعض طموحاتهم . واذا كان الوقود فلسطينياً فيالضرورة يجب .ان
يكون الحل فلسطينياً محققاً ]3 قصى ما يمكن من ايجابيات» من دون ان يودي ذلك الى جعل الحل
لقد تقدّمت المنظمة كثيراً في تحرّكها السياسىء لأن الازمة الخليجية فرضت عليها رزمة من
التحديات التي. أجريت. الاستفاضة في شرحهاء في غير مكان من هذه المقالة عجّلتء هذه المرة» الى
«حسمٍ موقفها» وخروجها من. المنطقة. الرمادية التي كانت فيها. فلم يعد في استطاعتهاء مثلاًء وكما
دائماًء الوقوف .غلى تقاطع خطوط التماس العربية العربية» تعلو وتهبط. كالحجاب الحاجن وفقاً
لشهيق وزفير النظام العربي؛ كما لم تعد مطالبهاء كما في السابقء محصورة بالدعم ا مالي والحصول
على «ختم» مؤّسسة القمة العربية على الورقة الفلسطينية؛ ثم لم يعد ممكناً التقدّمٍ في صحبة النظام
العربي ككل نحو مكاسب دبلوماسية؛ وربما جغرافية» ما استطاعت الى ذلك سبيلاً.
وعليه. فان أي استقراء سرييع المدارات العمل الفلسطيني» في المستقيل القريب» في ضوء أزمة
الخليج؛ يلحظ ان هناك اتجاهاً عاماً لابقاء أبواب الاحتمالات مشرعة: دبلوماسياً وسياسياً. وبذلك
يكشف بعض الصرخات يشأن «بدء مسنيرة الحل» عن ميالغة في تقدين ممكنات نسوية ة النزاع
؟١ شُوُون فلسطيزية العدد :,١١١ تشرين الأول ( اكتوير) 195٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 211
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22664 (3 views)