شؤون فلسطينية : عدد 211 (ص 26)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 211 (ص 26)
- المحتوى
-
جب مسالة السلام العربي الاسرائيي
سلماً أم حرباً. ان العوامل الأقوى في السلمء وفي الحرب» هي العوامل الموضوعية؛ التي يميز المرء
منها تعبيرين: الجيو بوليتيكي, من جهة: والسوسيو - اقتصاديء من جهة أخرى. والمقصوب, هناء
بالتعبير الأول من العوامل فقط ما يتعلق باعتبار الشرق الأوسط منصطقة نفوذ للدول العالمية الكبرى؛
أما التعبير الثاني» فهو المتعلق بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية الناشئة عن التعبير الأول. 2 .
ان جميع البلدان» تقريباً. ومن الجملة البلدان العربية» تعرضت, في فترات مختلفة من تاريخهاء
لهجرات متدفقة اليها من الخارجء لسبب تاريخي» أو لآخر. لقد تعرضت سورياء مثلاً في تاريخها
الحديث؛ لهجرات أرمنية» وجركسية, وألبانية» الخ. ولم يخلق ذلك أي تناقضات تذكرء وانماء بالعكس»
انسجم الجميع فيما بينهم, وتكامل نشاطهم الاقتصاديء والاجتماعي. بشكل مفيد» على الرغم من
عدم الاندماج آحياناً. '
أمَا الهجرة اليهودية الى فلسطين, فقد خلقت تناقضاً, لأنها كانت مرتبطة بالعوامل الجيى -
بوليتيكية» التي تحدثنا عنها . كانت جزءاً من عملية غزو تدريجي, تبدّتها بريطانيا العظمى في البداية,
ورعتها . ثْمّ نشأت عن ذلك عوامل سوسيى اقتصادية على مستويين رئيسين: : الأول مستوى السادة
الطبيعيين (الزعماء التقليديين الاقطاعيين والدينيين) في المنطقة, إذ وجد منافس لهم لدى السلطة
المنتدبة هى العنصر الصهيوني (أي: العنصر القيادي التنظيمي للمهاجرين الجدد)» والثاني مستوى
الطبقات الأدنى في المدن والأرياف.
الفلاحون الفلسطينيون وقع عليهم الثقل الحقيقي للغزى الصهيوني. لقد تعرّضواء اضافة الى
الاضطهاد الاقطاعيء الذي كانوا يتعرضون له بالأصلء للاضطهاد الصهيونيء الناتج عن أمرين
مترافقين: الأول انتقال ملكية الأرضء التي يعمل فيها الفلاح بشكلء أو بآخرء الى الصهيونيين
«حسب الدكتور رؤوبينء ان تسعين بالمئة من الأراضيء التي حصل عليها الصهيونيون» قد باعتها
اليهم طبقة الأفندي العرب»(')؛ والثاني التخطيط الصهيوني لتهويد العمل في كلا الصناعة والزراعة,
«أما منذ الحرب [العالمية الأولى]: فقد رافق الاستعمار الصهيوني نضال يستهدف ايادة الفلاحين
والعمال العربء وذلك بتطبيق شعار كيبوش عفودا [أي الاستيلاء على العمل]»().
اذن» وجدت نقمة متزايدة على مستوى الفئات الفلسطينية المضطهدة. واستفاد السادة
الطبيعيون من هذه النقمة لتعزيز وجودهم تجاه العنصر المتفوق الجديد الصهيوني . وفي الوقت عينه»
ان تحريك النقمة لا بد من ان ينتج عنه تفاعل تسلسليء» متد اخل مع العامل الجيو - بوليتيكي المتمثل
برغية سلطات الانتداب في الاستفادة من التناقض العربي - اليهؤدي لصالح تدعيم هيمنتها على
الطرفين.
كانت إزالة التناقضء حينذاكء تتطلب ازالة العامل البريطاني - الصهيوني (العامل الجيى -
بوليتيكي)» , والتباين الاجتماعي - الاقتصادي الناجم عن العامل الأول. وقد حاول ذلكء في تلك الفترة,
الحزب الشيوعي الفلسطيني(7): ولكنه كان أضعف بكثير من ان يستطيعه.
في الوقت عينه, لم يكن ممكناً إلا في حدود ضيّقة» تطوير التناقض .كي يأخذء تدريجياً» أبعاداً
تقدمية» اقليمية ودولية. لم يكن ممكناً مثلاًء أن تندفع الدول العربية؛: تحت تأثير المطرقة البريطانية
- الصهيونية؛ الى تطوير بناها الاقتصادية وقواها الذاتية, كما فعلت اليابان؛ من قبل» تحت تأثير
البوارج الحربية الأوروبية. ولم يكن ممكناً. أيضاًء تحقيق نقلة ايديولوجية» والتحول من صراع
عنصري في اطاره العامء الى صراع اجتماعي اقتصادي موصول بالصراعات الاجتماعية -
العدد ١١5؟: تشرين الأول ( اكتوير ) 1510 لَتْوُونُ فلسطيزية 30> - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 211
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22422 (3 views)