شؤون فلسطينية : عدد 211 (ص 27)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 211 (ص 27)
المحتوى
محمد الجندي
الاقتصادية الدولية. لقد كان طرفا تسعير التناقضء العربي ‏ القومي والصهيوني - العنصري,
موصولينء كلاهماء بأكثر من خيط بالطرف البريطاني.
عندما انتهت الحرب العالمية الثانية» كانت الولايات المتحدة الأميركية دخلت على الخط (كان ذلك
في الواقع» منذ مؤتمر بلتمور الصهيوني في العام ‎.)١1547‏ وطلبت من بريطانيا العظمى قبول المهاجرين
اليهود الأوروبيين» حسب قرارات بلتمور. اشتركت بريطانيا في لجنة أميركية ‏ بريطانية ل «تقمّي»
الوضع الفلسطيني. وعندما وجدت أنه مفروض عليها تنفيذ قرارات بلتمور (خصوصاً قبول الهجرة
الفورية لمئة ألف يهوديء والغاء كل العوائق أمام شراء الأراضي)» حولت القضية الى الأمم المتحدة.
كانت نقطة الانعطاف في تاريخ القضية الفلسطينية هي اصدار قرار التقسيم الرقم ‎18١‏ بتاريخ
4 تشرين الثاني ( نوفمبر) 151417؛ عن الأمم المتحدة.
القرار شاذ» ومناقض لكل الأهداف والأسس المنصوص عنها في ميثاق المنظمة الدولية: «الحفاظ
على السلام والأمن الدوليين... تطوير علاقات الصداقة بين الأمم, المبنية على مبد؟ الحقوق المتساوية,
وحق تقرير المصير للشعوب؛ تحقيق التعاون الدولي في حل المشكلات الدولية الاقتصادية؛ أو
الاجتماعية» أو الثقافية؛ أو الانسانية», الخ.
هل في فرض دولة على المنطقة العربية حفاظ على السلام والأمن الدوليينء أو تطوير لعلاقات
الصداقة بين الأمم؟ هل في تغيير البنية البشرية لمنطقة ما تقيّد بحق تقرير المصير للشعوب؟ ماذا لو
فرض على الولايات المتحدة الأميركية, مثلاًء هجرة أميركية لاتينية» وإقامة دولة أميركية لاتينية على
أراضيها؟
القرار فرضته. خلافاً لكل منطقء الادارة الأميركية على الأمم المتحدة, وكانت حينئذ تستطيع ان
تقوم بذلك بحكم تأثيرها المعنوي في المنظمة الدولية, من جهة, وتأثيرهاء كثيراً أو قليلاًء على الدول
الأعضاء. من جهة أخرى.
مع ذلك؛ بصدوره عن الأمم المتخدة, اكتسب القرار وزناً اعتبارياً دولياً. وفي الوقت غينه, كان
من الواضح ان الولايات المتحدة الاميركية عرّاب القرار. سوف تضع ثقلها من أجل تنفيذه. من هنا
كان المفروض بالحكومات العربية التعامل مع القرار بشكل يأخذ فيه المرء وزنه الدولي في الاعتبار.
لكن لأمرماء لم يأخذ الطرف العربي في الحسبان لا وزن القرار الدوليء ولا المصلحة الفلسطينية» بل
ولا المصلحة العربية؛ على المديين, القريب والبعيد.
هل كان أمراً عفوياً تشكيل جيش الانقاذ على يد اللجنة العسكرية المنبثقة من اجتماع. مجلس
الجامعة العربية في عاليه (لبنان)» في تشرين الأول ( اكتوبر) 187١؟‏ ان جيش الانقاذ يتألف من
متطوّعين عربء بينهم العديد من الضباط العاملين والمتقاعدين إذن» هو تشكيلء وان كان صورياً غير
رسميء فانه. واقعياً » مرتبط بالحكومات, التي ينتمي الضباط اليهاء وهو, بالتالي» غير موحّد الولاءات:
ولا الاستراتيجية. اضافة الى ذلك» كان ضعيف التسلّح والتدرّب الى درجة كبيرة. وخصوصاً إذا ما
أخذت في الاعتبار المهمة الموكلة» نظرياً. اليه.
لا ريب في ان أغلب.عناصر جيش الانقاذ كانوا مخلصين؛ ؛ وهناك منه من ضحوًا بأرواحهم » وهذا
مشرق له ولهم ؛ ولكعن ضمن أطار ضعففب الاستراتيجية, وضعف التسلّح, »لم يكن الاخلاص. » وحذ نه
كافياً.
51 شُوُونُ فلسسيزية العدد ١١5؛‏ تشرين الأول ( اكتوير) ‎195١‏
تاريخ
أكتوبر ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22422 (3 views)