شؤون فلسطينية : عدد 211 (ص 31)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 211 (ص 31)
- المحتوى
-
محمد الجندي
على سبيل المثال» الشروط قبل حرب العام ١117377 ليست مثلها بعدئذء وقبل حرب العام 19371 ليست
مثلها بعد ذلك ويعد.غزى لبنان ليست مثلها قبله.
طبعاًء أسقطت التحوّلات الجديدة في بلدان أوروبا الشرقية؛ وفي الاتحاد السوفياتي, الكتلة
الشرقية: الى حد بعيد» من موازين القوى العالمية» واصبح الطرف العربي» من جديد» كما كان في العام
؛: وحيداً تجاه الغزى الصهيوني. وتأتي الهجرة السوفياتية المكثفة الى اسرائيل ضمن هذا
الاطار. ريما الوضع العربي الاقتصاديء والعسكريء أفضل الآنء منه في العام /515١؛ ولكن في
الموازين النسبية لا يمكن الاطمئنان تماماًء الى انه أفضل؛ قد يكون أسوا: تمتلك اسرائيلء اليوم:
اسلحة استراتيجية ذات تقنية عالية. اضافة الى ذلك, التدريب فيها هو ذو مستوى متقدّم. يجب ان
يتذكر المرء أيضاًء وبوضوح. ان المبارزة ليست تماماً بين الطرفين, العربي والاسرائيليء وانما هي؛ في
حقيقتهاء بين المخططات الأميركية - الاسرائيلية للمنطقة العربية, وبعض القوى الوطنية المشتتة في
الجانب العربي
كل الدلائل تشير الى ان الحلف الأميركي الاسرائيلي أصبح يعتبر نفسه مطلق اليد في مناطق .
عديدة من العالم» وبصورة خاصة في المنطقة العربية. لذاء فان السلامء في هذا الجزء من العالم؛ ان
وجدء فسيكون سلاماً حرجاً قابلاً للانهيار في أي لحظة. سيكون أقل من هدنة؛ وربما من نوع الوضع
الواقعي على الحدود اللبنانية الاسرائيلية. ان الوضع الجيو - بوليتيكي الحالي في المنطقة يتمثل في:
اول بالسيطرة الاحتكارية اجمالا على النفط العربي؛ ثانياً بالسيطرة المصرفية العالمية بشكل عام على
الارصدة العربية الفائضة (الشخصية والعامة)؛ ثالثاًء بالسيطرة السياسية المصرفية من جانب
مراكز القوى العالمية» الى حد بعيد»ء على تحريك الأرصدة العريية» غالباً في غير المصلخة العربية,
السياسية والاقتصادية (مثلاء اقراض الأموال للشركات الاحتكارية الكبرى دون الحصولء مقابل
ذلك؛ على حصص ف الادارة؛ وتقديم المساعدات المالية الضخمة الى دول» أى منظماتء ليس من
مصلحة العرب مساعدتهاء مثل الدول الافريقية المعترفة باسرائيل؛ ومثل حركة الأونيتا ضد انغولا
ولصالح جنوب افريقياء الخ)؛ رابعاً. بالسيطرة السياسية من جانب مراكز القوى العالمية الى درجة
كبيرة» وبأموال الدول العربية ذاتهاء على التحركات الاجتماعية, والسياسية: داخل المنطقة العربية.
هذا كله يخلقء في المجتمعات العربية؛ أوضاعاً سوسيى اقتصادية تتمثل بالتالي: ١١ - ضعف
اقتصادي غام("")؛ ؟ مضاعفات اجتماعية: بطالة» وفقر (جوع أحياناً ؛ كما في السودان)» وفقدان
السلع ذات الضرورة الأولية» أو غلاوّها الفاحش, الخ؛ * - خلل في النسيج الاجتماعيء مثلاً تقدر
نسبة من هم دون العشرين من عرب اليوم ب 57 بالمئة» وهذا يعبّر عن أمور كثيرة, مثل ارتفاع معدل
الولادات في المجتمعات العربية» وازدياد حجم الخدمات الأساسية المطلوية مع الزمن (الصحة,
والتعليم, وتأمين العملء الخ) والتناقص المتسارع الواقعي لهذه الخدمات في الوقت عينه, بسبب
أعباء الديون» والتورّم في الاستيراد وفي الانفاق العسكريء الخ؛ غ أمراض اجتماعية متنوّعة معيقة
للتقدّم, مثل النسب العالية من الأمية, والرجعية بالنسبة الى وضع المرأة في المجتمع, والطائفية
والعنصرية, اللتين تتفجران: أحياناً. على شكل مجازر بشعة؛ أو تكمنان: أحياناً أخرى: على شكل
تناقضات خطرة؛ يمكن ان تتفجرء ويمكن ان تستخدم من قوى خارجية ضد هذا البلد العربي؛ أى
ذاك؛ ه د الضعف الشديد في الخدمات الثقافية, والاعلامية الى درجة يقاء المتعلمين العربء أحياتاً:
معزولين تماماً عن التطور الثقافي العالمي» وعن تطوّر الأحداث في العالم, وفي بلدانهم ذاتهاء وفي
البلدان العربية الأخرى. ووسائل الثقافة والاعلام. (الكتاب, والصحيفة: والمجلة» الخ) لا تنفذ
0 ش شْوُون فلسطيزية العدد ,"١١ تشرين الأول ( اكتوير ) 195٠ - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 211
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 17431 (3 views)