شؤون فلسطينية : عدد 211 (ص 35)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 211 (ص 35)
- المحتوى
-
محمد الجندي
مستوياتها المعاشية, ويدفعه الجميع من الخلل والتوترات الاجتماعية, التي تنش جرّاء السنياسة
العنصرية العدوانية» المؤذية في الداخل والخارجء على السواء.
هذه الأمور يشعر بها المجتمع الاسرائيلي وينقسم تجافها الى ثلاثة تيارات : واحد منها متطرف:
تصور له الادارة الاسرائيلية ان حل الأزمات المعاشة يتحقق ب «التخلّص من العرب»: أي بما يتفق
والمخططات الأميركية في المنطقة, وهذا خطر جداً على الاسرائيليين والعرب معاً. التخلّص يمكن ان
يعني» مرحلياًء التخلص من الفلسطينيين بالترحيل ( الترانسفير) أو بالابادة؛ ويمكن ان يتوسشع
ليعني العدوان على البلدان العربية ومحاولة تدمير ما يمكن تدميره فيها. ولكن بما ان ردّ الفعل العربى
على المديين, القريب والبعيدء لن يكون صفراًء كما دلّت التجرية التاريخية منذ بداية القرن العشرين
حتى الآنء» فانه؛ على الرغم من «حظوظه الجانب الاسرائيلي وانتصاراته, سوف يكلف كثيراً. وأكثر مما
يتصور الاستراتيجيون الأميركيون والاسرائيليون. والتيار المقابل للأول المتطرفء هو التيار
المتصاعد, المطالب بالسلام. ان هذا التياره وامتداداته في الولايات المتحدة الاميركية وأوروباء هو
عنصر هام على المديين» المتوسط والبعيدء في حل قضية الشرق الأوسط؛ ولكن لديه نقطتين سلبيتين:
الأولى هي انه يفكر بالسلام ضمن تصورات غير موحدّة؛ ومتأثرة» غالباً. بعوامل اسرائيلية داخلية,
غير آخذة في اعتبارها مصالح العرب» وأمنهم, علماً بأن السلام لا يستجيب له الطرفانء إلا إذا كان
لكليهما مصلحة فيه؛ والنقطة الثانية هي انه لا يؤلف» حتى الآنء قوة اجتماعية كافية. أمّا التيار
الشالثء فهو الوسطي بين التيارين الآخرين؛ وهذا قد «يميل» الى السلام, ولكنه يبقى متمسكاً
ب «السلام» الذي يفرضه وضع اسرائيل القوي والتوازنات الدولية دون اهتمام بانعكاس ذلك على
الطرف الآخر.
هذه التيارات الثلاثة متداخلة فيما بينهاء غير منفصلة عن بعضها البعضء وقد تؤدي تظورات
الاحداث الى تغييرات كبرى في بنيتها. مثلاًء ما الذي يربط السفاراديين الفقراء المضطهدين عنصمياً
بكتلة الليكودء التي يؤلفون جمهورها العام؟ هؤلاء التقوا حول الليكود متومّمين أنهم بذلك يحاربون
«المؤسسة» الاشكنازية. فهل حققوا شيئاً من ذلك؟ أم ما زالت ذروة الاشكنازيين هي الحاكمة
بالتعاون مع بعض «وجهاء» السفاراديين؟
لنلق نظرة على بعض تصورات المعتدلين الاسرائيليين للسلاج. ثمّة تقرير صادر عن مجموعة
دراسية(*') تابعة لجامعة تل ب أبيب بعنوان «اسرائيل والضفة الغربية وغزة؛ نحو ايجاد حل». هذا
التقرير وضع سنة خيارات ل «الحل» في رأي المجموعة؛ وهي باختصار: الحفاظ على الوضع الراهن؛
والاستقلال الذاتي؛ والضمّ؛ وانشاء دولة فلسطينية؛ والانسحاب من غزة؛ والاتحاد الاردني -
الفلسطيني. :
وانتقدت مجموعة الدراسة الخيار الأول لأنه ينطوي على احتمال «تدهور علاقات اسرائيل
بالعالم العربي» وخصوصاً بمصرهء و «تزايد النقمة الداخلية والانشقاق الاجتماعي في اسرائيل»,
و«التوترات المتزايدة في العلاقات الأميركية الاسرائيلية» وفي روابط اسرائيل مع أورويا الغربية».
النتيجة: «يمكن ان يكون ثمّة ضعف كبير في الردع الاسرائيليء واحتمال اندلاع حرب عربية -
اسرائيلية». |
وتنتقد الخيار الثاني (الاستقلال الذاتي)؛ بصيغه الضيّقة والموسعة؛ ب «ان الفلسطينيين
يرفضون هذا الخيار, إذا لم يتفق على كونه انتقالياً مؤدياً الى الاستقلال الكامل»؛ و «يمكن ان
3 امُوُون فلسطبلية العدد ١١؟. تشرين الأول ( اكتوير) ١15٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 211
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10631 (4 views)