شؤون فلسطينية : عدد 211 (ص 47)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 211 (ص 47)
المحتوى
أحمد عبدالحليم نس
من بامتيازهاء وتفوؤقهاء وضرورة سيطرتها على مقدّرات وأراضي شعوب أخرى مجاورة؛ تسكنها
أصول جنسية وعرقية ترى انها أقل منها تقدّماً. ولعل المثال الذي أعطاه ايمان الجنس الآرىء او
الجرماني, بتفوقه على الاجناس الاخرىء ونهجه في التوسّع وَضمٌ الاراضيء والاساس الذي بنى عليه
فربريك راتزل - وكارل ريتر ‏ نظرياته ومبادئه من ان الدولة هي «كائن حي». وانه لا سبيل أمام الدول
الصغيرة والضعيفة الى البقاء والحياة» وان الدول القوية تسحقء في طريق تقدّمهاء الدول الضعيفة
حولهاء كان هو النبراس الذي اتخذه المخططون الاستراتيجيون الاسرائيليون مرشداً لهم خلال
انشاء الدولة اليهودية: وتطوّرهاء وتوسّعها. فقد وضع راتزل قانوناً لنمو الدول يرتكز على مقرّمات عدة,
كان أهمها ان مساحة الدولة هي أفضل المعايير التي يستدل منها على قوة الدولة» وان نمو الدولة ما
هو الآ نتيجة تابعة لنمو سكانهاء وان الدولة تنمو بامتصاص اجزاء صغيرة ذات أهمية استراتيجية,
واقتصادية: من الاراضى حولهاء وتهجير سكان جدد الى هذه الاجزاء للتمسّك بها وتعميرهاء وان حدود
الدولة ما هى الا غلاف لرقعتهاء وهى ظاهرة دينامية قابلة للتغيّر. وقد استفادت اسرائيل تماماً من هذه
النظرية» بل وقامت بتطويرها لصالحها؛ ؛ وكانت ظاهرة هجرة اليهوب السوفيات الى اسرائيل» وتوطينهم
في القدس وأراضى بي الضفة الفلسطينية » هي آخر مظاهر تنفيذ هذه النظرية.
عموماًء لقد بدأ الامر بدعوة «الخلاص والعودة» الى فلسطين واستيطانها في أواخر القرن الماضي.
واستمر ينموء ويستفحلء ويتطوّر, الى الآن. ولفهم ذلك يمكن تقسيم هذه الفترة» طبقاً لتطوّر
الصهيونية: وانجازاتهاء الى أريع مراحل رئيسة» هي:
أولاً مرحلة «الهجرة»: وتبدا بظهورفكرة «الاندماج»» ثم اندثارها لتحل محلها فكرة «القومية
اليهودية» والدعوة الى الهجرة. واستغرقت الفترة من نهاية القرن الثامن عشر حتى الربع الاخير من
القرن التاسع عشر بتكوين جمعيات «محبّة صهيون» وانطلاق الهجرة على يد طلائع هذه الجمعيات,
الى ان توحّدت جهودها في العام /1841 لتبداً أولى المراحل الفعلية» التي تشكّل المنطلق العملي نحو
«الذولة اليهودية».
ثانياً- مرحلة «التسلّل»: كانت بدايتها مع باكورة الهجرة لجيل من المغامرين» أو «الرواد» كما
يدعوهم الصهيونيون. أطلق عليه «العلياه الأؤلى» (الهجرة الأولى)؛ يعود لهم فضل ظهور أول
الشغارات الضهيونية على أرض فلسطينء التي تتلخخص في ضرورة الاستيلاء على الارض ومنع
اصضجانها من اسبترد ادها . ومنذ العام 4417 وعلى امتداد ثلاثين عاماً » استمر المغامرون يتوغُلون في
أراضي فلسطين.
وكانت «الحقبة الاولى», بسنواتها العثشس يدا عقوا ساك لنشر دعوة «القومية اليهودية» والحتٌ
على الهجرة الى «صهيون» واستيطان فلسطين. وفي العام 1441: بدأت «الحقبة الثانية» بتبلور
الافكار الصهيونية عملياً في اطار المنظمة الصهيونية العالمية والتحوّل الى التخطيط الجادٌ المنظّم لاقامة
«وظطن قومي يهودي في فلسطين» . وكان العام /7ا 15 هى بداية «الحقية الخالثة» والاخيرة ف هذه ش
المرحلة, اثر استقرار رأي المنظمة الصهيونية العالمية على انه «لا بديل من فلسطين وطناً قومياً لليهود».
وتميّزت هذه الحقبة بتدفق موجات جديدة من المهاجرين (الهجرة الثانية) تصاحبها مفاهيم سياسية
جديدة بأن يكون «العمل هو أساس الاستيطان»؛ وان يكون «النقاء اليهودي» هى جوهر الجتتع.
وتجسيداً لهذه الافكار, خلقت نواة المؤسسة العسكرية الصهيونية في فلسطين تحت اسم منظمة
«هاشومير» أي «الحارس».
2 شيو فلعسلفية العدد ١١؟:‏ تشرين الأول ( اكتوير) ‎1943٠0‏
تاريخ
أكتوبر ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 1097 (10 views)