شؤون فلسطينية : عدد 211 (ص 73)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 211 (ص 73)
المحتوى
أحمد عبد الحليم سسب
خامساً. تفاعلات الموقف الاميركي ‏ السوفياتي ‏ الاسرائيلي
كان الزلزال الذي وقع في الاتحاد السوفياتي ودول اوروبا الشرقية, في العام الماضيء مأساة
بالنسية الى العالم الاشتراكي؛ ولكنه كان فرصة ذهبية نجحت السياسة الاسرائيلية في استغلالها
على أفضل وجه. وقد دفعت المتفغيرات: في السياسة الدولية» غورباتشيوف الى السماح لليهود
السوفيات بالهجرة» كان المفترض ان يتوجّه الجزء الاصغر منها الى اسرائيل والاكبر الى الولايات
المتحدة الاميركية. وقد نجح النفوذ اليهودي في اميركا في تغيير قانون الهجرة» فوضعت قيود كثيرة على
هجرة اليهون الى الولايات المتحدة الاميركية بحيث تحثّم توجّههم الى اسرائيل. ويذا يمكن لاسرائيل
أن تسعى الى تحقيق حلمها الاكبر في انشاء «اسرائيل الكبرى» من النيل الى الفرات.
وهنا لا يجب أن يغيب عن نظرناء وحساباتنا السياسية؛ قاعدة ثابتة في حركة استراتيجيات
القوى العظمى, وهي ان الشرق الاوسط كان؛ دائماً: بالنسبة اليهاء مجرّد جزء من دائرة ‏ الصراع
والتنافس الدوليين فيما بينهاء تتأثر مواقفها منه بمراحل تصاعد الصراعء أو تهدئته؛ وليس بناء على
مطالب الاطراف الاقليمية وحقها المشروع؛ أو على الحق والقانون. وهذه التركيبة للعلاقات الدولية,
التي حكمت سياسة القوتين العظميين بقواعدها ومتطلباتها لمدة أربعين عاماً. قد تحلّلت, وعلى
انقاضها تم تبني تركيبة جديدة في رؤيتهاء ومواقفهاء وأساليبهاء تبنى على أساس المصالح, وليس على
أساس ايديولوجيء او توازن القوى.
والمستهدف من هجرة اليهود السوفيات الى اسرائيل هو توسيع نطاق الوطن المفتصب لفرض
الامر الواقع وأنهاء أي حديث عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني؛ وخاصة حقه في اقامة دولته
المستقلة في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة. ولهذا المخطط ثلاثة أطراف: اسرائيل, التى يعتبر تهجير
اليهود. السوفيات اليها مخرجاً من مأزقها التاريخي الذي وضعت فيه بتصاعد الانتفاضة: لذا تسعى
الى افراغ الاراضي المحتلة من سكانها واجلال المهاجرين السوفيات محلهم؛ والاتحاد السوفياتي,
الذي .استجاب لهذا المخطط بالسماح لتهجير اليهود تحت ضغوط مختلفة ؛ وأخيراً الولايات المتحدة
الاميركية, وهي الشريك الاول في الجريمة؛ بالتحريض والتسهيل والمساعدة, على الرغم من محاولتها
انكار دورها تجاه الرأي العام العالمي.
وف اطار المخطط هذاء استخدمت اسرائيل الضغظ عبر الميدان الاميركي: فظهرت صفقة أميركية
مفادها اشراك الاتحاد السوفياتي» بعد انتهاء مرحلة خَطّره على السياسة الاميركية, في قضية الشرق
الاوسط مقابل أمرين, هما: تطبيع العلاقات بشكل كامل بين موسكو وتل - أبيبء والسماح بالترحيل
المباشىر لليهوب السوفيات الى اسرائيل. ويلاحظ ان كلا الامرين يفضي الى الآخر. وبالدعم الاميركي
والموافقة السوفياتية تمضي الحكومة الاسرائيلية في تنفيذ مخططاتها الاستيطانية الموضوعة, والتى
تمتد حتى بدايات القرن الحادي والعشرين. وتحت ستار معارك سياسية داخلية مفتعلة: تسير
الحكومة الاسرائيلية في تنفيذ مخططاتها الاستيطانية في الاراضي المحتلة, لا سيما في المراكز التى
تحدّدها مراكز دراساتها وهيئاتها الامنية باعتبارها مناطق لا يمكن اعادتها الى العرب, لأسباب
استراتيجية. ويبدو ان هذه المخططات سوف تسير على طريق التنفيذء طالما استقر اليهوب, القادمون:
من على الاراضي السوفياتية» في الضفة:؛ في سكينة وطمآنينة.
وتدور فصول مسرحية التآمر هذه المرة ‏ بعد التآمر الاول الذي أدّى الى اقامة دولة اسرائيل -
بين واشنطن وموسكقى وتل - أبيب وعواصم اوروبية أخرىء وزّعت الادوار فيما بينها بعناية فائقة:
واحكام متقن. ومن المؤسف ان ذلك تم تحت مسمّى «حقوق الانسان», الذي ثبت ان له معنى
07 شوُون فلعطيزية العدد ١١؟؛:‏ تشرين الأول ( اكتوير) ‎199١‏
تاريخ
أكتوبر ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7247 (4 views)