شؤون فلسطينية : عدد 211 (ص 83)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 211 (ص 83)
- المحتوى
-
أحمد عبدالحليم سدم
قضية التسوية السلمية في الشرق الاوسط. ومن شأن هذا التحرّك ان يثني اسرائيل عن التمادي في
رفض.الخطط العملية للتفاوض . ١ | ١
ويكمن حق الاتحاد السوفياتي القانوني» ازاء عملية تهجير اليهود السوفيات, في نص الفقرة
الثالثة من المادة الثانية عشرة من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية؛ والتي أجازت
تقييد الحق في التنقّل بحرية ومغادرة الاقليم بعدد من القيود» من بينها حماية حقوق الآخرين
وحرياتهم» أي ان للاتحاد السوفياتي حقاً ثابتاً في تقييد حرية اليهود من مواطنيه من مغادرتهم الاقليم
على نحو نهائي» ما دام ان ممارستهم لتلك الحرية تصطدم بحقوق الآخرين وحرياتهم؛ والآخرون,
هناء هم الشعب الفلسطيني الذي تأتي الهجرة على حسابه, وتنطوي على المساس بأهمٌ حق من حقوقه
الاساسية:» أَلَآ وهو حقه في تقرير مصيره. ْ
ان قضية الهجرة اليهودية لا تعالج بالتصريحات:ء والزيارات: والاحتجاجات: والاستتكارات,
وعرائض الشكوى الى الامين العام للامم المتحدة؛ كما لا تعالج بردود الفعل الآنية, والتحدث عنها في
حينهاء ثم يهدأ الغضب وتنتهي القضية. تحتل الارضء وتحوّل المياه؛ ويحزق المسجد الاقصى. ويهجّر
اليهود السوفيات الى اسرائيل» ويعترف الكونغرس الاميركي, بمجلسيه, بالقدس عاصمة لاسرائيل,
وتعدٌ المذابح للفلسطينيين في الارض ال محتلة, ولا نكاد نرى ولو دفاعاً عن النقسء وذلك أضعف
الايمان.
البعض يقول بمواجهة التهجير الى الاراضي العربية المحتلة, والبعض الآخر يرى ان التهجير
داخل حدود اسرائيل سيسبب مشاكل للاسرائيليين أنفسهم: ومن ثم فليس لنا ان نقلق منه او
نعترض عليه؛ والبعض الأخير يرى دعوة الاتحاد السوفياتي الى تأجيل السماح بالتهجير اليهودي
السوفياتي الى حين الانسحاب الاسرائيلي من على الاراضي العربية المحتلة. ويوافق هؤلاء, جميعاً على
«التهجير» من حيث المبدأء واعتراضهم محصور في المكان .الذي يستخدمه, وحدود رقعته, والتوقيت
المناسب لذلك..والحقيقة :انه .لا فرق بين ذلك كله: فهىء في جميع: الاحوال, انتهاك لحقوق. الانسان
الفلسطيني» ويجب علينا رفض التهجير من حيث المبد! الى أية رقعة من الارض الغربية» حيث انه
عدوان استعماري استيطاني لا بدّ ان يصبح عنصمياً وان لم يبدأ كذلك. 0
ان. الدعوة الى مواجهة خطر توطين اليهود السوفيات على الاراضي العربية المحتلة, لا يصحٌ ان ١
تأتي في سياق منفرد» حتى لا يصير هناك انطباع يآنها قضية مستقلة؛ بل يتعين ابرازها في اطار تهديد.
عملية السلامء والاوضاع. الاحتلالية عامة؛ وأعمال العنف التي تجرى لازالة معالم الارض
الاساسية» من حيث البشر والممتلكات والطبيعة» لخلق بيئة صناعية لاستقبال المستوطنين الجدد . كما
ان القضية ليست قضية فلسطينية فحسبء بل قضية كل العرب؛ وهي بمثابة اختبار صعب يتحدّد ,
على أساسهء حجمهم وثقلهم الدولي؛ ومدى قدرتهم على صنع مستقبلهم والتأثير في الاحداث, في ظل
عالم جديد تحكمه معادلات وعلاقات معقدة:؛ لم يألف العرب التعامل معها من قبل.
ان العرب مطالبون ببناء موقف موحٌدء والاتفاق على اجراءات فعّالة لايقاف هذه الموجة من
الهجرة, أو تجميدها في الوقت الحاضى. أو على الاقلء حصر نقلها الى اسرائيل مباشرة. ان قضية
الاستيطان تصلح. بكل المقاييسء «بنداً جديداً» في صالح الامة. العربية؛ اذا أحسنت استخدامه
لاعادة احياء القضية العليا بكل بنودها الاخرى. وأبسط مثال على ذلك ان أفضل حل عملي لمنع
الاستينطان في الاراضي المحتلة هو مطالبة العالم بتحقيق الوطن. الفلسطيني في أرضه. واعادة
عم لشوون فلسطيزية .العدد 5١١ تشرين الأول ( اكتوير) 115٠١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 211
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10635 (4 views)