شؤون فلسطينية : عدد 212 (ص 27)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 212 (ص 27)
المحتوى
عوض خليل ‏ ل
للماركسية «الثورية»؛ على المستوى العالمي, تمذّلت في انتصارات الفيتكونغ في فيتنام» ودوي الثورة
الثقافية في الصين؛ وتصاعد موجة اليسار «الجيفاري» في اميركا اللاتينية (التوباماروس وغيرها).
ونهوض حركات اليسار الجديد فق اورويا : وكان معظم هذه الحركات للا يتفق» ‎٠‏ في ماركسيته,: مع
الماركسية السوفياتية: بل لعل أغلبها تشكّل كبديل من الاحزاب الشيوعية.الموالية لموسكو.
تأثر فكر اليسار الفلسطيني بماركسية هذه الحركات جميعاً واستلهم منها تجربته؛ وطريقة,
ومضمون, ماركسيته, فكانت ماركسيته أقرب ما تكون الى الماركسية الماوية في مفهومها ومقولاتها عن
حرب الشعب طويلة“الأمدء والى الماركسية الفيتنامية في مفهوم «قواعد الارتكان» أى «هانوي»
الفلسطينيةء سواء أكان ذلك في الاردنء أو في لبنان» وإلى الماركسية «الكاستروية » أى «الجيفارية» في
مفهومها لفكرة التحوّل الى حزب ماركسي - لينيني.
وقد شارك اليسار الفلسطيني معظم تلك الاتجاهات موقفها النقدي للاتحاد السوفياتي «والكتلة
الاشتراكية» والاحزاب الشيوعية الموالية لموسكو؛ ورفع معها راية النقد الحادٌ للسياسة السوفياتية
التي كانت توصف بالمراجعة اليمينية» أو التحريفية, أو البيروقراطية. وقد ضاعف من وزن نقد اليسار
الفلسطيني للسوفيات؛ ومعهم الاحزاب الشيوعية العربية» واقع موقف الاتحاد السوفياتي والاحزاب
الشيوعية العربية من الاعتراف باسرائيل والتسوية السياسية في المنطقة.
ويمكن ملاحظة ان الوثائق الاساسية الاولى للشعبية والديمقراطية كانت تغيّب أي ذكر للاتحاد
السوفياتي. وفي وثيقة «الاستراتيجية السياسية والتنظيمية» للجبهة الشعبية, وضع الاتحاد
السوفياتي والكتلة الاشتراكية كحلفاء محتملين في موّخرة حلفاء الثورة الفلسطينية» بعد حركات
التحرر الوطني في العالم والصين. وقد اعتبرت الجبهة الديمقراطية ان المواقف الخاطئة للاتحاد
السوفياتي تجاه القضية الفلسطينية ومسألة وجود اسرائيل ومسألة الحل السلمي وحل الصراع مع
الامبريالية سلباً تتناى مع المبادىء التي تحملهاء والتي تنادي بحرية الشعوب وحقها في تقرير
مصيرهاء وبرفض أشكال القهر كافة؛ ومن بينها القهر القومي ' والتي تحلّل الامبزيالية على انها نظام
استغلالي معاد لحريات الشعوب والجماهيس ولا يمكن قهره الا بالكفاح الثوري المسلّم.
وقدّرت الجبهة, تقديراً عالياً. عدداً من الدول الاشتراكية الاخرىء كفيتنام وكوريا الشمالية
والصين واليابان وكوباء تجاه قضية النضال الوطني الفلسطينيء ومسائل التحرر الوطني العربية,
والصراع ضد الامبريالية والصهيونية(''). وقد أصدرت الجبهة الديمقراطية بياناً. بمناسية الاول من
أيار ( مايى) ‎,.١1114‏ طالبت فيه القيادة في الاتحاد السوفياتي ب «ان تراجع الموقف البيروقراطي
الستاليني الخاطىء من المسالة الفلسطينية وتتراجع عنهء وان تتخذ موقفاً ماركسياً ‏ لينينياً صجيحاً
من المسألة الفلسطينية ؛ موقفاً أممياً بروليتارياً بعيداً من كافة المواقف البيروقراطية
والشوفينية ' القومية العنصرية ' ؛ الموقف القائم على حق كل شعب من الشعوب في تقرير مصيره على
أرضه..05(0),
هذا الابتعاد الواضح من السوفيات: ايديولوجياً وسياسياً: لم يكن يعني ان اليسار الفلسطيني
كان متماسكاً على لون معين» أومدرسة يعينهاء » من ألوان ومد اريس الماركسية الاخرى . فعلى الرغم من
اقتراب ماركسية اليسار الفلسطيني» بشكل عام, من الماوية» واستهوائها للماركسية «الجيفارية», ال
انها لم تكن تمثّل تياراً ماوياً. او جيفارياً» أو حتى تروتسكياً صرفاً. ولعل بنية ايديولوجية اليسار
الفلسطيتى» التى انسعت لكل تلك التلاوين. وتعاملت معها يصورة انتقائية, لم تكن متماسكة
58 شْوُونُ فلسطيزية العدد ؟١؟:‏ تشرين الثاني ( نوفمبر ) +195
تاريخ
نوفمبر ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17435 (3 views)