شؤون فلسطينية : عدد 212 (ص 35)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 212 (ص 35)
المحتوى
عوض خليل حت
ووثائق وصحف الشيوعيين كافة» أي موقف في أي قضية تعارضء أو اختلاف, مع الموقف السوفياتي.
ومن هذه الزاوية» كان المثل الذي يضرب عنهم بأنهم يرفعون مظلاتهم عندما يسقط المطر في موسكي
يحمل قدراً كبيراً من الحقيقة. باختصار, لم يكن الشيوعيون الفلسطينيون بحاجة الى التحوّل, فكرياً
وسياسياً. نحى السوفيات؛ وفي الوقت عينهء لم يكونوا بالحجم والنفوذ اللذين يمكٌناهم من التأثير في
الخط السياسي والايديولوجي الذي كان يتفاعل داخل قوى اليسار الفلسطينى بحيث يمكن جذيه
باتجاه ناصية الايديولوجية والسياسة السوفياتيين. وكان من المفارقات التي لا تخلى من دلالة ان
يكون ياسر عرفاتء الزعيم الوطني غير الماركسيء, هو الذي فتح بوابة العلاقة بين قوى اليسار
الفلسطيني وبين السوفيات؛ هذه العلاقة التي شكّلت احد أهمّ عناصر التأثير في تطوّر الموقفين,
الفكري والسياسي» للجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية باتجاه السوفيات. فكيف جرى هذا المسار؟»
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
ظل اعتقاد الجبهة الشعبية؛ بعد أيلول ( سبتمبر) ‎1917١‏ راسخاً بضرورة التحوّل الى حزب
ماركسي -لينيني» وشرودة أن يكون هذا الحزب في مسقم قيادة المقاوية الفلسطينية» لأن من شأن ذلك
ان يقلل من «سلبيات المقاومة»: ويجعلها في وضع أفضل من الوضع الذي تعيشه. «ان مثل هذه
القيادة وهذا الحزب كفيلان بأن يضعا الجماهير في صورة الاوضاع الحقيقية التي تحيط بها؛
وضعاً يجعل من تعبئتهاء وحشدهاء أكثر فعالية وقدرة على الصمود, وأقرب الى احتمالات النصر على
الاعداع020),
وعلى المستوى السياسيء استمرت «الشعبية» في تبنّي خط سياسي متشدّدء فطالبت باسقاط
النظام في الاردن؛ لأن ذلك «اصبح مطلباً تاريخياً لجماهير شعبنا الطامحة الى الحرية والتحرر». ودعت
الى وحدة الحركة الوطنية الاردنية» وترجمتها. وشدّدت على مناهضة كافة «المشاريع التصفوية
الاستسلامية ومشروع الدولة الفلسطينية». ودعت الى تصعيد «العمل داخل الارض المحتلة»,
وتمسّكت بشعار «ضرب المصالح الامبريالية والصهيونية خارج الارض المحتلة»: انطلاقاً من أن هذه هذه
المصالح «تشكلء في مجموعهاء الشرايين التي تزوّد اسرائيل بدم حياتهاء والرئة التي تمتلك
خلالهاء أسباب قوتهاء ومن واجبنا ان نتوجه الى ضرب وقطع هذه الشرايين»(05)
كانت هذه المواقف السياسية: وغيرهاء تشكّل احد الكوابح الهامة التي كانت تحول دون تقدّم
العلاقة بين السوفيات والجبهة الشعبية. فعلى الرغم من التراجع الواضح للنزعات الماوية والجيفارية,
خلال سنوات السيعينات: داخل صفوف «الشعبية»: الا ان «الشعبية» لم تغادر مواقفها القديمة من
السوفيات. وفي احدى وثائقها ‎»)١911/١(‏ قوؤمت الموقف السوفياتي من المقاومة الفلسطينية على النحق
التالي: «كان السوفياتء في بداية الامر» يؤيدون حركة المقاومة تأييداً كان يزداد تدريجياً مع نمق
المقاومة ويداية صيرورتها قوة ضاغطة على اسرائيل من الممكن ان تكون عاملاً مساعداً لتطبيق
الصيفة السوفياتية للتسوية في المنطقة. ولكن المقاومة. في الفترة الاخيرة (نهاية ‎١915‏ وبداية
2 بدأت تتجاوز الحدود المقدّرة لها؛ ؛ ان أصبحت تهدّد, اجمال: امكانية التسوية السياسية
للصرا ع العريبي الاسرائيلي» فضلاً عن ان تهديدها للنظام الرجعي في الاردن قد يستدعي تدخل
أميركا في المنطقة, الامر الذي يحمل امكانية تحؤل المنطقة الى فيتنام جديدة: مما ينسف كافة ا لاسس
التي تقوم عليها السياسة السوفياتية اليوم: بالنسبة الى المنطقة. وبالنسية الى العالم بشكل عام. ومن
هناء ومع اقتراب امكانية التسوية السياسية:» في ضوء موقف ج.ع.م. [الجمهورية العربية
73 شوُون فلسطيزية العدد ‎,5١١‏ تشرين الثاني ( نوفمير) ‎195٠‏
تاريخ
نوفمبر ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10207 (4 views)