شؤون فلسطينية : عدد 212 (ص 37)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 212 (ص 37)
- المحتوى
-
عوض خليل حت
وبطريقة يمكن وصفها بخطوتين الى أمام وخطوة الى وراء. وقد واجه هذا المسار تحدياً هاما في أعقاب
حرب تشرين الاول ( اكتوير ) 1177. وما تمخْض عنها من اندفاع في جهود التسوية والدعوة الى عقد
موّتمر دولي للسلام في جنيفء الذي أيّده السوفيات»؛ وتشكيل الجبهة الشعبية لجبهة الرفض
الفلسطينية. هذا التحديء: أو المنعطف. أصاب العلاقات بين «الشعبية» والسوفيات بسلبية ويرود
واضحين؛ فلم تشارك الجبهة الشعبية ضمن الوفد الفلسطينيء برئاسة عرفاتء الذي قام بزيارة
موسكوق في أواخر تموز ) يوليى) : حيث كانت هذه الزيارة الاولى التي تتم بدعوة رسمية من
الزعيم السوفياتي ليونيد بريجينيف('). لكن د. حبشء حينهاء قوّم العلاقة مع السوفيات بأنها
«تعارضات غير عدائية» وليست تناحرية ما بين بعض المواقف التي يتخذها السوفيات ازاء القضية
الفلسطينية, وما بين استراتيجية وأهداف نضال شعبنا الفلسطيني. لا أريدء هناء ان أخوض في
التفاصيل. ولكنء في تقديرناء ان الاتحاد السوفياتيء في العام ١5144 وقع في خطأ كبير جداً. عندما
أيد قيام دولة اسرائيل كدولة عنصرية فاشية قائمة على أساس عقيدة رجعية ومرتبطة بمصالح
الرأسمالية العالمية؛ والآن» في هذه الفترة بالذات» في تقديرنا ان السوفيات يقعون: أيضاً؛ في خطأ آخر.
لا يقل خطورة عن الخطا الذي وقعوا فيه [في] العام :١154/4 وهو اعتقادهم بأنه من الممكن حل
الصراع العربي الاسرائيلي وحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي من خلال التسوية المطروحة في
جنيف والأسس القائمة عليها هذه التسوية». ورأى د. حبش ان «من حق الجبهة الشعبية لتحرير
فلسطين ان تحدّد خطها السياسيء تجاه القضايا التي تواجهها :الثورة, بشكل حرّ مستقل بعيداً من
التبعية ويعيداً من الذيلية. وفي تقديرناء ان هذا لا يجوز ان يسيء لرفاقنا السوفيات: لأن مبداً
التضامن الاممي لا يقوم على أساس التطابق التامّ في كافة الامور...,(7).
على هذا الاساسء يمكن القول ان الشعبية حدّدت موقفها من السوفيات على النحى التالي:
- ان الاتحاد السوفياتي هو حليف استراتيجي ؛ وان التحالف معه هو احد الشروط الحاسمة
للانتسان وترافق ذلك مع تعديل تدريجي في وضع الاتحاد السوفياتي ف مقدم قائمة الحلفاء. على
المستوى العالمي.
؟ - اتباع خط متمايز للجبهة الشعبية عن الموقف السوفياتي» وتوجيه النقد: الى المواقف
السوفياتية.«الخاطئة» من القضية الفلسطينية والتسوية» وذلك على قاعدة التحالف.
” - في بعض الاحيان» تعدّى نقد «الشعبية» للموقف السوفياتي السياسات السوفياتية المتعلقة
بالقضية الفلسطينية فطاول الموقف السوفياتي من سياسة الانفراج الدولي وتوقيع اتفاقية «سالت»,
حيث حذّرت من انعكاسات هذه السياسة على تقليص دعم البلدان الاشتراكية لحركات التحرر
الوطني» أى الضغط عليها لنبذ سياسة العنف ضد الامبريالية» وضبط موقفهاء بحيث لا تؤدي الى توتير
الوضع الدولي.
مع تراجع مسيرة التسوية أو خروجها عن سكة القطار السوفياتي: وخاصة بعد زيارة الرئيس
المصري؛ أنور الساداتء لاسرائيل: وعقد اتفاقيتي كامب ديفيدء شهدت العلاقة بين «الشعبية»
والاتحاد السوفياتي تطوراً هاما ؛ انعكس في معظم أدبيات ووثائق الجبهة. وكان المؤتمر الوطني الرابع
للجبهة: في نيسان (ابريل) 2١5/8١ » محطة هامة على هذا الطريق» حيث أبرزت نتائج المؤتمر, الفكرية
والسياسية» مستوى الانحياز الى الموقف السوفياتي. فقد قدّمت الجبهة: في تقريرها السياسي الصادر
عن المؤتمر, نقداً الى عدد من مواقفها التي كانت تختلف عن الموقف السوفياتي. ومن ذلك اعتيرت
58 لشْوُون فلسطيزية الحدد ؟١5. تشرين الثاني ( نوفمير ) 195٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 212
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10633 (4 views)