شؤون فلسطينية : عدد 212 (ص 42)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 212 (ص 42)
- المحتوى
-
سل ممار اليسار الفلسطيني...
0 اتجهت في مسار واحد لم يشهد أي منعرجات»
البيريسترويكا
قبل ان يصل ميخائيل غورباتشيوف الى رئاسة الحزب والدولة في الاتحاد السوفياتي» ويقود غمار
البيريسترويكاء كانت الماركسية السوفياتية القت ظلالها الفكرية» والى حدّ بعيد السياسية: على معظم
فصائل اليسار الفلسطيني؛ وأصبح الموقف السوفياتي من أي قضية من القضاياء بما في ذلك قضايا
الوضع الداخي الفلسطينيء يشكّل احد العناصر الهامّة: وريما الحاسمة, التي كان اليسار
الفلسطيني يأخذها بعين الاعتبار في تحديد موقفه من القضية المعنية . ولعلٌ تجرية الانشقاق
الفلسطيني, وما تبعها من تطوّراتء تقدّم نموذجاً لمستوى تأثير الموقف السوفياتي في موقف اليسار
الفلسطيني. فعندما اتخذ السوفيات موقفاً متحفظاً من دورة المجلس الوطني الفلسطيني في عمّان,
ولم يعترفواء صراحة: بشرعية الهيئات القيادية التي انبثقت عنه؛ جاء موقف اليسار مطابقاً للموقف
السوفياتي. وعندما لم يؤيد السوفيات «اتفاق عمّان», اعترض اليسار عليه. وعندما دعم السوفيات
جهود توحيد فصائل المقاومة الفلسطينية في اطارم.ت.ف. وكان لهم دور أساسي وهام في ذلك كان
ذلك الموقف احد العناصر الاساسية التى لعبت دوراً في نجاح دورة المجلس الوطني الفلسطيني
(التوحيدية) في الجزائر, في العام .١1141/ ويمكنء في الواقع» لأي متابع دقيق لتلك الفترة ان يجد في
ادبيات وصحافة اليسار عشرات الاشارات التي تعكس مستوى حضورء وتأثير. الموقف السوفياتي في
أخطر قضية تعرّضت لها منظمة التخرير الفلسطينية؛ ومسّت وحدتها ومصيرها. ويكفيء في هذا
المجال» ان نشير الى البرنامج «المناهض لبرنامج ' الاستسلام' الفلسطيني - العربي الامبريالي»,
الذي طرحه د. جورج حبشء في كلمته, في الذكرى السابعة عشرة لانطلاقة الجبهة الشعبية (كانون
الاول ديسمير :)١1584 حيث دعاء في احدى نقاط هذا البرنامج؛ الى «تعميق التحالف مع بلدان
المنظومة الاشتراكية: وعلى رأسها الاتحاد السوفياتي: من اجل اشراكها ومساهمتها في حل معضلات
الساحة الفلسطينية»(05). ١
في هذا السياق من التأثير والنفوذ السوفياتي الواضحين على قوى اليسارء جاءت البيريسترويكا
التي رفع رايتها غورباتشيوف منذ تولّيه زعامة الحزب الشيوعي السوفياتي. وقد بدت البيريسترويكاء
في خطواتها الاولىء وكأنها عملية اصلاح وتجديد ثورية في المجتمع الاشتراكيء كما أطلق عليها
غورباتشيوفء وررّد وراءه كل اليساريين العرب باعجاب شديد أنطوى على قدر من مغارلة بعض
انتقاد اتهم التي ظلت مكبوتة تحت الستار الحديدي للمركزية الديمقراطية وهيبة النظام الاشتراكي
الذي كانت أي محاولة لنقده تعني اعتداء على «المقدّس». لكن الاعجاب لم يخل من قدر كبير من
القلق» خاصة مع الآثار المدوّية التي كانت تتكشف, شيئاً فشيئاًء مع عملية البيريسترويكاء حيث تبين
ان ذلك المجتمع الاشتراكيء الملهم والنموذجء كان مثل وعاء يغلي؛ ويمجرد ان رفع الغطاء عنه تفجّرت
تناقضاته الاقتصادية والاجتماعية والقومية والاثنية والسياسية والدينية والثقافية والروحية, الخ.
وكان الربع الاخير من العام 1945: يما شهده من تطوّرات لا يصدّقها عقل في اورويا الشرقية؛ على
صعيد انهيار النظم الاشتراكية؛ بالغ التأثير في تعاظم القلق عند اليسار الفلسطيني. وتحوّل القلق
هذا عند البعض الى شكل من «اللاادرية» العالية: وتفشت مظاهر فقدان الاتجاه. فقد سقط النموذج
وتعطلت البوصلة؛ وكان على جيش اليسارء المهزوم في وعيه ومنظومته الفكرية والسياسية
العدد 5١١ تشرين الثاني ( نوة فمير ) 1550 لشُيُون فلعطيزية ”ا - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 212
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10632 (4 views)