شؤون فلسطينية : عدد 212 (ص 43)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 212 (ص 43)
- المحتوى
-
عوض خليل سد
والتنظيميةء ان يتراجع من دون قائدء وان يعاودء من جديدء طرح سؤال المصير: من نحن؟ ولماذ!ا؟
وماذا نريد؟ فكل المسلّمات والبديهيات السابقة التى بنى وحدته وتماسكه ووجوده ومستقيله عليهاء
لم تعد «صالحة للاستعمال»: واهتز اليقين «الايمانى» يهأ.
فليست سمة العصر هي انتصار الاشتراكية وهزيمة الامبريالية ونهايتها. وليس العالم عالمين,
اشتراكي ورأسماليء بل عالم واحد مشترك ومترابط وذى تبعية متبادلة. وليست الاولوية للصراع
الطبقي ٠ بل للقيم الانسانية العامة؛ وتحديداً بقاء البشرية على قيد الحياة. وليست الحرب «الثورية»
قابلة التغيير الاجتماعي, بل يمكن ان تكون فناء شاملا للبشرية . وليس توازن القوى بل توازن
المصالح. وليس اقتصاد مركزي موجّه بل اقتصاد سوق. وليس حزباً طليعياًء أو حزباً قائداً . وليست
مركزية ديمقراطية: بل تعددية حزبية؛ وتعددية داخل الحزب الشيوعي نفسه. الخ.
ولا شك في ان البيريسترويكا قد طوت صفحة اللينينية كاضافة نوعية الى الماركسية: اوماركسية
عصر الامبريالية» كما كان: دائماًء يطلق عليهاء بل ومسّت الكثير الكثير من مقولات وقوانين الماركسية.
وفي واحدة من تجليات هذا المسٌء قال غورياتشيوف: «ان ماركس لم يقدّرء كل التقدير. امكانات
التطوّر الذاتي الكامنة في الرأسمالية التى تمكنت من استيعاب منجزات الثورة العلمية التقنية
وايجاد تلك البنى الاجتماعية الاقتصادية التي ضمنت لها الحيوية وتحقيق مستوى عال نسبياً من
الرفاهية لغالبية السكان في بلدان الرأسمالية المتطوّرق (55).
هكذاء ويسرعة خارقة» قياساً بالمدى الزمني الذي جرت فيهء كان ينهار ويتغيّر كل شيء: النموذج
والفكر والسياسة والتحالفات. والاهمٌ من ذلك ما أسفر عن البيريسترويكا من آثار مباشرة تتعلق
بالموقف الجديد للاتحاد السوفياتي واورويا الشرقية من اسرائيل» والتسوية» والهجرة السوفياتية الى
اسرائيل. ١
ووجد اليسار الفلسظيني نفسه؛ ازاء كل ذلك؛ في مواجهة تحدّ قائم ومستمر يلي عليه بأسئلة
غاية في الاهمية والخطورة. فكيف تفاعل اليسار الفلسطيني» حتى الآن: مع البيريسترويكا؟ كيف
ثرت فيه؟ وما هى موقفه من تأثيرها؟
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
لم يكن تأثير البيريسترويكا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بالمستوى والدرجة عينهما عند
الحزب الشيوعي الفلسطيني والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين. فلم تحدث, في التنظيمء أيّة هرّات
تنظيمية: أو فكريةء أ سبياسية» عميقة؛ وقد تركزت تأثيرات البيريسترويكا بدرجة ملحوظة على
الكادرات الوسطىء وخاصة في أوساط المثقفين. وكانت الملاحظة الابرن في هذا المجال: محاولة بعض
هذه الكادرات التمرّد على قوانين المركزية والانضباط داخل التنظيم» وطرح آرائه ومواقفه التي قد لا
تتفق مع الموقف المركزي في الجبهة: علناًء وخارج الاطر والمستويات الحزبية. ويقال ان ثمّة جهود
تجرىء الآن» في الجبهة؛ لفتح حوار ونقاش د اخلي حول البيريسترويكاء وذلك في سياق التحضير لمؤتمر
الجبهة: المتوقع عقده في نهاية هذا العام, أو أوائل العام المقبل.
ويمكن للمرء ان يلحظ ان هامشاً أوسع من الديمقراطية الداخلية في التنظيم قد ميّز الحياة
الداخلية في الجبهة خلال السنوات الاخيرة. وقد تجلى ذلك في كثرة عدد المؤتمرات التي عقدتهاء
تعقدهاء الجيهة:ء ويشارك فيها عدد كبير من الكوادر. ولا شك في ان هذا الاسلوب خقفء الى
ءَءٌ شُوُون فلسطية العدد ,5١١ تشرين الثاني ( توفمير) ١95١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 212
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6868 (5 views)