شؤون فلسطينية : عدد 212 (ص 44)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 212 (ص 44)
- المحتوى
-
سل مسار اليسان الفلسطيني...
درجة عالية» من وطأة؛ وصرامة؛ المركزية الديمقراطية؛ وحافظ, بمعنى من المعاني» على وحدة الجبهة
وتنفيس حذّة أية تناقضات جرتء أو يمكن ان تجري. ١
. ولعل «مناعة» الجبهة تجاه البيريسترويكا تعوبء بشكل رئيسء الى ان الجبهة, وعلى الرغم من
تثّرها الفكري والسياسي بالسوفيات: ظلّتء الى حدّ بعيدء أمينة لتراثها الفكري والسياسي الخاص,
وهو التراث الذى حافظ على درجة من التمايز والاختلاف عن الخط السوفياتى. فقد ظلت اعتبارات
السياسة الوطنية والقومية للجبهة تفوق وزن وأهمية الاعتبارات الايديولوجية. وفي ذروة اقترابها من
الماركسية السوفياتية لم تبلغ «الشعبية» مستوى الانصهارء أو التماهيء الفكري والسياسي معها.
وربما كان رأي عضو المكتب السياسي للجبهة؛ عبد الرحيم ملوح؛ «بأن من الطبيعي ان لا تتأخر
استجابة بعض الاحزاب الشيوعية [وليس الجبهة الشعبية] لهذه المتغيّرات [البيريسترويكا] كثيراً
ومنها الحزب الشيوعي الفلسطيني»(*), يعكس درجة من اعتبار البيريسترويكا أمراً لا يمس الجبهة
الشعبية» وانها تتعامل مع البيريسترويكا كطرف من خارجها.
ضمن هذه الرؤية» يبد ان الشعبية تفاعلت مع البيريسترويكاء وكان المقياس الرئيسء في هذا
التفاعل, ليس التغيّرات الفكرية, والسياسية؛ والتنظيمية؛ العميقة التي نجمت عن البيريسترويكاء بل
الآثار السياسية للتحوّلات في الاتحاد السوفياتى واوروبا الشرقية. على صعيد الهجرة: واعادة
العلاقات الديلوماسية باسرائيل» والموقف الجديد من التسوية: أو سبل تحقيقها.
في المجال الاولء الفكري أى النظريء تمسّكت «الشعبية», أى بعض أطرافهاء بأغلب المواقف
القديمة. وانطلق د. حبشء في تأييده «للبيريسترويكا والغلاسنوست والتفكير السياسي الجديد»», الى
دانها اعادة بعث واحياء للمفهوم اللينيني للاشتراكية»(**). وأكد «ان ايماننا بالبيريسترويكاء
كضرورة موضوعية تستهدف اعادة البناء الاشتراكي؛ عميق وكبير, لأن ما يجرى في بلاد ثورة اكتوير
من اعادة تقويم شاملة وجذرية لمسيرة الثورة انْ دل على شيء فانما يدل على حيوية وجدلية نظريتنا '
الثورية وقدرة الاشتراكية على تجديد نفسها ومعالجة نواقصها ومشكلاتها». ويبدى ان هذا التأييد
يتعلق باعادة البناء للاشتراكية في الاتحاد السوفياتي وليس البيريسترويكا بكامل جوانبهاء حيث أثار
د. حبش جملة من الشكوك في كيفية فهم الامبريالية لموضوع البيريسترويكا والتفكير السياسي الجديد,
وكيف ستتعاطى مع هذا الموضوع: «كيف ستفهم مقولة توازن المصالح؟ هل ستفهمها على انها تعني
الدول الكبرى التي تمتلك الاسلحة النووية؟ وهل ستقر اميركا بالمصالح المتوازنة للشعوب المضطهدة؟
هل ستغيّر اميركا من طبيعتها العدوانية ومحاولاتها التسلّط والهيمنة على الشعوب؟ اننا نتمنى ذلك
من كل قلوبناء ونصلي من اجل تحقيق ذلكء لكن التمنيات شيء والواقع شيء آخر».
والواج ضحء ان فكرة حل السراعات الاقليمية على قاعدة تواذن المصالح ل تلقى تا تأييداً عند الجبهة
الشعبية. فييثما سأل د. حيش «هل سنستطيع تطبيق هذه القاعدة عملياً دون توفر توازن للقوى
يؤّدي الى تحقيقها؟ واذا لم يتوقر هذا الميزان للقوى, هل ستقبل الامبريالية واعوانها بتطبيق هذا
المفهوم 77.6 “), فان ملوّح يعتقد باستحالة تحقيق هذا المبدأ لحل قضية الشعب الفلسطيني» «بدون
حدّ أدنى من توازن القوى لتأمين الحقوق الوطنية الفلسطينية في الحرية والاستقلال0"2).
وتبدي الجبهة قدراً أعلى من التمسّك بمعظم المفاهيم النظرية والطبقية القديمة. فاذا كان من
الجائن كما قال ملوح» «لاحزاب شيوعية حاكمة: انتصرت فيها الاشتراكية» وليس بطريق الصدفة ان
تعيد النظر بسبل تطبيق الاشتراكية» وسبل قيادة المجتمع والدولة؛ فانه ليس ثمّة مبرّر معقول
العدد ؟١5: تشرين الثاني ( نوقمير ) 19150 لمُرُون فلسطيزية مع - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 212
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10632 (4 views)