شؤون فلسطينية : عدد 212 (ص 47)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 212 (ص 47)
المحتوى
وعلى الرغم من ان البيريسترويكا ليست سبباً رئيساً مباشراً من أسباب الخلافء وقد لا تكون
احد موضوعاته الاكثر أهمية؛ أي الموقف منهاء الا ان «روحهاء» ظلت هائمة على الخلاف وعلى معظم
قضاياه المثارة للصراع؛ كما شكّلت احد الاسلحة الفعّالة التي استخدمها الاتجاه «التجديدي» في
صراعه مع الاتجاه «المحافظ(7).
لقد خرج الاتجاه «التجديدي» بخلافه الى العلن. ونفى صالح رأفتء احد قادة هذا الاتجاه,
«التصريحات التي تقول انه لا توجد خلافات فكرية وسياسية في صفوف الجبهة الديمقراطية واقتصار
الخلاف على الجانب التنظيمي». وقال ان أعمال دورة اجتماعات اللجنة المركزية للجبهة؛ التي
استمرت لمدة تزيد على اسبوعين: في الجزائر, ة قم اليها تقريران: الاول يعيبر عن الاتجاه الذي يقوده
الامين العام للجبهة, نايف حواتمة, والثاني يعيّر عن الاتجاه «الوطني الوحدوي والديُمقراطي الذي
يعبر عنه الامين العام المساعدء ياسر عبدريه». وقال رأفت أن مجرّد تقديم تقريرين سياسيين
وتنظيميين لدليل على ان الخلافات السياسية والتنظيمية كانت قائمة قبل عقد دورة اللجنة المركزية
وفي اثناء هذه الدورة. وأكد رآفت «ان هذه الخلافات ما زالت قائمة حتى الآن»(**). آمّا الاتجاه الآخر,
فظل حريصاً على عدم خروج أمر الخلاف الى خارج جدران الاطر والمستويات الحزبية» باعتبارها سراً
من أسرار التنظيم: وبالتالي فقد أصرّ على انكار وجود الخلافات . لكن المذكرة التي وزعها هذا «الاتجاه»
ضد ما نشر في مجلة «اليوم السابع» عن الخلاف داخل الجبهة ‎)١110/7/15(‏ تضمّنت تسليماً
جزتئياً بوجود خلافات» حيث جاء في المذكرةء انه «مهما كانت الخلافات والتباينات في الرأي» سواء في
القضايا السياسية: أو التنظيمية؛ فان هذه التباينات تجد طريقها الى الحل عبر الحوار الديمقراطي
والرفاقي داخل أطر الجبهة التنظيمية؛ وبالمشاركة الشاملة لكوادز وأعضاء الجبهة؛ بجميع منظماتها
داخل الوطن؛ وخارجه»(*").
ما يعنينا من هذا الامر ان ظهور الخلافات على هذا المستوى من العلنية قد شكّل أول اختراق
من نوعه لجدار المركزية الديمقراطية التي ظلت تشكل المبدأ الموجّه للحياة الداخلية للتنظيم:
والتي تمنع تقاليدهاء وقواعدهاء خروج الرأي الخلافي الى خارج جدران المستويات الحزبية والتنظيم
الحزبي.
كان هذا الاختراق احدى العلامات البارزة على دخول البيريسترويكا على خط هدم بعض القواعد
والتقاليد التنظيمية القديمة التي أخذ الاتجاه التجديديء على ما يبدى. على عاتقه القيام بهاء حيث
قال ياسر عبدربه: «لقد جرئى النضتال منذ أكثر من عام, وذاخل اجتماع اللجنة المركزية الاخيزء من
اجل ان يكون الحوار الديمقراطي المفتوح داخل صفوفنا . وعلى جميع المستويات, هو القاعدة الرئيسة
من قواعد الحياة التنظيمية الداخلية. وبطبيعة الحالء لا يمكن الاكتفاء بمجرد صدور قرار بهذا
الشأن. فالنضال من اجل ان يصبح هذا القرار حقيقة واقعة» وان تجرى ممارسته بنزاهة داخل
صقوفناء هى الامر الذي نتمسّك بهء ونشدّد عليه. الاختلاف لا يخيفنا؛ فصمّام الامان في وجه أية
انشقاقات هو اشاعة الديمقراطية وروح التجديد داخل صفوفناء وفي علاقتنا مع الجماهير ومع سائر
القوى الوطنية؛ أمّا الكبت والتسلّط وممارسة كل أشكال التزييف: وطمس جوهر الخلافات, والادعاء
بالوحدة الظاهرية, فهي التي تشجع على نشوء التكتلات: بل وتقود الى انقسامات مدمّرة». ورأى
عبدريه دان ادخال الديمقراطية والتجديد الى حياتنا الداخلية» لا يقتصر فقط على الحقوق التي تشمل
الانتخايات واحترام رأي»: ودورء القاعدة الحزبية» والغاء مظاهر السيطرة البيروقراطية التي يمكن
8 لثؤون فلسمطيزية العدد ‎5١7‏ تشرين الثاني ( نوفمير) ‎١95٠‏
تاريخ
نوفمبر ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10633 (4 views)