شؤون فلسطينية : عدد 212 (ص 48)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 212 (ص 48)
المحتوى
لل مسار اليسار الفلسطيني...
ان يمارسها جهاز التنظيم المتفرغ وتجديد هيئات التنظيم باستمرارء وتطوير دوره الداخلي في صنع
القرارات السياسية؛ وفي تركيب, وتشكيلء الهيئات التنظيمية؛ وخاصة القيادية منها؛ ان ذلك كله
يشكّل عناصر لتطوير وتعزيز الديمقراطية. لكن هذا جانب واحد؛ والجانب الآخر [هو] ان يعطى
المجال, وعلى نطاق أوسعء لحرية وصراع الافكار حول مختلف القضايا التي تهمّ معركة التحرر
الوطني» الخ(" .
ان المرء ليس بحاجة الى جهد كبير ليرى البصمات الواضحة للبيريسترويكا على الافكار وحتى
التغييرات المقدمة. ولعل هذا الامر كان حصيلة تبني واضح للاتجاه «التجديدي» للبيريسترويكاء بل
ومحاولة ممارستها على صعيد الجبهة, ليس بالنسبة الى الحياة الداخلية في التنظيم فقط؛ وانما على
المستوى السياسيء والايديولوجي» أيضا.
والواقع ان رياح البيريسترويكاء عندما هيّت نسماتها الاولى على الجبهة الديمقراطية» كان الموقف
العام منها هو التأييد. وكان هذا التأييد يجرى انطلاقاً من تقدير ان البيريسترويكا ليست سوى عملية
تجديد الاشتراكية؛ وان الهدف الاساس منها هى تجاوز المشكلات الاقتصادية» وغيرها من
المشكلاتء التى تعيق نهوض المجتمعات الاشتراكية؛ وبالتالي» فقد كان هذا التأييد مبنى على نظرة
تفاؤلية وباعتبار القضية شأناً داخلياً سوفياتياً. أولا وأخيراً. لكن بصورة تدريجية» وسريعة» اتضح
ان ابعاد البيريسترويكا عميقة, وانها عملية طويلة وممتدة» وانها لا تقتصر على البعد الداخلي
السوفياتى, بل طاولت مجمل شبكة العلاقات التاريخية, السياسية والاقتصادية والاجتماعية,
ووّهت, في هذا السياق, ضربة كبيرة الى الاسس الفكرية, والسياسية» والايديولوجية» التي قامت
عليها المجتمعات الاشتراكية, والتي كانت الجبهة الديمقراطية؛ وغيرها من فصائل اليسار
الفلسطيني: تقتات منهاء وتستلهم منهاء أيضاًء سبيلها في الحياة. ش
عندئذ, بدأ يحدثء داخل الجبهة الديمقراطية؛ تغيير في مضمون التأييد, بالنسبة الى الاتجاه
المحافظ. قفيما واصل الاتجاه «التجديدي» تأييده بلا تحفظء تقريباً» للبيريسترويكاء كان الاتجاه
«المحافظ» يبرز بعض التحفظاتء من خلال «أبراز الآثار السلبية للتحوّلات الجارية في بلدان اورويا
الشرقية ويقلّل من امكانات الضغط على الموقف الاميركي وفرص تطويره تجاه القضية الفلسطينية
والصراع العربي ‏ الاسرائيلي»("0). 1
وظهر الخلاف على نحو واضح في الجانب السياسي. فقبيل» وفي اثناءء انعقاد دورة المجلس
الوطنى الفلسطيني الاخين في الجزائر. تبلور الخلاف داخل الجبهة الديمقراطية حول نقطتين
رئيستين: الاولى تتعلّق بنوعية البرنامج السياسي الذي تتطلب الظروف الراهنة اعلانه, كبرنامج
رسمى للنظمة التحرير الفلسطينية يتبنّاه المجلس الوطني الفلسطيني؛ والثانية تتعلق بالموقف ازاء
اعلان الاستقلال وتشكيل الحكومة الموقتة. ‎١ ١‏
بالنسبة الى نوعية البرنامج السياسي» فقد دعت وجهة نظر الاتجاه «التجديدي» الى تبني ان تعلن
مءت .ف. رسمياً. قبولها بمبدأ وجو دولتين (دولة اسرائيل والدولة الفلسطينية)» وان تعلن استعدادها
للتفاوض (في المؤتمر الدولي) علي أساس القرار الرقم ؟4؟ الى جانب حق تقرير المصير؛ امّا الاتجاه
«المحافظ: فقد اعتبر ان اعلاناً من هذا النوع ليس سوى اعتراف مسبقء ومن جانب واحدء بحق
اسرائيل في الوجودب؛ وانه ليس فقط اعترافاً باسرائيل كأمر واقع: وليس حتى استعداداً للاعتراف
المتبادل, وانه اعتراف مجاني بحق اسرائيل في الوجود في الوقت الذي تعلن اسرائيل ب «ليكودها»
العذد 7١7؛‏ تشرين الثاني ( توقمين ) ‎115٠0‏ دون فلسطيزية 8
تاريخ
نوفمبر ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7276 (4 views)