شؤون فلسطينية : عدد 212 (ص 49)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 212 (ص 49)
المحتوى
عوض خليل سس
و«معراخها». رفضها المطلق لمبدا قيام دولة فلسطينية مستقلة. كما اعتبر الاتجاه «المحافظ ان
الاستعداد للتفاوضء على أساس القرار الرقم 47 ؟, يعني التخليء مسبقاً عن «حق العودة» كبند من
بنود المفاوضات؛ ويعني ان م.ت.ف. تسلّم» سلفاًء بأن «الارض والاستقلال هما موضوع المساومة
الوحيد في المفاوضات», ذلك ان حق تقرير المصير لا يعني» بالضرورة؛ الاستقلال. ويبدو واضحاً من
ذلك ان الاتجاه «التجديدي» كان الاكثر تأثراً وتكيّفاً مع رياح التغيير التي جاءت البيريسترويكا بهاء
وان سياسته جاءت قريبة من التبدّلات في السياسة السوفياتية. قال ياسر عبدريه: «انناء بهذه
السياسة؛ استطعنا ان نحافظ على العلاقة بالاتحاذ السوفياتي والبلدان الاشتراكية الاخرى. نقول,
بصراحة» ان درجة تضامن ومساندة الاتحاد السوفياتي ليست أمراً مضموناً بشكل مطلق. فهذا
الدعم مرتبط بالسياسة التي ينتهجهاء وبمقدار قدرتها على ان تكون واقعية؛ وتأخذ حقائق العالم
المعاصر في الاعتبار». واعتبر «ان السياسة الواقعية والديناميكية التي سارت عليها م.ت.ف. كانت
تنسجم مع ظروف قضيتنا الوطنية والمرحلة الجديدة التي دخلها الوضع العالمي؛ أي مرحلة انهاء
الحرب الباردة؛ والسعي الى حل المشكلات الدولية, والاقليمية؛ على قاعدة توازن المصالح»(68).
تطوّرت الخلافات السياسية والتنظيمية بعد عقد دورة المجلس الوطني الفلسطيني لتفاقم حدّة
الفرز بين اتجاهي الجبهة. وكانت محطة دورة اجتماعات اللجنة المركزية, التي عقدت في الجزائر, من
شباط ( فبراير ) الى الرابع من آذار (مارس) ‎.156١‏ المحطة الأهمّ التى بلورت قضايا الخلاف.
ولأول مرةء صدرت عن اجتماع اللجنة المركزية للجبهة وثيقة تتضمّن مراجعة سياسية نقدية لبعض
مواقف قيادة الجبهة؛ تشيرء بصورة صريحة: الى ان قيادة الجبهة «تخلّفت عن الاستجابة السريعة
لتطلبات الانتفاضة؛ التي باتت تقتضي تحوّل قيادة جبهتنا الى هيئة اركان للانتفاضة؛ وعن حاجتها
الى مبادرة سياسية ملموسة تشقٌّ الطريق أمامها نحو النصر»؛ واعترفت بوقوع «حركتنا السياسية في
ارتباك واضح في اطار الحوار الوطني الذي وقع عشية: وإفي] اثناءء انعقاد المجلس الوطنى
الفلسطيني» وظهرت جبهتناء لأول مرة» بموقف غير موحٌد». وانتقدت سياسة الجبهة في الفترة الواقعة
بين عقد المجلس وحتى نيسان (ابريل) 1585: التي اتسمت «بالمغالاة والتطرّف» اللذين عيّرا عن
نفسهما «بأشكال من الانعزال عن الحركة السياسية الوطنية الفلسطينية», وأعاقا «دور جبهتنا عن
المشاركة النشطة والفعّالة فيها». وحمّلت الوثيقة «المكتب السياسيء كهيئة جماعية, مسؤولية هذه
السياسة(*6. ‎١‏
وقد اتخذت اللجنة المركزية؛ في اجتماعهاء قراراً بتنظيم حوار ديمقراطي شامل في المسائل الفكرية
والسياسية والتنظيمية كافة, وذلك في اطار التحضير للمؤتمر الثالث للجبهة؛ الذي سيعقد قبل نهاية
العام :115 وانتخبت هيئة تحرير المجلة الداخلية؛ التي ستشكّل منبراً للحوار الفكري. والسياسي,
والتنظيمي. بطبيعة الحالء لم ينته الخلاف بين الاتجاهين. فقد أعلن صالح رآفت, بصراحة: «لسنا
واثقين بأن يقوم المكتب السياسي بتنفيذ خلاق لهذه القرارات السياسية والتنظيمية ؛ لذلك, ستتواصل
عملية الصراع لتنفيذ القرارات»7' ''). ولِعلّ انقسام أعضاء الجبهة في المؤتمر الوطني العام للاتحاد
العام لطلبة فلسطين, الذي عقد في أوائل أيار ( مايى ) ‎:١54١‏ يعكس استمرار الخلافء وتفاقمه.
وفي ظل الاحتمالات المفتوحة لهذا الصراعء يبدو واضحاً ان الاتجاه التجديدي عازم على اجراء
تغييرات سياسية؛ وتنظيمية, وفكرية؛ هائلة في الجبهة؛ تقترب؛ الى حدّ بعيدء من التغيّرات التي أقدم
عليها الحزب الشيوعي الفلسطيني في مشروع برنامجه السياسي ونظامه الداخلي الجديدين؛ حيث
اعتبر ياسر عبدريه «ان التجديد الديمقراطيء وازالة كل مظاهر العصبوية والتحجر الفكري
.0606 هون فلسطيزية العدد ‎5١١‏ تشرين الثاني ( نوفمير) 195
تاريخ
نوفمبر ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10632 (4 views)