شؤون فلسطينية : عدد 212 (ص 62)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 212 (ص 62)
المحتوى
ب استقرار الانفراج الدولي والصراع العربي ‏ الاسرائيلي
هذا البحث يعنى بمحاولة تحديد طبيعة النظام الدولي المقبل» وانعكاساته على مفهوم القوتين
العظميين للصراعات الاقليمية ويخاصة الصراع العربي ‏ الاسرائيلي؛ ومناقشة التداعيات المتوقعة
على جانبي الصراع. وتجدر الاشارة الى ان ما ينطوي عليه هذا التحليل يدخل في باب الاجتهادات
الكثيرة التي تحفل بها الساحة الفكرية العربية حول الجوانب المذكورة؛ مع ملاحظة ان تنوّع هذه
الاجتهادات يقدّم تراكماً فكرياً مفيداً» قد يتمكّن الجانب العربي» من خلاله» من تلمّس بدائل الحركة
المتاحة له مستقبلاً.
النظام الدولي بين الاتفراج والتعاون
عندما التقت القيادتان» الاميركية والسوفياتية»: في موسكي في أيار ( مايى ) ؟91١,.‏ شاع مفهوم
«الوفاق» للتعبير عن الطور الذي بدأه ذلك اللقاء في النظام الدولي. وكان ذلك نتيجة لتوصّل القيادتين
الى وثيقة تضمُنت اثني عشر بندأ تتعلق جميعها بأسس جديدة لضبط النفس فيما بينهماء ولتأكيد
مسؤوليتهما المشتركة الخاصة تجاه قضية الامن الدولي!'). وفي ذلك الحين: ولسنوات عديدة لاحقة,
اعترض البعض على اطلاق مفهوم «الوفاق» كمصطلح مرادف للتعبير الاوروبي الذي أطلق على الحالة
الجديدة عغ+06662 ؛ معتيرين ان ما حدث لا يعدى ان يكون تجسيدآ لفكرة «التعايش السلمي» الذي
طالما دعا الاتحاد السوفياتي اليه وأنكرته الولايات المتحدة الاميركية وحلفاؤّها؛ وان هذا التعايش
أصبح حقيقة يقر بها الاميركيون: بعد أن استطاع الاتحاد السوفياتي كسر الاحتكار النووي الذي
بدأه الاميركيون منذ نهاية الحرب العالمية الثانية("). لذاء فان ما تم لا يعن وفاقاً. وان مفهوم الوفاق
نفسه هى ترجمة مغرضة لطبيعة العلاقات بين الدولتين العظميين؛ فهى يعني وجود نوع من الاتفاق
المعلن: أى الضمنيء من وجهة نظر المعترضينء على المسائل المختلفة؛ ومنها القضايا الاقليمية؛ لكن
الصحيح ان ما حدث هو نوع من الانفراج(؟). وهذا الانقراج لا يقصد به سوى منع الصدام المسلّم
الذي لا كاسب من ورائه أى خاسر. بسبب حالة الردع النووي المتبادل بين واشنطن وموسكيى. ما
الصراع الايديولوجي وصراع المصالح والنفوذ والاختلاف على الموقف من الاستعمار وتجاه حركات
التحررء ونحو ذلك؛ فهي أمور باقية. ويبدى ان المعترضين على مفهوم «الوفاق» كانوا محقين في موقفهم,
ذلك ان كلمة 0646514 استخدمت, منذ مطلع الستينات»: بعد أزمة الصواريخ الكويية الشهيرة» ويعد
انشاء «الخط الساخن» بين واشنطن وموسكيوء وتوقيع اتفاقية الحظر الجزئي على اجراء التجارب
النووية في العام ‎.١477‏ وكانت الكلمة تعنيء آنذاك: «منع الوصول بالصراع بين العملاقين الى خطر
الصدام النووي»7*)
على أي حالء يهمّناء من هذا الجدل الذي أثير حول ما اذا كان العملاقان في حالة وفاق أم
انفراجء تلك الاسئلة الجوهرية التي أثيرت في أوساط العالم الثالث: وحركات التحرّرء حول مدى
صدقية الاتحاد السوفياتي في انتصاره لقضايا التحرّر ومكافحة الاستعمار والعدوان. وقد أثيرت هذه
الاسئلة جهاراً وخفية: بعد ان لوحظلت مراعاة موسكو الحرفية لمواثيقها مع واشنطن, المعقوبة في العام
إ(وذلك بعكس الولايات المتحدة الاميركية)» وان معدّل التأييد السوفياتي أخذ يرتبط» بصورة
واضحة: بالعلاقات الاميركية ‏ السوفياتية. وفي حدوب الصراع العربي ‏ الاسرائيلي؛ فهم البعض
نتائج الانفراج على انها تضمّنت اتفاقاً غير معلن على الاسترخاء العسكري في الشرق الاوسط.
فالقوتان لم تتحدثاء في مواثيقهماء عن قضية الصراع العربي ‏ الاسرائيليء سوى في حيّز ضيّق جداً:
لا يتوازى ومقدار تغلفلها فيهء ولا يتوازى مع سخونة الصراع ذاته أى مخاطره المحتملة على
العدد ١١؟:‏ تشرين الثاني ( نوفمبر ) لتؤون فلسطزية احا
تاريخ
نوفمبر ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10634 (4 views)