شؤون فلسطينية : عدد 212 (ص 64)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 212 (ص 64)
المحتوى
للسسيم استقرار الانفراج الدولي والصراع العربي ‏ الاسرائيلي
الانفراج الجديد والصراعات الاقليمية
في ضوء الملامح التي أبرزتها التفاعلات الجارية منذ منتصف الثمانينات: يتضح ان النظام
الدولي يعد في مرحلة انتقالية بسن الحرب الجاردة والتعاون يمكن وصفعٍ بالانفراج ج الكبير والاتجاه
ما ذكره غورياتشيوف, صراحة؛ في اثناء زيارته للولايات المتحدة الاميركية, في مطلع حزيران ( يونيو )
المواجهة وتِتّجها الى التعاون», الامر الذي رحبت واشنطن به17١).‏ والسؤال المطروح» الآن» يدور حول
انعكاسات هذه الوضعية على الصراعات الاقليمية: وفي طليعتها الصراع العربي ‏ الاسرائيلي: موضع
الاهتمام في منطقتنا العربية؟
تنطلق الاجابة عن هذا السؤال من دلالة الخبرة التاريخية التي قدّمها النظام الدوليء في مراحله
السابقة: في ما يتعلّق بمسار الصراع. ففى ظل التنافس بين القوتين العظميينء في أعقاب الحرب
العالمية الثانية» على اتخاذ موطىء قدم في الشرق الاوسطء سارع كل من الاتحاد السوفياتي والولايات
المتحدة الاميركية الى الاعتراف باسرائيل (أيار ‏ مايى ‎.)١54/‏ لقد كانت الولايات المتحدة الاميركية
تحاول كسب الرأي العام اليهوديء ووراثة النفوذ الاوروبي» والوصول الى أقرب نقطة من مصادر
النفط وأقرب نقطة من العملاق السوفياتي الناهضء لتطويقه ومحاصرة نفوذه المتنامى9؟")؛ هذا في
حين كان الاتحاد السوفياتي ينظر بريبة الى النظم العربية» معتبراً اياها بقايا نظام اقطاعي متحالف
مع الاستعمار الغربي؛ وكان القادة السوفيات معجبين بتجرية «الكيبوتس» والحركة العمالية
اليهودية» معتبرينها خطوات على طريق اسرائيل الاشتراكية ضد اليهودية الرأسمالية» وضد النظم
الاقطاعية العربية('). كانت تلك هي المرحلة التي رأى فيها الطرفان: الاميركي والسوفياتي» ان
مصلحتهما تكمن في تأييد اقامة اسرائيل: على الرغم من حالة الحرب الباردة المهيمنة على علاقاتهما.
وقد استمرت اسرائيل تحظى بعلاقات طيبة مع العملاقين. حتى جاءت وقائع الحرب الكورية وأبدت
تل - أبيب انحيازها الصريح الى جانب الولايات المتحدة الاميركية في الوقت الذي قامت ثورة 1" يوليى
في مصرء بقيادة جمال عبد الناصرء ويرزت المواقف التحررية للمنطقة العربية. ويخاصة بعد
عقد صفقة الاسلحة التشيكيّة الشهيرة؛ في العام 6 ‎:.١155‏ وموقف عبدالناصر من الاحلاف الغربية.
كل هذا أنتج موقفاً سوفياتياً ايجابياً من الطرف العربي في الصراعء وهى الموقف الذي استمر حتى
تحوّل النظام الدولي الى حالة الانفراج الاولى في السبعينات: وربما في اثناء ذلك الانفراج» بشكل أى
آخر0.
ويصفة عامة؛ لم يكن الصراع العربي - الاسرائيلي بعيداًء بأي حالء من تفاعلات النظام الدولي
طوال العقود الاريعة الماضية؛ بل وكان التنافس فيما بين الطرفين: العربي والاسرائيلي» على أشدّه في
المنطقة العربية: بحيث كان الصراع أحد أهمّ الموضوعات في علاقات الدولتين العظميين!*).
لقد كانت تطوّرات الصراع المدخل الاساس لولوج النقون السوفياتي الى الشرق الاوسطء وفي
السياق عينه؛ كانت الرغبة الاميركية في لجم هذا النفون السوفياتي, من العوامل التي أدّت الى تصعيد
الصراع العربي ‏ الاسرائيلي» وفتح باب المساعدة الاميركية لاسرائيل دون حدود. في هذا الاطار, كانت
حالة الانفراج تثير القلق لدى الجانب العربي» على أساس ان هذه الحالة تعني تضاؤل فرص حرية
الحركة (المناورة) بين العملاقين بالنسبة اليهمء وغالباً ما ينظر الى خبرة مصر. في الخمسينات,
العدد ‎:7١7‏ تشرين الثاني ( نوفمبر ) لشيُون قلسطنية 56
تاريخ
نوفمبر ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10634 (4 views)