شؤون فلسطينية : عدد 212 (ص 65)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 212 (ص 65)
- المحتوى
-
محمد خالد الأزهري 5
كتموذج على قدرة أحد الاطراف العربية على ادارة علاقاته بنجاح على مستوى القمة الدولية مستغلاً
حالة الصراع السائدة في هذه القمّة, في أوج الحرب الباردة07).
كذلك, ترتبط خبرة الانفراج ببروز الدور الاميركي وتراجع الدور السوفياتي في الصراع العربي
- الاسرائيلي. ومثال ذلكء ان الولايات المتحدة الاميركية انفردت:» تقريباًء بمسار عملية التسوية منذ
نهاية حرب تشرين الاول ( اكتوبر) 1417؛ وحتى اتفاقية الصلح المصرية الاسرائيلية في آذار
(ماربس) .)١9175 ونا كانت الولايات المتحدة الاميركية طرفاً مناصراً وحليفاً لاسرائيل الى أقصى
الحدودء فان هذه الخيرة, أي خبرة الانقراج: »لم تبشّر بخير للجانب العربي
لا شك في ان الكثيرين يأخذون هذه الخبرات في الاعتبا عند استشرافهم دور الانفراج» أى
التعاون؛ على قمّة النظام الدولي تجاه مجريات الصراع العربي الاسرائيلي.
بالاضافة الى هذه الخبرات»؛ يمكن مراجعة مواقف السياسة السوفياتية الجديدة تجاه
الصراعات الدولية الاقليمية عموماً كاطار مرجعي لتلمّس مسار هذه السياسة المتوقع تجاهها. ويفهم:
من المواقف المعلنة في اطار التفكير السوفياتي الجديد:؛ في ظل البيريسترويكاء ان الصراع على النفوذ
في الشرق الاوسط لم يعد يقوم على فكرة إمَا نحن (أي السوفيات) وإمّا هم (أي الاميركيون). يتأكد
هذا ذا الفهم عند استحضار ما ذكره غورباتشيوفء مهندس السياسة الجديدة: بشأن الشرق الاوسط:
. اننا لا نريد» على الاطلاق» ان تؤدي عملية وضع التسوية لمشكلة الشرق الاوسطء أو أهداف هذه
العملية بطريقة ماء الى التعدّي على مصالح الولايات المتحدة الاميركية والغرب؛ كما اننا لا نعتزم دفع
الولايات المتحدة الاميركية الى خارج. الشرق الاوسطء فذلك لا يعدو ان يكون الا تفكيراً غير واقعي».
ومع ذلكء رأى غورياتشيوف «ان الولايات المتحدة الاميركية؛ بدورهاء لا ينبيغي ان تضع لنفسها
أهدافاً غير واقعية». وأكد «ضرورة أخذ مصالح. الفلسطينين في الاعتبار. جنياً الى جنب مع مصالح
اسرائيل»(04),
يلاحظ: أيضاً: ان التفكير السوفياتي الجديد يغلّب المصالح القومية للاتحاد السوفياتي: كد
وكمجتمع, بينما يخفٌ التركيز على الشعارات الايديولوجية والمبادىء المثالية حول ا
وحتميّة الحل الاشتراكي لقضايا الدول النامية؛ ويطرح السوفيات رؤيتهم للصراع العربي -
الاسرائيلي في هذا الاظاز: على أساس: ان موسكو لم تعد تزعم انها تقف مع أطراف معيّنة دون غيرها
من أطراف الضراع, بل انها تؤيد حقوق الاطراف المختلفة» كما تعارف عليها المجتمع الدولي» واستقر
عليها معظم المعنيين بالصراع. وقد استيدل الاتحاد السوفياتي اللغة الايديؤلوجية الصارخة: والتأييد
التلقائي للحركات والانظمة التقدّمية واليسارية ضد الحركات والانظمة الرجعية أو المحافظة, بلغة
الحوار الموضوعي مع الاطراف كافة(05).
كذلك أخذ الاتحاد السوفياتي يربطء في لغته تجاه الدول العربية. ضرورات التسوية السلمية
للصرا ع العربي الاسرائيلي يضمان اقران السلم العالمي العام( '). ومعنى ذلك ان موسكى تعتبر
تسوية الصراعات الاقليمية مهمّة أساسية: يودي حلّها الى تأ تأكيد السلم الدولي.
ان الاتجاه العام للسياسة السوفياتية الجديدة يحاور حول ضرورة حل جميع النزاعات بالطرق
السلميةء مع نفي الحروب والتهديد باستخدام القوة؛ بل وتعتبر موسكو ان الحرب لم تعد استمراراً
للسياسة بطرق أخرىء وذلك على عكس مقولة كلازوفيتش الشهيرة. ومع ذلك كله؛ فان سياسة موسكو
ترى أن للحركات الوطنية التحررية ان تستخدم الوسائل كافة لتأكيد حقوقها المشروعة, ويخاصة
313 لشؤُون فلسطيية الغدد :١١ تشرين الثاني ( نوقمير) 195٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 212
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10634 (4 views)