شؤون فلسطينية : عدد 212 (ص 68)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 212 (ص 68)
- المحتوى
-
سلب استقرار الانفراج الدوني والصراع العربي الاسرائيلي
الصراع العربي الاسرائيلي؛ وردود الأفعال التي يثيرها في الذهن كثيرة. سواء من حيث توقيت
الاعلانء أو انعكاساته الاستراتيجية؛ أو الاسئلة التى يطلق لها العنان. ولسنا معنيّينء في هذا
الموضعء بمناقشة هذه الجوانب كافة؛ التي تستحق جهدأً فكرياً مركزاً يفيها حقها؛ غير ان الامر يثير
الشهيّة لاثارة بعض الاسئلة, التى من بينها: لماذا اختارت القيادة العراقية الاعلان عن امتلاكها
لأحد أهمٌ أسلحة الدمار الشامل (فوق التقليدية وتحت النووية) في هذا التوقيت على وجه التحديد؟
هل كان ذلك لمجيّد الردّ على التهديدات الاسرائيلية للمنشآت العراقية» أم ان للتصريح علاقة بتطوّر
الاأوضاع الدولية؛ وتطوّر الغزى السكاني اليهودي لفلسطينء وكثرة الاشارات الاسرائيلية الى امكانية
تنفيذ استراتيجية تهجير ابناء الشعب الفلسطيني في فلسطين المحتلة نحو الاردن أو حتى ابتلاع
الاردن ذاته» ومن ثم مجاورة العراق مباشرة؟ ويصيغة أخرىء هل أرادت بغداد ان تبلغ الى المهاجرين
الجدد ان الصهيونية قد تقودهم الى محرقة؛ وليس الى جنة موعودة؛ أ فردوس مفقود؟ ومن حيث
التوقيت والجوانب الفنية أيضاً قد يقال ان اسرائيل تستطيع ان تحبط أية ضربة عراقية محتملة
بواسطة المبادرة بالهجوم في البداية» مع استطاعة رديفة من جانبها لاحباط أي ضربة عراقية اليهاء
استناداً الى شبكة من الصواريخ المضادة للصواريخ التي طوّرتها اسرائيل في اطار مشاركتها في
برنامج «حرب النجوم» مع الولايات المتحدة الاميركية. فهل أخذت بغداد هذا الاحتمال في الاعتبا,
بحيث ان اعلانها عن موقفها التسلّحي جاء بعد دراسة مستوفاة لهذه الجوانب؟ ثم هل يتوقف
الموقف التسلّحي العراقي عند نقطة معيّنة؟ آليس من المحتمل ان ما أعلن عنه العراق ليس الآ جزءاً
من كل أشملء وأكثر قوة؟
واضمء والحال كذلكء ان الاسئلة المتعلقة بالجوانب الفنية والتقنية كثيرة» يستطيع ان يتصدّى
لها أهل الاختصاص. وهناك اسئلة أخرى تتعلّق بجوانب استراتيجية تخصٌ صميم مسار الصراع
العربي - الاسرائيي» لعلّ في مقدمها السؤال عمًا اذا كان هذا الصراع قد أخذء في أعقاب التصريح
العراقى» احد أهمّ خصائص الصراع في مستواه الدولي ايان الحرب الباردة؟ بكلمات أخرىء: هل
توصّل الجانب العربي الى نقطة التوازن الاستراتيجي مع اسرائيل» بحيث أصبحنا تجاه «حالة
اقليمية» من «الردع المتبادل» بين العرب واسرائيل؟ لا يخفى ان الاجابة عن هذه الاسئلة سوف
تتوقف عليها أبنية جديدة من التحليلات في المراحل المقبلة. وقد بد أت ارهاصات أولية لهذه التحليلات
في في البروز. فمن رأي البعضء ان الجانب العربي قد توصلء بالفعلء الى وضغية التوازن الاستراتيجي
مع اسرائيل: وذلك الى المستوى الذي قد تنتفى فيه امكانية الحرب النظامية بين الطرفين؛ أى ان مثل
هذه الحربء اذا وقعتء لن تكون كأحدى الجولات المعتادة, “بل سوف تكون لها أبعاد تدميرية هائلة:
الامر الذي يتحسب الطرفان له ويسعيان الى تجئيه9"'). ان مثل هذا التحليل يفيد بأننا لسنا فقط
تجاه أوضاع دولية مستجدة: ينبغي ان تؤخذ في الحسبان: بل اننا بصدد تطوّرات هامّة, على صعيد
طبيعة المواجهة وموازين القوى في حدود التوازن بين طرفي الصراع أيضاً.
نعود الى الواقع الدوليء لنلفت الانتباه الى ان التوجهات الدولية المقبلة توحي بأن منطقة الشرق
يل سوف أكون ؛ عل الارجح. منطقة تنافس اقتصادي دس أطراف متعدده8 (اليابان واورويا والصين
الى جانب القوتين العظميين)؛ ويذلك فان السياسة الاميركية لن تكون معنيّة كثيراً بدعم اسرائيل.
عسكرياً لأجل مواجهة النقوذ الشيوعي. ومعلوخ ان اسرائيل تمثل» في ظل تحالفها الاستراتيجي مع
الولايات المتحدة الاميركية. مخزن اسلحة للقوات الاميركية. ومعنى ذلك؛ ان هذه الاسلحة
العدد ١5؟: تشرين الثاني ( نوقمير ) 1550 لشوُون فلسطزية 15 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 212
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10633 (4 views)