شؤون فلسطينية : عدد 212 (ص 72)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 212 (ص 72)
المحتوى
ل استقرار الانفراج الدولي والصراع العربي ‏ الاسرائدي
انطلاقاً من هذين الافتراضينء فان المطلوب هو طرح معالجة عربية ‏ فلسطينية شاملة للبعد السكاني
في الصراع العربي - الصهيوني» من جانبء وتقوية الجبهة العربية ‏ الفلسطينية في اطار هذا البعدء
من جانب آخر. هذه المعالجة سيق وان تناولناها تفصيلاً في موضوع آخر('*)؛ ولا نجد حرجاً في
الاشارة اليها في هذا الموضوع مرة أخرى.
ان التحرّك الصحيح للمعالجة المطلوبة يتمٌ من منطلق حقيقة ان السكان في الصراع لا يمثلون,
بالضرودة مصدرقية. أوضعف, لأي طرف, وانما يعتمد ذلك. في المقام الأول: على خصائص البشي
كيفية تعبئتهم كمَّياً وكيفيّاً؛ أي ان هذا الامر يعتمد» بالاساسء على تقدير طاقات العنصر البشري؛
ثم توظيفها, بشكل مناسبء في اطار مشروع حضاري متكامل للمواجهة . والمتصور انه يمكن الاقترا
من عنصر القوة السكانية في الجانب العربي من خلال مستويين: المستوى الأول كليء يأخذ فى
الإعتبار الاطار الواسع للمواجهة بين الطرف العربي: عموماً مقابل الطرف الصهيوني» عموماً.
والمستوى الثاني؛ جزتي» يأخذ في الاعتبار المواجهة الدائرة في الاطار الأضيق بين الطرف الاسرائيلي
والطرف الفلسطيني. أن هذه المقارية تتيح الفرصة لتقويم حقيقي لمدى نجاح التموذج الاستيطاني
الصهيوني من عدمه على الصعيد السكاني, ؛ وتقدير التداعيات الحقيقية لموجة الغزوة اليهودية
القادمة من الشمال (الاتحاد السوفياتي ودول شرق اورويا)؛ أى تلك الموجة المنتظرة من الجنوب
(افريقيا).
في المستوى الكلي, يلاحظ وجود تفوّق بشري عربي على الجانب الصهيوني»؛ وبخاصة اذا كان
المعني هى العنصر البشري اليهودي داخل اسرائيل وخارجها ‎٠‏ وذلك بالمنظار الحاليء والمستقبلي.
فالدراسات الاكثر تفاؤلاً, تقدّر مجموع اليهودء في العام ‎٠٠٠١‏ بما لا يتجاوز أربعة عشر مليوتاً ؛ هذا
في الوقت الذي سيبلغ مجموع العرب: حينذاك؛ نحو 5 55 مليوناً. ولونظرنا الى هذا البعد (السكاني)
في االحيط الاقليميٍ الأضيق حول اسرائيل» أي دول الطوق العربي ( سوريا ولبنان والاردن ومصر ) ؛
وفي حدوب العام ‎٠٠٠١‏ أيضاً: فسوف نجد ان التوازن السكاني سيكونء أيضاًء في صالح الجانب
العربي (نحو 5 4 مليوناً مقابل أربعة عشر مليوناً) . ومع ذلك؛ لا'نستطيع القول ان هذا التفوّق يمكن
ان يؤدي الى حسم المواجهة؛ في حال استمرار أسلوب توظيف العنصر البشري بالشكل القائم في الوقت
الحاضر.
وقد يظهر ان هذه الملاحظة تعتبر أمراً بديهياً . ومع ذلكء فان تأكيدها في هذا الموضع أمر مطلوب.
فمعظم الاشارات العريية المتعلّقة بالجانب السكاني من الصراع تكاد تهملء تمامأء أن العنصر
البشري العربي هو في حالة تفوّق فعلي في الوقت الحالي (وفي المستقبل)» في مقابل المجتمع الاستيطاني
الصهيوني في فلسطين, حتى لو أضيفت اليه كل موجات الهجرة اليهودية المتوقعة؛ وان الخلل القائم
يتعلّق بعدم توظيف الجانب العربي لهذه القوة البشرية في مجرى الصراع مع هذا المجتمع
الاستيطاني. ويعبارة أخرىء ينظر الجانب العربي الى الصراع السكاني على انه صراع بين
المستوطنين اليهود عموماً والمجتمع الفلسطينيء وفي داخل حدود فلسطين المحتلة فقط. وبذلك يبدى
العنصر اليهودي كعنصر متفوّق من الناحيتين: الكميّة والكيفيّة؛ وهذه نظرة جزئية تهمل الابعاد
الحقيقية للصراع الصهيوني ‏ العربي, وتحصره في نطاق ضيّق» أي في حدود انه صراع اسرائيلي -
فلسطيني فحسب. ومنطقي ان هذه النظرة ‏ التي تؤكد في حال استمرارهاء سيادة منطق التجزئة -
سوف تعكس تداعياتها السلبية في شكل استمرار القصور في الجانب العربي على أمد طويل. حتى
انه قد يأتي وقت لا تصبح المواجنهة فيه بين اسرائيل والبلدان العربية جميعهاء وانما بين
العدد ‎25١‏ تشرين الثاني ( نوفمبر ) 6 شيُون فلسصيزية 17
تاريخ
نوفمبر ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10634 (4 views)