شؤون فلسطينية : عدد 212 (ص 76)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 212 (ص 76)
المحتوى
سل استقرار الانقراج الدولي والصراع العربي ‏ الاسرائيلي
وفي بعض الدولء كرومانياء تواكبت عمليات التغيير بترويج دعايات واسعة النطاق عن مساندة
أطراف عربية للنظم والاوضاع القديمة. مما أثار غضبة شرق اورويية على العرب. ويمكن افتراض ما
لعبته الدعاية الصهيونية من دور مغرض في هذا الصدد0* *). وهذا أمرقد لا يمرّبسهولة» وقد يحتاج
الى فترة زمنية وحملة عربية مضادة لتوضيح المواقفء وترميم ما أفسدته هذه الدعايات.
لقد كان لاعادة العلاقات الأوروبية الشرقية ‏ الاسرائيلية أبلغ الاثر في فك العزلة عن اسرائيل؛
وذلك في توقيت هامٌ بالنسبة اليهاء الذي تم تطويقه. سياسياً. منذ العام 1171: بعامة, وفي اثناء
الانتفاضة الفلسطينية» في الأعوام الاخيرة, بخاصة. والمرجح انه سوف يكون لهذا التطوّر تداعيات
سياسية ودبلوماسية آخرى. فقد لا يعود التأييد الدبلوماسي ‏ السياسي الاوروبي الشرقي للقضية
الفلسطينية ‏ ومختلف القضايا العربية ‏ أمراً مضموناً بشكل تلقائي: داخل المحافل الدولية. فمن
المنتظ ان تسعى هذه الدول الى تأكيد استقلاليتها الجديدة باتخاذ مواقف مغايرة لمواقفها السابقة!
وبسوف تراقب المواقف الاورويية الغربية والاميركية. مستهدفة عدم التناقض المطلق معها في كل شيء:
على خلاف مواققها السابقة: وذلك لحاجتها الملحّة الى الاستثمارات والمعونات ورؤوس الاموال
والتقنية الغربية عموماً. وهذه أمور تعطي مؤشرات سلبية» في جلّهاء بالنسبة الى الجانب العربي -
الفلسطيني.
مع ذلك» يمكن القولء من -جانب آخرء ان الاتجاهات الليبرالية وسياسات الانفتاح التي قد
تنتهجها دول اورويا الشرقية في المستقبل المنظورء قد تسهم في توسيع فرص الحركة العربية وآفاقها
في هذه الدول: وذلك من الناحية التجارية» وفي جانب الاستثمارات المالية والاقتصادية المختلفة. ان
دول شرق أوروبا سوف تظل بحاجة ملمّة الى التوسّع ا مالي» والتجاري. ويمكن لاستراتيجية محكمة,
في طور الانفراج الجديدء ان تفتح آفاق الحركة مع هذه الدول. وسوف يسهم هذا التوجّه في احداث
توازن من نوع معي مع التعامل العربي ‏ الغربي الذي ساد طويلاً. لهذاء فان اشارات عربية من
النوع الاقتصاديء والمالي» قد تحول دون انقلاب مواقف دول أورويا الشرقية يزاوية حادّة ضد
الجانب العربي في الصراع العربي ‏ الاسرائييء أى على أقل الفروض قد تحول هذه الاشارات دون
ان تستثمر اسرائيل الاتجاهات الجديدة لمصلحتها بشكل مطلق.
الاتعكاسات الفكرية
يشير اتجاه الاحداث الى ان تطوّرات النظام الدولي تتم في ضوء فكرة مفادها ان النظام الشيوعي
قد هُرْمِ في الصراع الايديولوجي» والاقتصاديء والسياسيء في مواجهة الايديولوجية الاميركية والغربية
: الليبرالية الرأسمالية. وعلى عكس ما هو شائع من ان الولايات المتحدة الامبركية لا تتبثى أيديولوجية
محدّدة: فانها تعد من أكثر الدول اعتناقاً للايديولوجية في العالم. فهى تعتبر نفسها «حارسة
الديمقراطية والتفكير العقلاني وقيم الحرية والعدالة» وذلك على النطاق العاكي بأسرو(؟).
وفي ضوء هذه التعميمات: يلاحظ ان قيمة اسرائيل: ككيان استيطاني يدّعي تبنّيه للمثل الغربية,
والعمل في اطار المصالح الاميركية» سوف تزداد. وهكذاء فان التخلي الاميركي عن هذا الحليف
الايديولوجي يعدّ امراً شبه مستحيل في المستقبلء لأن ذلك يعني التخلّي عن نموذج ايديولوجي ثبت
انتصاره؛ هذا في الوقت الذي تتراجع المثل الشيوعية» أو الاشتراكية؛ في الشرق.
ويلاحظ أيضاً؛ ان التيار الاصلاحيء الذي يحكم السياسة السوفياتية الخارجية,
العدد ‎5١‏ تشرين الثاني ( نوفمير ) ‎155٠‏ ليون فلسطيزية /ا/ا
تاريخ
نوفمبر ١٩٩٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10634 (4 views)