شؤون فلسطينية : عدد 212 (ص 77)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 212 (ص 77)
- المحتوى
-
محمد خالد الأزهري
يقدّم افصاحات تؤكد قبوله لدور ملموس للمصالح الجماعية: كما يأخذ الاتجاهات القومية في الاعتبار
على الصعيد الداخلي('*). ونلمس أثر هذه الاتجاهات الفكرية الجديدة في تصاعد التيارات القومية في
كازاخستان وارمينيا واذربيجان وليتوانياء فضلاً عن تحرّك الجماعات الاسلامية في جنوب الاتحاد
السوفياتى. وهكذاء فان المرحلة المقبلة قد تشهد تشجيع التيارات الداعية الى احياء الآداب الفرعية
لهذه القومياتء بما في ذلك التيارات الداعية الى احياء الآداب الصهيونية؛ ومنها «الصهيونية» التى
تعتبر نفسها «حركة قومية لليهود». وقد تتدعٌم هذه الظاهرة في ظل التواصلء وفتح باب العلاقة
المباشرةء بين الجماعات اليهودية السوفياتية والقوى الصهيونية في اوروبا الغربية والولايات المتحدة
الاميركية. بعبارة اخرى» قد تنتعش الافكار الصهيونية بين الجماعة اليهودية السوفياتية والاوروبية
الشرقية؛ والاحتمال قائم؛ في حالة كهذه. ان تصبح هذه الجماعة قوة ضغط لها مصلحة في شدّ
السياسة السوفياتية نحو اسرائيل بعيداً من الجانب العربي
كذلك من المتوقع ان يخفٌ العداء الايديولوجي السوفياتي للصهيونية: وذلك في اطار تخفيف
الابعاد الايديولوجية للسياسة السوفياتية» بصفة عامة.
وقد بدآت يوادر هذه الظواهر الفكرية بالفعل؛ اذ رأت مصادر اسرائيلية ان الاوساط الحزبية
السوفياتية لم تعد راغية في السماح باستمرار حملات دعائية تهجّمية ضد اسرائيل: وذلك على أساس
أن هذه الحملات قد توّدي الى زيادة الحملات التعصّبية ضد اليهود» وهى أمر غير مرغوب فيهء لأنه
يهدّد الاطار الاجتماعي الداخلي في الاتحاد السوفياتي ذاته(8؛).
مثل هذه الاتجاهات, سوف يكون له صدى في شرق اوروياء وقد يتسع مجال الحركة الصهيونية
بين مختلف الاوساط الاجتماعية والفكرية على ساحة كانت مغلقة أمامها طوال العقوب الاربعة
انمي وفي ظل هذه الرياح الفكرية المواتية» تصاعدت الدعوة الصهيونية - الاسرائيلية» على نطاق
سعء الى العمل على استصدار قزار عن الجمعية العامة للأمم المتحدة يلغي قرارها السابق الرقم
- ؛ الصادر في تشرين الثاني ( نوقمبر) 13375: والذي قضىء في ذلك الحينء بأن الصهيونية :هي
شكل من أشكال العنطرية والتميين العنصري» . وممًا يثير الدهشة: أن الدعوة هذه تأتى في وقت
أفصحت الممارسات الصهيونية الاسرائيلية عن عنصريتها المقيتة في أسوأ صورها؛ في اثناء: ومن
خلالء ممارساتها الارهابية ضد المنتفضين في فلسطين المحتلة. وهكذا يمكن القولء انه اذا كانت
التطوّرات الدولية قدّمت, بشكل أو آخر, هامشاً للتحرك الصهيوني الاسرائيلي الفكري المضاد
للجانب العربي الفلسطينيء فان الممارسات الاسرائيلية, في الواقع الفعلي تقدّم الفرصة ذاتها الى
هذا الجانبء على طريق تثبيت قرار الامم المتحدة المذكورء وردفه بقرارات أخرى تعرّزهء استناداً الى
وثائق د امغة عرفها العالم وقواه المختلفة, ولسها بالصوت والصورة والتحقيق الميداني.
لماتمة
يمن النظام الدولي بتحؤلات عميقة . والاتجاه العام لهذه التحؤلات يشير الى أننا يحصل ل انفراج
دولي كبيره يسعىء حثيثاً على طريق التعاون بين القوتين العظميين. ولا شك في ان البنية المزمعة للنظام
المتفاعل سوف تنعكسء بآثارهاء على الصراع العربي - الاسرائيلي؛ وهو صراع كان العنصر الخارجي»
أو البيئة الدولية؛ من أهمٌ العناصر الحاكمة لمسارهء منذ البداية.
وفي الحقيقة, ان للتشاؤم العربي مبرّرات كثيرة تجاه ما يحتمل من آثار للنظام الجديد في
78> تون فأسطيزية العدد ؟١1؟؛: تشرين الثاني ( نوفمير ) 195٠0 - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 212
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10633 (4 views)