شؤون فلسطينية : عدد 212 (ص 83)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 212 (ص 83)
- المحتوى
-
د . عبد الوهاب المسيري
الستينات مع بداية حركة المقاومة السوداء ضد الحكم العنصري. وقد هاجرء في. العقدين الماضيين»
"0٠ ألف يهودي؛ وفي العامين ,١15948103 ١9/65 هاجر ١5 ألف يهودي من جنوب افريقيا الى
استراليا ونيوزياند ا والولايات المتحدة الأميركية: لم يذهب سوى اربعمئة منهم الى اسرائيل؛ وهذاء لا
شك فيه؛ «تساقط» آخر. ويلاحظ ان معظم المهاجرين من الشباب. ويقال انه لا يوجد أسرة واحدة لم
يهاجر أحد أينائها من الشياب. ولِعلّ أحد أسباب احجامهم عن الاستيطان في اسرائيل هى خشية
تأدية الخدمة العسكرية. ومن أشهر الشخصيات الاسرائيلية من أصل جنوب افريقي أبا ايبن ومايكل
كوماي (مندوب اسرائيل السابق لدى هيئة الأمم) ولويس بنكوسء رئيس الوكالة اليهودية السابق.
© يلاحظ ان العناصر الشابة المهاجرة هي عادة من ذوي الكفاءات العالية؛ الذين يمكنهم ان
يحققوا حراكاً اجتماعياً في مجتمعات أخرى؛ كما أ, ن نسبة كبيرة من العناصر الضابة؛ الهتمة بهويتها
اليهودية (أي الصهيونيين): تهاجر الى أسرائيل. كل هذا يعني | ن الجماعة اليهودية بدأت تفقد
القيادات اللازمة وعناصر التماسك الداخلي؛ كما ان المتوسط العمري بدأ يزداد. فأكثر من "١ بالمئة
من أعضاء الجماعة فوق سن الستين.
© وقد ازدادت معدّلات الاندماج والعلمنة بين اعضاء الجماعة اليهودية كما يتضح في ازدياد
معدّلات الطلاق والزواج المختلط الذي وصل الى ١١ بالمئة: وهو معدل مرتفع للغاية بمقاييس جنوب
افريقياء على الرغم من انخفاضه بالمقارنة بالزواج المختلط في الولايات المتحدة الأميركية: على سبيل
المثال. ولعل النسبة لم تزد على ذلك لأسباب ترجع الى حركيات مجتمع جنوب افريقياء وليس له علاقة
كبيرة بمدئى تماسكء أو تآكل, ا 0 ليهودية في حدّ ذاتهاء من بينها ان ثقافة المهاجرين لا تزال لها
فعالية في جنوب افريقياء على عكس الحال في الولايات المتحدة الأميركية. فالمناخ الثقافي العام؛ في جنوب
افريقياء والذي يشجع على عزل الجماعات الاثنية والعرقية الواحدة عن الأخرى, قد ساهم في ابطاء
عملية الاندماج . كما انه لا توجد ثقافة موحدة في جنوب افريقيا؛ اذ أن هناك التنافس الدائم بين
الثقافة الهولندية (الافريكان) والثقافة الانكليزية؛ الأمر الذي أتاح لليهوب فرصة الحفاظ على شيء من
الهوية: فلم يمارس أحد الضغط على اليهودي ليسقط هويته؛ كما حدث في الولايات المتحدة الأميركية
حيث نجد أ ن اسطورة أتون الصهر التى كانت سائدة في المجتمع كانت تشجع اليهود على التخلص
من ثقافتهم بأسرع وقت ممكن (بما في ذلك اليديشية) واكتساب الثقافة الانكلى اميركية والتحدث
بالانكليزية.
© فالحراك في الولايات المتحدة كانء ولا يزال» مرتبطاً بالاندماج وبالانصهارء؛ على عكس جنوب
افريقياء حيث من الممكن تحقيق الحراك مع الاحتفاظ بالهوية. ولعل هذا من الأسياب التي ساعدت
على استمرار اليديشية لبعض' الوقت. ومع هذا يجب الاشارة الى ان مجتمع الأغلبية؛ على الرغم من
تشجيعه الفصل بين الاعراق والاقليات والاقوام, لم يعترف باليهوب, الا كبيضء مما يعني انه كان
عليهم ان يختاروا بين هوية الافريكان والهوية الانكليزية؛ وقد اختار عدد صغير من اعضاء الجماعة
اليهودية الهوية الأولى؛ واختارت غالبيتهم الساحقة الهوية الانكليزية. ولا بد ان هذا سيساعد على
اندماج وانصهار من بقي من اليهودب» مما سيزيد في معدّلات الاندماج. ويالفعل: نجد ان عدد من
تحدث باليديشية؛ في العام 1477: كان لا يتجاوز ,١1/871١ انخفض ليصبح 1177١ في العام 1551,
معظمهم من كبار السن. بل ويبدى ان اليديشية قد اختفت تماماً في جنوب افريقيا. فلا توجد أي
اشارات لها في صحفهم: أى مجلاتهم. والصورة العامة؛ الآن» للشباب اليهودي هي صورة شبياب
يتباهى بيهوديته. وإكنه لم يستوعب أي شيء مما يسمّى ب «التاريخ اليهودي»». أو الثقافة
م اشؤون فأسطيزية العدد ١١5؛ تشرين الثاني ( نوفمير ) ١95٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 212
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٩٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22429 (3 views)